الاحتلال يواصل الاقتحامات والاعتقالات في مدن «الضفة».. وغارات على أهداف في غزة
إسرائيل تشدّد ظروف اعتقال الأسرى عقاباً للفلسطينيين
قررت إسرائيل، أمس، تشديد ظروف اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجونها، كعقاب جماعي رداً على اختطاف ثلاثة مستوطنين في مدينة الخليل، فيما واصلت قوات الاحتلال الاقتحامات والاعتقالات والمواجهات في معظم مدن الضفة، بينما شنت غارات على أهداف في غزة.
وتفصيلاً، قرر المجلس الوزاري الأمني - السياسي الإسرائيلي المصغر، أمس، تشديد ظروف اعتقال آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، عقاباً جماعياً رداً على اختطاف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين في مدينة الخليل، مساء الخميس الماضي. وطرحت خلال الجلسة مقترحات عدة لخطوات انتقامية من حركة «حماس»، بما فيها إبعاد قادة الحركة من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وإبعاد أسرى «حماس» الذين جرى تحريرهم في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، وما تعرف بـ«صفقة شاليط»، إضافة إلى اتخاذ خطوات عملية أخرى لم يتم الإعلان عنها.
مستوطنون يقتحمون باحات «الأقصى» اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين، أمس، باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي الخاصة. وقال مدير الإعلام في مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، في بيان، إن نحو 20 مستوطنا اقتحموا المسجد، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته بحراسة مشددة، مشيرا إلى أن شرطة الاحتلال المتمركزة على البوابات شددت من إجراءاتها ضد الداخلين للأقصى. يذكر أن 47 مستوطنا و15 عنصرا من عناصر المخابرات الإسرائيلية اقتحموا، أول من أمس، باحات المسجد بحراسة شرطة الاحتلال. القدس المحتلة - أ.ف.ب |
ووفقا للموقع الإلكتروني لصحيفة «معاريف» الإسرائيلية، يأتي هذا الإجراء الإسرائيلي لممارسة ضغط كبير ومتزايد ضد الفلسطينيين، إذ دعا سياسيون إسرائيليون لخوض معركة مزدوجة ضد الفلسطينيين، عسكرية وسياسية، لاستعادة المختطفين الثلاثة.
وتظاهر مئات المواطنين الفلسطينيين، أمس، قبالة مقر الامم المتحدة للتنديد بالتصعيد الإسرائيلي الذي تشهده مدينة الخليل خصوصا وجميع مدن الضفة الغربية وقطاع غزة عموما، وحملة الاعتداءات والاعتقالات ضد أبناء الشعب الفلسطيني ونوابه والتنكيل بالأسرى في سجون الاحتلال، خصوصا الإداريين المضربين عن الطعام. ورفع المشاركون في التظاهرة يافطات تندد بالعقاب الجماعي الذي تفرضه حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وفي أعقاب حادث اختطاف المستوطنين الثلاثة، تخوض إسرائيل الآن نشاطا سياسيا واسعا لنزع الشرعية الدولية عن اتفاق المصالحة بين حركتي «فتح» و«حماس»، حيث تحمل إسرائيل من خلال وسائل إعلامها ودبلوماسييها السلطة الفلسطينية مسؤولية كل عملية تخرج من أراضيها.
ويرى الكاتب والمحلل الإسرائيلي أمير أورن، في مقال له بصحيفة «هآرتس»، أن حادث اختطاف المستوطنين الثلاثة جاء في أعقاب مصادقة الحكومة الإسرائيلية على قانون منع إطلاق سراح أسرى فلسطينيين في صفقات تبادل الأسرى قبل أيام قليلة، على الرغم من أن المستشار القانوني للحكومة وقلة من الوزراء حذروا من هذا القانون قبل التصويت عليه. وأضاف أورن: «إذا ما عاد المختطفون الثلاثة، فستوضع السكين على أعناق وزراء حكومة نتنياهو».
أما الكاتب جدعون ليفي، فقد حمل إسرائيل مسؤولية حادث اختطاف المستوطنين الإسرائيليين الثلاثة، وقال: إن «الذين يرفضون في عناد الإفراح عن سجناء فلسطينيين لايزال عدد منهم سجناء منذ عشرات السنين حتى منذ الفترة التي سبقت اتفاقات أوسلو عام 1993، وعدد منهم التزمت إسرائيل بالإفراج عنهم؛ والذين يسجنون منذ سنين معتقلون دون محاكمة؛ والذين يتجاهلون إضرابا عن الطعام لـ125 معتقلا إداريا يحتضر بعضهم في المستشفيات؛ والذين ينوون إطعامهم بالقوة، والذين يريدون أن يسنوا قوانين جائرة تعارض الإفراج عنهم - ينبغي ألا يُظهروا أنهم فوجئوا أو زُعزعوا بسبب عمل الاختطاف فهم الذين استدعوه».
في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي - في حملة التصعيد العسكري بمدن الضفة الغربية المحتلة - فجر أمس 41 فلسطينيا معظمهم من نشطاء «حماس»، جرى اعتقالهم في مناطق نابلس وعوارتا ومخيم بلاطة شمال الضفة الغربية المحتلة. وادعت الإذاعة الإسرائيلية أنه عثر خلال حملة الاعتقالات على ما وصفته وسائل قتالية عدة ومعمل لإنتاج الوسائل القتالية.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن القوات الإسرائيلية تقوم بعملية متدحرجة في مناطق الضفة ضد حركة حماس ومؤسساتها المدنية والاقتصادية، بحيث تم حتى الآن اعتقال نحو 200 شخص.
وفي الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، دفع الاحتلال بالمئات من جنوده إلى مدينة الخليل، وشرع في عمليات بحث وتمشيط في العديد من المناطق، ودهم جنود الاحتلال العشرات من المنازل، ودمروا محتويات عدد كبير من تلك المنازل التي تم تفتيشها. وعمد قادة جيش الاحتلال إلى منع الفلسطينيين ممن يحملون الهوية التي تتضمن عنوان الخليل من السفر عبر معبر الكرامة، لمن تقل أعمارهم عن 50 عاما، وحرمت 20 ألف عامل من لقمة عيشهم بعد قرار منع الخلايلة من دخول القدس وإسرائيل. وأضافت الإذاعة أن قوة إسرائيلية أحبطت الليلة قبل الماضية محاولة تسلل ثلاثة فلسطينيين إلى مستوطنة كوخاف يعقوب إلى الشمال من القدس من خلال إلحاق أضرار بالسياج المحيط بها.
كما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس غارات جوية على أهداف عدة بغزة دون أن يبلغ عن وقوع إصابات. وقالت مصادر فلسطينية إن طائرات الاحتلال أغارت مرتين على أرض فارغة
قرب البوابة الغربية لمدينة أصداء غرب خانيونس جنوب قطاع غزة. واستهدفت طائرات الاحتلال في غارة ثالثة أرضا فارغة داخل محررة «حطين» شمال غرب خانيونس. وفي غارة رابعة استهدفت طائرات الاحتلال ورشة في شارع يافا شمال شرق غزة، في حين قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية الليلة قبل الماضية بشكل مكثف قوارب الصيادين في بحر محافظتي خانيونس ورفح جنوب قطاع غزة دون وقوع إصابات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news