تونس تتخذ إجراءات استباقية تحسباً لتدهور الوضع الأمني في ليبيا

محـصلـة اشتـباكات بنغازي ترتفع إلى 43 قتيلاً

صورة

أعلن في ليبيا أمس، عن ارتفاع عدد قتلى اشتباكات مدينة بنغازي إلى 43، فيما قررت تونس اتخاذ إجراءات وتدابير «استباقية» تحسباً لأي طارئ مُرتبط بتدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا.

وتفصيلاً، قال مسؤول في وزارة الصحة الليبية أمس، إن عدد قتلى اشتباكات مدينة بنغازي بشرق ليبيا ارتفع إلى 43، بعدما كان 19 وإن أكثر من 100 شخص أصيبوا. واندلعت الاشتباكات الجمعة بين قوات ليبية غير نظامية وإسلاميين متشددين.

ونقلت وكالة أنباء «التضامن» الليبية عن مدير الشؤون الإدارية والمالية لوزارة الصحة بالمنطقة الشرقية عبدالله الفيتوري قوله إن القتلى والجرحى استقبلتهم مستشفيات بنغازي والمرج والأبيار وسلوق، لافتاً إلى أن أغلب الجرحى حالاتهم ما بين خفيفة ومتوسطة. وأشار إلى عدم وجود أي نقص في الإمداد الطبي، أي أن عناصر الإمداد شكلوا غرفة طوارئ لتفادي حدوث نواقص.

من جهته، أعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، تصميمه على مواصلة عمليته ضد «المجموعات الإرهابية» في بنغازي غداة الاشتباكات. وقال حفتر لقناة ليبيا، أولاً ان «العملية ستستمر حتى تطهير بنغازي من الإرهابيين». ويقود حفتر قوة تطلق على نفسها اسم «الجيش الوطني» شنت «عملية واسعة لتطهير بنغازي من الإرهابيين»، بحسب المتحدث باسم القوة محمد الحجازي. وقال الحجازي الذي كان ـ مثل حفتر ـ ضابطاً في جيش القذافي قبل أن ينشق «هذه ليست حرب أهلية، إنها عملية للجيش ضد المجموعات الإرهابية». وقامت قوات حفتر بقصف ثوار سابقين في المدينة خصوصاً أنصار الشريعة، التي صنفتها الولايات المتحدة جماعة إرهابية، بحسب الجيش الليبي. ونفى الجيش النظامي أي مشاركة له في اشتباكات الجمعة ودانت الحكومة العملية. ونفى عبدالسلام جادالله الصالحين رئيس أركان القوات المسلحة أي دور للجيش في اشتباكات بنغازي. وقال الصالحين في طرابلس، إن «الجيش (النظامي) لا علاقة له بالاشتباكات. الجيش لم يعط أي أوامر بأي عملية» في بنغازي.

ووصف رئيس الوزراء عبدالله الثني قوة حفتر بأنها «مجموعة خارجة عن القانون» وقال في مؤتمر صحافي في طرابلس، إن الجيش «يسيطر على الوضع على الأرض» داعياً إلى ضبط النفس.

وكان رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء عبدالسلام جادالله قد قال إن القوة التي دخلت إلى بنغازي فجر الجمعة هي مجموعات صغيرة تابعة للواء السابق «خليفة حفتر» من بينها بعض العسكريين وتعمل على فرض إرادتها بالقوة على الشعب الليبي. وأوضح جادالله في مداخلة مع قناة ليبيا الوطنية، أنه لا يمكن أن تأتي قوة عسكرية نيابة عن الشعب الليبي وتقرر مصيره، واصفاً ما حدث بـ «الانقلاب».

وتأتي أعمال العنف في بنغازي، بعد أسابيع على اعتراف الحكومة في طرابلس وللمرة الأولى «بوجود مجموعات إرهابية» في ليبيا، وقالت إنها تقوم بالتعبئة ضدهم.

وفي تونس قال وزير الداخلية لطفي بن جدو، إن بلاده قررت اتخاذ إجراءات وتدابير «استباقية» تحسباً لأي طارئ مُرتبط بتدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا. وأوضح في تصريح بُث أمس، أن الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الوطني التونسي الذي عُقد مساء الجمعة «تناول اتخاذ إجراءات استباقية إزاء امكانية تأثير الوضع الأمنى المتدهور في ليبيا على تونس». وتابع أن «الاجتماع بحث أيضاً انعكاسات التطورات المسجلة بليبيا على الوضع الأمنى الداخلي في تونس، خصوصاً أن تونس تؤوي نحو مليون و900 ألف مواطن ليبي».

وكان الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي قد دعا بشكل مفاجئ إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن التونسي شارك فيه رئيس الحكومة مهدي جمعة، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، ووزير الداخلية لطفي بن جدو، ووزير الدفاع غازي الجريبي، ووزير الخارجية منجي حامدي، وعدد من كبار ضباط الجيش التونسي والقيادات الأمنية.

واستغرق الاجتماع أكثر من ساعتين، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أنه تم خلاله اتخاذ قرار عاجل بإرسال أكثر من 5000 جندي إلى الجنوب التونسي لتعزيز الوحدات العسكرية المرابطة هناك غير بعيد عن الحدود الليبية.

تويتر