اغتيال قائد حرس الأهداف الحيوية في بنغازي

اغتيل قائد حرس الأهداف الحيوية في منطقة «سي فرج» بمدينة بنغازي شرق ليبيا، جراء استهدافه من قبل مسلحين مجهولين، فيما تعهد رئيس الوزراء المنتخب أحمد معيتيق، بأن الحكومة الجديدة ستستهلّ أعمالها بالعمل على بسط الأمن ومحاربة الإرهاب والتطرف بكل حزم وقوة، مؤكداً أن الحكومة لن تسمح بأن تكون ليبيا مصدراً لتهديد دول الجوار.

وتفصيلاً، قال المتحدث باسم القوات الخاصة (الصاعقة)، ميلود الزوي، في تصريح أمس، إن «قيادة الأهداف الحيوية أكدت لهم خبر مقتل قائد حرس الأهداف الحيوية النقيب عزمي البرغثي، اغتيل جراء كمين نصب له من قبل مسلحين مجهولين بمنطقة (سي فرج) بمدينة بنغازي».

والبرغثي من سكان منطقة توكره، وكان ضابطاً بالدفاع الجوي، وبعد اندلاع «ثورة 17 فبراير» شارك فيها بقوة. وانضم الراحل إلى القوات الخاصة في سبها تحت قيادة العقيد ونيس بوخماده، ثم انتقل إلى حرس الأهداف الحيوية، وكان آمر وحدة حماية مطار بنينا، بعدها عمل آمراً الجهاز على مستوى المنطقة الشرقية، وحارب الإرهاب والمتطرفين، وانضم إلى «عملية الكرامة» قبل أن يقتل بمنطقة «سي فرج». وكان 21 شخصاً قد لقوا مصرعهم وأصيب أكثر من 75 آخرين بمدينة بنغازي أول من أمس، جراء اشتباكات بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وعناصر مسلحة. وكان رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي اللواء عبدالسلام جادالله العبيدي، قد نجا من محاولة اغتيال تعرض لها مساء الإثنين في العاصمة طرابلس. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العقيد علي الشيخي، إن «موكب العبيدي تعرض لإطلاق نار كثيف خلال مروره في طريق الشط في العاصمة طرابلس». وأوضح أن «الحراس المرافقين للعبيدي ردوا على مصادر النيران، ما أجبر المهاجمين على الفرار دون أن يصاب أحد بأذى». ومنذ الإطاحة بالقذافي بدعم من قوات حلف شمال الأطلسي، تشهد مدن ليبية خصوصاً في الشرق المضطرب، هجمات شبه يومية تستهدف القوات الأمنية، ويتهم الإسلاميون بالوقوف خلفها، لكن التحقيقات الرسمية لم تخرج على الملأ.

من جهته، تعهد رئيس الوزراء المنتخب أحمد معيتيق، بأن الحكومة الجديدة ستستهل أعمالها بالعمل على بسط الأمن ومحاربة الإرهاب والتطرف بكل حزم وقوة، مؤكداً أن الحكومة لن تسمح بأن تكون ليبيا مصدراً لتهديد دول الجوار. واعتبر رئيس الوزراء، في بيان صحافي مقتضب تلاه بمقر مجلس الوزراء، أن محاربة الإرهاب خارج إطار الدولة سيزيد من المشكلة وسيحدث شرخاً اجتماعياً في المجتمع الليبي، يصعب علاجه. كما تعهد، بتبني رؤية وطنية لمعالجة آثار استخدام القوة الذي اثر سلباً في النسيج الاجتماعي، وأن الحكومة الجديدة لن تتأخر في تخصيص الميزانيات اللازمة لمعالجة المصابين والتعويض للمتضررين. وأكد أن الحكومة ستعمل على إنجاح انتخابات مجلس النواب المقررة في 25 يونيو الجاري، وأنها ستدعم جهود المفوضية للقيام بمهامها. وأعرب معيتيق عن بالغ الحزن لما تشهده بنغازي من أحداث، وأكد أن الحكومة عقدت أول اجتماع لها بمقر مجلس الوزراء لمناقشة الأوضاع الراهنة في ليبيا خصوصاً في مدينة بنغازي.

كما عقد بمدينة إجدابيا، صباح أمس، اجتماع عمل ضم رئيس مؤسسة الرقيب للرقابة على الانتخابات وعدداً من أعضاء مؤسسات المجتمع المدني ومن الأجهزة الأمنية، وناقش المجتمعون تشكيل لجنة أزمة خاصة بالأحداث التي شهدتها مدينة بنغازي، وكذلك العمل على استقبال العائلات النازحة، وإمكانية توفير مستشفى ميداني خاص بمدينة بنغازي، بالتنسيق مع بعض الجهات ذات العلاقة. وفي طرابلس ناقش رئيس المؤتمر الوطني العام، نوري أبوسهمين، في اجتماع موسع مع عدد من أعضاء المؤتمر بحضور رئيس الوزراء ونوابه، الأحداث التي تمر بها مدينة بنغازي.

من جهتها، أعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، انطلاق حملات الدعاية الانتخابية لمرشحي انتخاب مجلس النواب، التي ستستمر لغاية يوم 23 يونيو الجاري. وأوضحت في المؤتمر الصحافي الذي عقدته أمس بطرابلس، أن ما يعرف بيوم الصمت الانتخابي سيوافق يوم الثلاثاء 24 يونيو 2014، استعداداً ليوم الاقتراع المقرر25 يونيو 2014. وأهابت المفوضية بجميع المرشحين ضرورة التقيد بأحكام القانون ولوائحه التنظيمية.