الطيران يقصف منازل مدنيين في بيجي.. والبشمركة تسيطر على آبار النفط في كركوك

القوات العراقية تسيطر عـــلى مدخلَيْ تكريت الجنوبي والغربي

عناصر من قوات العمليات الخاصة العراقية يراجعون خطة قبل الخروج بدورية في بلدة جرف الصخر جنوب بغداد. رويترز

أحكمت القوات العراقية، التي تشن عملية عسكرية واسعة في تكريت، معقل الرئيس العراقي السابق صدام حسين، السيطرة، أمس، على مدخلي المدينة الجنوبي والغربي، وسط اشتباكات متواصلة مع المسلحين المتطرفين، وفيما قتل ستة مدنيين بقصف لمروحيات للجيش العراقي لمنازل متفرقة في ناحية بيجي التابعة لمحافظة صلاح الدين، سيطرت قوات البشمركة الكردية على جميع الآبار النفطية في محافظة كركوك.

وقال ضابط في الجيش العراقي، لـ«فرانس برس»، أمس، إن القوات العراقية تقدمت من المدخل الجنوبي لمدينة تكريت وأحكمت السيطرة على الطريق الرئيس المؤدي إليها، بعد يومين من وصول هذه القوات إلى المدخل الغربي لتكريت (160 كلم شمال بغداد).

من جهته، أعلن مصدر أمني وصول تعزيزات عسكرية إلى قاعدة «سبايكر» العسكرية، الواقعة شمال المدينة تشمل مدافع ودبابات، مؤكداً أن «القوات استعادت جميع الطرق المؤدية إلى تكريت ولم يبق سوى اقتحام المدينة براً».

وتخوض القوات العراقية مدعومة بغطاء جوي كثيف منذ أيام معارك مع مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية»، عند أطراف مدينة تكريت في أكبر عملية برية تنفذها هذه القوات، منذ بداية الهجوم الكاسح للمسلحين.

ويشن مسلحو تنظيم «الدولة الاسلامية» إلى جانب مسلحي تنظيمات أخرى، هجوما منذ أكثر من أسبوعين، سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه، تشمل مدنا رئيسة بينها تكريت والموصل (350 كلم شمال بغداد).

وأكد «الدولة الاسلامية» أقوى التنظيمات الإسلامية المتطرفة، التي تقاتل في العراق وسورية، والذي أعلن أول من أمس، قيام «الخلافة الإسلامية» ومبايعة زعيمه أبوبكر البغدادي «خليفة للمسلمين»، نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف.

وتستعد القوات العراقية لإدخال طائرات «سوخوي» الروسية في معاركها مع «الدولة الإسلامية»، والتنظيمات الأخرى فيما تقوم بدراسة «أهداف مهمة» مع المستشارين العسكريين الأميركيين، الذين وصلوا العراق الأسبوع الماضي، لمساعدة هذه القوات في إيقاف زحف المسلحين.

في السياق، أفاد شهود عيان بمقتل ستة مدنيين وإصابة 13 آخرين بقصف نفذته مروحيات الجيش العراقي على منازل متفرقة تابعة لناحية بيجي، التابعة لمحافظة صلاح الدين (170 كم شمال بغداد).

وقال الشهود لوكالة الأنباء الألمانية إن مروحيات للجيش العراقي قصفت منازل متفرقة في ناحية بيجي (200 كم شمال بغداد) لملاحقة عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية»، ما تسبب في مقتل ستة مدنيين وإصابة 13 آخرين بجروح.

من جهة أخرى، ذكرت مصادر في الجيش العراقي أن القوات لاتزال تسيطر على قاعدة «سبايكر» الجوية، ولا صحة للأنباء التي تتردد عن استيلاء «الدولة الإسلامية» عليها.

وقالت المصادر نفسها إن عناصر التنظيم قصفت الليلة قبل الماضية وفجر أمس، قاعدة «سبايكر»، ما تسبب في تدمير اثنين من أبراج المراقبة، وردت القوات العراقية على مصادر النيران بعنف. وأوضحت أن «القاعدة لاتزال بيد القوات العراقية».

إلى ذلك، أكد عضو مجلس محافظة كركوك، فؤاد كوخا، أن قوات البشمركة الكردية تسيطر على جميع الآبار النفطية في المحافظة، وتوفر الحماية لها، نافياً وجود شركات أجنبية تعمل في المجال النفطي بالمحافظة، وأنها قد غادرت كركوك، بسبب الوضع الأمني.

وقال إن محافظة كركوك ليس لديها أي شركات أجنبية تعمل في القطاع النفطي بالمحافظة، وأن الشركات التي تعمل في «الثروة الهايدروكربونية» شركات محلية عراقية، وليست شركات أجنبية كما أشيع في بعض وسائل الإعلام.

وأضاف أن قوات البشمركة مسيطرة على جميع آبار النفط في محافظة كركوك، ولا خوف على تلك الآبار من «الدولة الإسلامية»، مشيراً إلى أن البشمركة لديها دور في صد الإرهاب. وأفاد تقرير عراقي، أمس، بقتل مسلحي «الدولة الإسلامية» 30 مسلحاً وأسر 33 آخرين من قوة تابعة لـ«ميليشيا بدر» الشيعية جنوب

غرب كركوك. ونقلت وكالة «باسنيوز» الكردية العراقية، عن مصدر أمني في مدينة كركوك قوله إن قوة تابعة لـ«ميليشيا بدر» مؤلفة من 157 مسلحاً، هاجمت صباح أمس، من ثلاثة محاور قرية بشير التركمانية (27 كم جنوب غرب كركوك)، واشتبكت مع مسلحي «الدولة الإسلامية» ما أدى إلى مقتل وأسر العشرات من أفراد تلك الميليشيا. وأضاف المصدر أن «أكثر من 30 مسلحاً من ميليشيا بدر قتلوا، فيما أسر 33 منهم من قبل الدولة الإسلامية»، مشيرا إلى أن «هناك قوة أخرى من الميليشيا نفسها محاصرة من قبل مسلحي التنظيم في تلك المنطقة والاشتباكات مازالت مستمرة بين الطرفين».

وفي بعقوبة (57 كم شمال بغداد)، أعلنت الشرطة العراقية أن 20 شخصاً غالبيتهم من عناصر تنظيم «الدولة الاسلامية» قتلوا وأصيب سبعة آخرون في سلسلة حوادث شهدتها مناطق متفرقة في المدينة. وقالت مصادر أمنية إن قوات عسكرية قتلت بعملية أمنية 14 من عناصر التنظيم المنتشرين في منطقة جبال حمرين شمال شرق بعقوبة، وإحراق عجلات عسكرية.

كما شنت طائرات تابعة للقوات العراقية غارات جوية استهدفت معاقل التنظيم في قرية إنجانة شمال بعقوبة، تسببت بمقتل ثلاثة منهم وفرار الآخرين. وأوضحت أن قذيفة هاون سقطت على إحدى القرى التابعة لناحية المنصورية شمال بعقوبة ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة، وأن عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق المؤدي إلى قرى الجزيرة شمال شرق بعقوبة انفجرت لدى مرور دورية للشرطة أعقبها هجوم مسلح شنه مجهولون على عناصر الدورية ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الدورية وإصابة خمسة آخرين بجروح.

تويتر