الدخان يتصاعد فوق سماء بيجي نتيجة الاشتباكات بين «داعش» والقوات العراقية. إي.بي.إيه

أوباما: مستعدون لعمل عسكري «محدد الهدف» و«واضح» في العراق

أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، استعداد الولايات المتحدة لتنفيذ عمل عسكري «محدد الهدف» و«واضح» في العراق إذا استدعى الأمر، وأنه سيرسل 300 مستشار عسكري إلى بغداد، فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن الولايات المتحدة تسعى إلى مساعدة كل العراقيين إزاء تهديد الجهاديين السنة، وليس فقط رئيس الوزراء نوري المالكي، نقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أن إدارة أوباما باتت تقريباً مقتنعة بأن المالكي ليس هو الزعيم الذي يحتاج إليه العراق لتوحيد البلاد وإنهاء التوتر الطائفي. وتواصلت المعارك لليوم الثالث على التوالي أمس، في قضاء تلعفر الاستراتيجي شمال العراق، في حين فرضت القوات العراقية سيطرتها الكاملة على مصفاة بيجي بعد تعرضها لهجمات مسلحين.

وتفصيلاً، قال أوباما إن واشنطن مستعدة لإرسال حتى 300 مستشار عسكري لبحث كيفية تدريب وتجهيز القوات العراقية، لافتاً إلى أنها سبق أن كثفت قدراتها في العراق على صعيد المراقبة والاستخبارات، مضيفاً أن واشنطن لن تقوم بعمل عسكري لمصلحة فئة ضد أخرى في العراق. ودعا الرئيس الأميركي، خلال مؤتمر صحافي، القادة العراقيين إلى «جمع شمل» كل مكونات المجتمع العراقي في العملية السياسية، للتصدي لتهديد الإسلاميين المتطرفين في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، لكنه قال «لسنا نحن من يختار قادة العراق». وطالب أوباما القيادة العراقية بتجاوز الخلافات، مشيراً إلى أن هناك انقساماً عميقاً بين السنة والشيعة والأكراد في العراق. وأضاف أنه سيرسل وزير الخارجية إلى المنطقة للتباحث مع قادة الشرق الأوسط حول النزاع في العراق.

من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أن الولايات المتحدة تسعى لمساعدة كل العراقيين إزاء تهديد الجهاديين السنة، وليس فقط رئيس الوزراء نوري المالكي، وذلك في مقابلة تم بثها أمس. وقال كيري في المقابلة مع شبكة «ان بي سي» «الأمر لا يتعلق بالمالكي.. أريد أن أوضح ان ما تقوم به الولايات المتحدة متعلق بالعراق وليس بالمالكي». كما حاول كيري تبديد القلق حيال احتمال التعاون مع ايران في الملف العراقي.

وقال وزير الخارجية في مقابلة اجراها معه تلفزيون «ان بي سي نيوز»: «لا شيء مما سيقرره الرئيس الأميركي باراك اوباما سيكون مركزاً على رئيس الوزراء المالكي، سيكون مركزاً على الشعب العراقي».

ورداً على سؤال حول احتمال حصول «تعاون ثنائي» مع ايران حول الأزمة العراقية استبعد كيري ذلك. وقال «نحن لا نفكر في ذلك، هذا ليس مطروحاً للبحث». وأعلن مسؤول أميركي لـ«فرانس برس» أن الولايات المتحدة تبحث إرسال 100 عنصر من القوات الخاصة إلى بغداد لدعم الجيش العراقي الذي يواجه هجوم متطرفين سنيين، لكنها لا تنوي توجيه ضربات جوية. وقال هذا المسؤول، رافضاً كشف هويته، أن الرئيس باراك أوباما «يميل» إلى عمل محدود «يشارك» فيه هؤلاء العناصر إلى جانب القوات العراقية لمساعدتها في صد تقدم الإسلاميين المتطرفين.

في الأثناء، نقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى أن إدارة الرئيس باراك أوباما باتت تقريباً مقتنعة بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ليس هو الزعيم الذي يحتاج إليه العراق لتوحيد البلاد وإنهاء التوتر الطائفي. وأضافت المصادر، إلى جانب دبلوماسيين عرب، بات تركيز البيت الأبيض الآن حول التوصل لعملية انتقال سياسي تفضي بالعراق إلى حكومة توافق أشمل من دون نوري المالكي، ولكنها تضم ممثلين للسنة والأكراد والشيعة. إلى ذلك، أضافت تصريحات نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني المزيد إلى الجدل القائم حول الأحداث التي عاشها العراق وسياسة الشرق الأوسط خلال القرن الجاري. وشن تشيني هجوماً لاذعاً على سياسة باراك أوباما في ما يتعلق بالملفين الإيراني والعراقي، قائلاً: «نادراً ما نجد الرئيس الأميركي مخطئاً لهذه الدرجة في العديد من الأمور وعلى حساب الكثير». وقال تشيني في مقال رأي كتبه وابنته ليز لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «العراق في خطر الوقوع بيد جماعات إرهابية إسلامية متطرفة والسيد باراك أوباما يتحدث عن التغير المناخي.. الإرهابيون سيطروا على أراض، وأوباما يلعب الغولف».

ميدانيا قال قائمقام قضاء تلعفر الواقع في محافظة نينوى عبدالعال عباس، في تصريح لوكالة فرانس برس، إن «القوات العراقية تواصل عملياتها ضد المسلحين وقد تلقت تعزيزات جديدة لمواصلة القتال».

من جهة أخرى، اعلنت السلطات في بغداد، ان القوات العراقية تفرض سيطرتها الكاملة على مصفاة بيجي بعد تعرضها لهجمات مسلحين خلال اليومين الماضيين. وقال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا في مؤتمر صحافي، إن القوات الحكومية تفرض سيطرتها الكاملة على المصفاة الأكبر في البلاد.

بدوره، أكد مصدر من داخل المصفاة ان «القوات العراقية موجودة داخل المصفاة وتفرض سيطرتها على المصفى بشكل كامل».

 

الأكثر مشاركة