المالكي يتهم أربيل بالتحول إلى مقر لعمليات «داعش والبعث والقاعدة»
اتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بأنها أصبحت «مقراً لداعش (تنظيم الدولة الاسلامية) والقاعدة والبعث»، مؤكداً أن بغداد لن تسكت على سيطرة الأكراد على مناطق متنازع عليها. في حين عثرت الشرطة العراقية على 53 جثة مجهولة الهوية جنوب غرب الحلة كبرى مدن محافظة بابل جنوب بغداد.
وهاجم المالكي في خطابه الأسبوعي المسجل الذي بثته قناة «العراقية» الحكومية، إقليم كردستان العراق الذي سيطر على مناطق متنازع عليها مع بغداد ويسعى للانفصال عن العراق.
وقال: «كل شيء تحرك على الأرض يعود. لا يمكن السكوت عن أي حركة استغلت الظروف وتمددت، وأقول وهم يعرفون كلامي: يعودون من حيث أتوا، يعود السلاح».
وأضاف «بصراحة لا يمكن أن نسكت عن هذا، لا يمكن أن نسكت أن تكون أربيل مقراً لعمليات داعش والبعث والقاعدة والإرهابيين». ودعا «من يتحدثون عن الشراكة ورئاسة الجمهورية والخارجية والشراكة في العمل الوطني» لوقف «غرف العمليات هذه».
وأكد المالكي أنهم «سيخسرون وسيخسر مضيفهم أيضاً لأنه لم يقدم نموذجاً للشراكة الوطنية».
ويسيطر التنظيم «الدولة الإسلامية» الجهادي المتطرف الى جانب تنظيمات أخرى منذ شهر على مناطق واسعة في شمال وشرق وغرب العراق، بينها الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد) إثر هجوم كاسح شنته هذه التنظيمات.
وسيطر الأكراد منذ بداية هذا الهجوم على مناطق متنازع عليها مع بغداد بعد انسحاب القوات العراقية منها، وعلى رأسها مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط، في خطوة أكد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أنها نهائية.
وعلى الرغم من أن بارزاني طلب من البرلمان المحلي الاستعداد لتنظيم استفتاء على الانفصال عن العراق، إلا أن الاكراد لايزالون يتطلعون الى الحصول على منصب رئاسة الجمهورية في خضم المفاوضات الجارية حالياً للاتفاق على الرئاسات الثلاث، علماً ان الاكراد يتولون وزارة الخارجية أيضاً منذ سنوات طويلة.
ويشوب العلاقة بين بغداد والاقليم الكردي الذي يملك قوات عسكرية، توتر يتعلق أساساً بالمناطق المتنازع عليها وبعائدات النفط وصادراته، حيث تقوم الحكومة المحلية في الاقليم بتوقيع عقود مع شركات أجنبية من دون الرجوع الى بغداد.
وكان بارزاني أحد أبرز الشخصيات التي سعت في السابق الى سحب الثقة من نوري المالكي، السياسي الشيعي النافذ الذي يظلل سعيه لولاية ثالثة على رأس الحكومة العملية السياسية، حيث يتعرض الى انتقادات داخلية وخارجية تتهمه باحتكار الحكم.
وغالباً ما تستقبل أربيل اجتماعات ومؤتمرات معارضة للحكومة في بغداد، وبين الشخصيات التي تستضيفها حالياً والتي يدلي بعضها بتصريحات يومية مناهضة للسلطة في بغداد، الشيخ علي حاتم سليمان المعارض للمالكي وأحد أبرز زعماء العشائر السنية.
على الصعيد الميداني، عثرت الشرطة العراقية، أمس، على 53 جثة مجهولة الهوية داخل أحد البساتين الواقعة جنوب غرب الحلة كبرى مدن محافظة بابل جنوب بغداد. وقالت مصادر أمنية واخرى طبية، إن «جميع الجثث هي لرجال مجهولي الهوية قضوا بطلقات نارية بالرأس والصدر، ولاتزال أيديهم مقيدة الى الخلف».
وعثر على الجثث ملقاة في بستان في منطقة الخميسية وبدت متفسخة، وقد مر عليها نحو أسبوع.
ولم تعرف أسباب مقتل هؤلاء الرجال، بحسب المصادر، لكن المناطق المحيطة بمدينة بابل شهدت هجمات متكررة خلال الهجوم الذي قاده الجهاديون خلال الشهر الماضي، وسيطروا على مساحات شاسعة شمال وغرب العراق.
كما أفادت مصادر أمنية عراقية بأن شخصين قتلا وأصيب 16 آخرون جراء انفجار سيارتين مفخختين في مدينة الحلة (100كم جنوب بغداد). وقالت إن سيارة مفخخة مركونة في مرأب للسيارة في الحلة انفجرت وأدت الى اصابة شخصين بجروح وإحراق عدد من السيارات. وبحسب المصادر نفسها، تسبب انفجار سيارة مفخخة ثانية مركونة في مكان منفصل في ناحية الإمام بقضاء المحاويل جنوبي المدينة الى مقتل شخصين واصابة 14 آخرين بجروح.