السيستاني يدعو إلى حمل السلاح ومقاتلة «الجهاديين».. وأوباما يدرس «خلال أيام» كيفية مساعدة العراق

المالكي يطلق عملية «تطهــير المدن» من المسلحين.. وخـطـة لحمــاية بغداد

شاحنات الجيش العراقي تنقل المتطوعين إلى قاعدة المثنى بوسط بغداد ضمن خطة الحكومة لحماية العاصمة. إي.بي.إيه

أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالك، أمس، انطلاق عملية «تطهير» المدن التي يسيطر عليها المسلحون، مؤكداً أن القوات العراقية لاتزال متماسكة، فيما أعلنت السلطات خطة أمنية جديدة، تهدف إلى حماية العاصمة من أي هجوم محتمل، بينما يحاول الجيش العراقي منع المسلحين من التقدم إلى بعقوبة. وفي حين دعت المرجعية الشيعية العراقيين، أمس، إلى حمل السلاح ومقاتلة «الإرهابيين»، بهدف وقف زحفهم المتواصل منذ خمسة أيام نحو بغداد، أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه لن يرسل قوات برية إلى العراق لوقف هجوم المتشددين، لكنه سيبحث خيارات مختلفة أخرى «في الأيام المقبلة» لمساعدة العراق.

وقال المالكي، في بيان صادر عن مكتبه، إن «قواتنا الباسلة استعادت المبادرة، وبدأت عملها لتطهير كل مدننا العزيزة من هؤلاء الإرهابيين»، مشدداً على «تماسك قواتنا المسلحة الباسلة».

ورأى أن «العراق يمر الآن بمنعطف خطر ومؤامرة كبرى تستهدف وجوده، وتسعى لجعل بلاد الرافدين ومهد الحضارات قاعدة للتكفير والكراهية والإرهاب».

وأضاف أن «أمة تمتلك كل هذا التاريخ العظيم وشعباً ورث كل هذه الحضارات واحتضن كل هذه المقدسات لا يمكن أن يخضع لسيطرة مجموعات من الظلاميين والتكفيريين الذين لا يفقهون إلا مهنة القتل والتكفير».

وفي النجف، دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني، العراقيين إلى حمل السلاح ومقاتلة «الإرهابيين»، في إشارة إلى الجهاديين المتطرفين الذي يشنون هجوماً كبيراً في العراق.

وقال الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء، «على المواطنين الذين يتمكنون من حمل السلاح ومقاتلة الإرهابيين دفاعاً عن بلدهم وشعبهم ومقدساتهم التطوع والانخراط بالقوات الأمنية لتحقيق هذا الغرض المقدس».

وأعلن أن «من يضحي منكم في سبيل الدفاع عن بلده وأهله وأعراضه فإنه يكون شهيداً».

وأضاف أن «المرجعية الشيعية العليا تدعم جهود القوات المسلحة العراقية في التصدي للجمعات الإرهابية، وتحثها على التحلي بالشجاعة والصبر والبسالة، لان الدفاع عن العراق واجب وطني، وعلى الجميع الخروج من اجل الدفاع عن العراق».

على الصعيد الميداني، يخوض الجيش العراقي منذ صباح أمس، اشتباكات مع المسلحين الذين يحاولون السيطرة على قضاء المقدادية، بعدما مروا في ناحيتي السعدية وجلولاء القريبتين، في طريقهم إلى مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) مركز محافظة ديالى، وفقاً لمصادر أمنية وعسكرية.

وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة العراقية، وضابط برتبة مقدم في الجيش لـ«فرانس برس»، أمس، إن الجيش يحاول منذ ساعات صباح أمس، منع المسلحين من دخول القضاء الواقع على بعد 30 كلم من بعقوبة.

وقالت مصادر أمنية إن قوات الجيش قصفت مواقع للمسلحين في ناحيتي جلولاء والسعدية المتنازع عليهما بين بغداد وإقليم كردستان على بعد نحو 50 كلم من المقدادية، بعدما دخلهما هؤلاء المسلحون الليلة قبل الماضية.

