كارثة منجم سوما تكشف أردوغان «المهزوز»

عادة ما تكشف الأزمات بما فيها من متغيرات وعناصر مفاجئة وتنوع عن معادن المسؤولين والقادة في الدول، وتظهر زيادة أو نقصاً في شعبيتهم، وذلك طبقاً لطريقة تعاملهم مع الأزمة ومعالجتهم لها. وعلى مر العصور ظلت الشعوب تتذكر ردود أفعال مسؤوليها في الأزمات أكثر من تذكرها لكثير من إنجازاتهم في الأوقات العادية، فالتصرف تحت الضغط يكشف عن كثير من الصفات الشخصية لأي زعيم أو قائد.

وأحدث مثال يحضرنا هو رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي تصدر حزبه «العدالة والتنمية» الحاكم الانتخابات المحلية، ورد فعل المواطنين الأتراك تجاه كارثة منجم سوما للفحم التي أودت بحياة نحو 300 شخص.

وأظهرت هذه الأزمة أردوغان مهزوزاً ودفاعياً ولا يشعر بآلام المحيطين به، فقد سارع إلى تبرير الحادث بأنه يمكن أن يحدث في أي مكان في العالم، إضافة إلى اشتباك أحد مستشاريه مع متظاهرين من أسر الضحايا وركله لأحدهم. وسارع مسؤولون حكوميون إلى القول، إن ما حدث لا يعني السكوت على التقصير والإهمال والأخطاء الجسيمة التي تؤدي إلى وقوع مثل هذه الكوارث، ولابد من التحقيق الشفاف ومحاسبة المسؤولين عما حدث ومعاقبتهم.

كما جاءت هذه الأزمة لتضعف حكومة أردوغان التي تهزها فضائح الفساد المتكررة منذ فترة، ولتؤكد وجوب إعادة النظر في مسألة أن يكون صندوق الانتخابات هو المعيار الوحيد للحكم على شعبية المسؤولين.

 

تويتر