«حماس» تتحدث عن جهود مصرية لاستعادة الهدوء.. و«الجهاد الإسلامي» تحذر من أي عدوان
الاحتلال يقتحم «الأقصى».. ومواجهات عنيفة مع المصلين في أحياء القدس
اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة والبوابة الجنوبية، وشرعت بإطلاق القنابل الصوتية الحارقة، وقنابل الغاز المسيلة للدموع على المصلين، وشنت حملات ملاحقة بحقهم في باحات الأقصى، بزعم إلقاء المصلين الحجارة، وفي وقت سقطت فيه أربعة صواريخ في محيط معبر كرم أبوسالم، رد عليها الاحتلال بقصف مدفعي على رفح، قالت حركة حماس إن مصر تبذل وساطة لاستعادة التهدئة على حدود قطاع غزة مع اسرائيل، مؤكدة أنها «ليست معنية بالتصعيد»، بينما حذرت حركة الجهاد الإسلامي من أن أي عدوان إسرائيلي على الشعب الفلسطيني سيواجه برد واسع.
وتفصيلاً، أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، أمس، في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات المسجد الأقصى والبلدة القديمة، بعدما فرضت سلطات الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة في المدينة المقدسة، منعت بموجبها من تقل أعمارهم عن 50 عاماً من دخول القدس القديمة والمسجد الأقصى.
وسير الاحتلال الدوريات العسكرية والشرطية الراجلة والمحمولة والخيالة في معظم شوارع المدينة، والطرقات المؤدية إلى الأقصى المبارك، ونصبت المتاريس الحديدية على بوابات البلدة القديمة والأقصى للتدقيق في بطاقات المواطنين.
وشهدت بوابات السلسلة وحطة والأسباط اشتباكات بالأيدي خلال محاولة المصلين دفع جنود الاحتلال وكسر الحواجز للدخول إلى الأقصى، وأداء صلاة الجمعة برحابه المباركة.
على صعيد متصل، اندلعت مواجهات عنيفة بين المصلين وقوات الاحتلال، في معظم حارات وأحياء وزقاق البلدة القديمة، مع انتهاء صلاة الجمعة، وشهد محيط مسجد رأس العامود جنوب الأقصى المبارك مواجهات عنيفة بين المصلين وقوات الاحتلال، أصيب خلالها عدد من الشبان إصابات مباشرة بالرصاص المطاطي، نقلوا على إثرها إلى مستشفى المقاصد للعلاج.
وشهد حي واد الجوز القريب من أسوار القدس التاريخية مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، أغلق خلالها الشبان الشارع الرئيس، في حين امتدت المواجهات إلى جميع الأحياء والبلدات والضواحي، لاسيما في العيسوية وسط المدينة، وسلوان جنوب الأقصى، وعناتا والرام وقلنديا شمال القدس، إضافة إلى مواجهات عنيفة، مستمرة، في بلدتي العيزرية وأبو ديس جنوب شرق القدس المحتلة، وسط إصابات متعددة.
وفي حي شعفاط أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في مسجد الحي الكبير، وانتظموا عقبها باعتصام حاشد، انتظاراً لوصول جثمان الشهيد الطفل محمد حسين أبوخضير (16 عاماً) من مستشفى «هداسا عين كارم» غرب المدينة، لتشييعه. وردد المعتصمون الهتافات الوطنية والشعارات المنددة بالاحتلال ومجازره، وأخرى تتغنى بالشهداء.
وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي أن مقاومين فلسطينيين أطلقوا، أمس، أربعة صواريخ في محيط معبر «كرم أبوسالم» جنوب شرق رفح. وقالت إذاعة الاحتلال إن الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة من دون وقوع إصابات أو أضرار.
من جانبها، أطلقت دبابات الاحتلال المتمركزة شرق مدينة رفح قذائف مدفعية سقطت على بقايا مطار ياسر عرفات الدولي. وقال شهود عيان إن الدبابات المتمركزة داخل الخط الأخضر بالقرب من معبر كرم أبوسالم أطلقت ثلاث قذائف مدفعية على الأقل تجاه المطار، دون الإعلان عن وقوع إصابات.
ودعت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى اليقظة والحذر من غدر الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات المقبلة. وأكد مسؤول المكتب الإعلامي للحركة داود شهاب في تصريح له «أن المقاومة الباسلة على استعداد دائم لمواجهة كل التطورات، وشدد على ضرورة الإبقاء على حالة الاستنفار قائمة لمواجهة نوايا الاحتلال العدوانية، مشيراً إلى أن ما قامت به أجنحة المقاومة من قصف لمواقع اسرائيلية رد طبيعي مشروع على الانتهاكات الإسرائيلية.
وحذر المسؤول الإعلامي بالحركة من أن توسيع دائرة العدوان سيقابل برد واسع، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن قوى المقاومة لم تبدأ بالتصعيد. وأشار إلى أن التصعيد سياسة إسرائيلية قائمة ومستمرة، وأن الشعب الفلسطيني في حالة الدفاع عن النفس، وحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن كل التداعيات التي ستترتب على أي تصعيد قادم.
يأتي ذلك في وقت قال مصدر في حركة حماس إن «هناك جهوداً مصرية مستمرة لاستعادة الهدوء في قطاع غزة، لكن لم يتم التوصل لاتفاق بعد». كما أكد أن حركته «أبلغت الجانب المصري أن ليس لديها رغبة في التصعيد». بدوره، أكد القيادي البارز في حماس، باسم نعيم، أيضاً أن حركته «غير معنية بالتصعيد والانجرار إلى حرب في غزة، لكن في الوقت نفسه لا يمكن أن تسكت على استمرار العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية».
وفي موازاة ذلك، أعلنت الشرطة الإسرائيلية تعزيزاً محدوداً لقوات الاحتياط على مشارف قطاع غزة، بعد إطلاق صواريخ على إسرائيل خلال الليل، وذلك لإيصال رسالة «بالتهدئة» إلى الحركة الإسلامية.
وتواترت تقارير عن وقف محتمل لإطلاق النار، من دون الإبلاغ عن اشتباكات إضافية، بعد إطلاق أربعة صواريخ في وقت مبكر أمس من قطاع غزة إلى إسرائيل. ولم ترد تقارير عن حدوث إصابات في حادث الصواريخ . وأسقط النظام الدفاعي الإسرائيلي القبة الحديدة صاروخاً، وسقط اثنان على الأقل في مناطق غير مأهولة. وجرى إخطار السكان بالبقاء بالقرب من الملاجئ أو الغرف المحمية.
وذكرت صحيفة «القدس» في موقعها الإلكتروني أن حركة حماس توصلت إلى اتفاق شفوي مبدئي بوساطة مصرية لوقف إطلاق النار بشكل متبادل، غير أنه لم يصدر أي تأكيد من إسرائيل.
وبحسب الصحيفة فإن قيادة حركة حماس «اشترطت أن تلتزم إسرائيل بوقف عدوانها على قطاع غزة كبادرة حسن نية، مقابل أن توقف المقاومة عمليات إطلاق الصواريخ في مدة زمنية محددة تصل إلى 72 ساعة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news