وأكد نائب رئيس مجلس محافظة ديالى فرات التميمي، لـ«فرانس برس»، أمس، أن المسلحين خرجوا من الناحيتين، وأن قوات البشمركة الكردية هي التي تسيطر على المنطقتين حالياً.

وقال شهود عيان في بعقوبة، إن القوات الأمنية والعسكرية أجرت عملية انتشار كثيف في انحاء متفرقة من المدينة، تحسباً لاحتمال وصول المسلحين إليها.

وفي هذا السياق، وضعت السلطات العراقية خطة أمنية جديدة، تهدف إلى حماية بغداد من اي هجوم محتمل.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، العميد سعد معن، أمس، «وضعنا خطة جديدة لحماية بغداد»، مضيفاً «اليوم الوضع استثنائي وأي عملية تراخٍ قد تسمح للعدو بأن يحاول مهاجمة بغداد، ويجب ان يكون هناك استعداد».

وذكر ان الخطة تشمل «تكثيف انتشار القوى، وتفعيل الجهد الاستخباراتي، و(زيادة) استخدام التقنية مثل البالونات والكاميرات والأجهزة الأخرى، اضافة إلى التنسيق مع قيادات العمليات في محافظات اخرى، ورفع الروح المعنوية للمقاتلين».

وفي محافظة صلاح الدين، حيث يسيطر مسلحو «الدولة الإسلامية» على مدينة تكريت (160 كلم شمال بغداد)، مركز المحافظة ومعقل الرئيس السابق صدام حسين، قال شهود عيان ان المقاتلين الجهاديين أرسلوا تعزيزات كبيرة إلى محيط مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد). وأوضح شهود العيان في قضاء الدور الواقع بين تكريت وسامراء، ان «اعداداً لا تحصى من السيارات التي تحمل المقاتلين توجهت منذ مساء الخميس حتى صباح، أمس، نحو محيط سامراء»، في ما يبدو عملية حشد قبيل هجوم محتمل على المدينة.

سياسياً، قال أوباما من البيت الأبيض، أمس، «لن نرسل قوات أميركية مقاتلة الى العراق، لكنني طلبت من فريق مستشاري الأمن القومي إعداد مجموعة من الخيارات لدعم قوات الامن العراقية»، مشدداً في الوقت نفسه على أنه «من دون جهود سياسية سيكون الفشل مصير أي عمل عسكري».

وأضاف أن «الولايات المتحدة لن تدخل نفسها في عمل عسكري في غياب خطة سياسية من جانب العراقيين تعطينا قدراً من الاطمئنان الى أنهم مستعدون للعمل معاً». وقال «لن نستطيع أن نفعل شيئاً بالنيابة عنهم».

وأشار إلى أن خطر متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) لا يتهدد شعب العراق فحسب، بل وربما الأميركيين.

وأضاف «هذه مشكلة إقليمية وستكون مشكلة طويلة المدى. وما نحن بصدد القيام به هو مجموعة من الأعمال الانتقائية التي ينفذها جيشنا لضمان أننا نتعقب الإرهابيين الذين يمكن أن يلحقوا الضرر بمواطنينا في الخارج، أو ضرب بلدنا في نهاية المطاف».

وقال أوباما إن المتشددين لم يسببوا حتى الآن تعطيلاً كبيراً لإمدادات النفط من العراق «لكن إذا سيطر المسلحون على مصافي النفط فينبغي لمنتجي النفط الآخرين في الشرق الأوسط تعويض ذلك».

وفي جنيف، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، أن نحو 40 ألف شخص نزحوا من المعارك في تكريت وسامراء. وقالت المتحدثة كريستيان برتيوم، في لقاء صحافي في جنيف، إن «الوضع متفجر جداً والناس يتحركون، اغلبية الناس حالياً تفر من المعارك».

كما صرحت منسقة اعمال الطوارئ للمنظمة في العراق ماندي الكساندر، انه فيما «يتدهور الوضع ساعة بساعة» في العراق، «نتوقع ازمة إنسانية مطوّلة».

 

تويتر