الصواريخ خطفت والدتها وشقيقيها لتبقى وحيدة

الطفلة شيماء شاهدت إبادة إسرائيل عائلتها

صورة

من يشاهد الطفلة شيماء المصري (أربعة أعوام) أو يتحدث إليها، يصاب بالذهول، فعلى الرغم من صغر سنها، وإصابتها الخطيرة التي تعرضت لها كونها الناجية الوحيدة من استهداف إسرائيلي أودى بحياة عائلتها، بالإضافة إلى بقائها لمدة ثلاثة أيام متواصلة داخل قسم العناية المكثفة، إلا أنها تحتفظ في ذاكرتها مشهد المجزرة التي حرمتها والدتها وأشقاءها.

وفي اللحظة الأولى التي التقى فيها إبراهيم المصري بطفلته شيماء بعد استهداف أسرته، فوجئ بأنها هي من تروي له تفاصيل المجزرة الإسرائيلية كما حدثت تماماً، وأخبرته بأن والدتها وأسيل ومحمد استشهدوا، وهم الآن في الجنة، وبذلك توثق شيماء بذاكرتها الصغيرة تفاصيل مجزرة قاسية، سترافقها طوال الحياة. وبجانب سرير شيماء يجلس والدها إبراهيم المصري، وهو يتألم لما أصاب أسرته وطفلته، ويمسك يدها ويقبلها تارة، ويمسح على رأسها تارة أخرى. ويقول الوالد المكلوم لـ«الإمارات اليوم»: «شيماء لم تفقد الوعي لحظة استهداف زوجتي وأبنائي، حيث بقيت هي الشاهدة الوحيدة على المجزرة، حيث تروي تفاصيلها لكل من سألها عنها».

ويضيف «لقد استغربت من رواية شيماء لما حدث معها هي وأسرتي، لاسيما أنها تحدثت لأول مرة بعد المجزرة، فقد كانت خلال الأيام السابقة مصدومة ولا تتحدث مع أحد، وطوال الوقت تنظر إلى سقف الغرفة التي تتلقى فيها العلاج».

وتقول الطفلة شيماء ببراءة منهكة لوالدها بينما كان يمسح على رأسها «بابا محمد مش حيلعب معي مرة ثانية، وما راح نحضر فرح أسيل».

يشار إلى أن عائلة إبراهيم المصري، كانت ستحتفل بحفل زفاف ابنته أسيل في شهر أغسطس المقبل، ولكن الموت كان أسبق إليها. وكانت عائلة إبراهيم المصري في يوم الأربعاء الماضي على موعد مع مجزرة بشعة، فالحكاية بدأت، بحسب المصري، عندما كانت العائلة تنزح من بيتها، إلى منزل شقيقة زوجته، بفعل قربهم من الحدود مع الاحتلال، ولكنهم لم يعلموا أن الموت كان ينتظرهم، ففي اللحظة التي وصلوا فيها منزل شقيقة الزوجة، وقبل أن يدخلوا إليه، باغتتهم الصواريخ.

وتسببت هذه المجزرة في استشهاد الأم سحر المصري 40 عاماً، وابنتها أسيل 17 عاماً، وابنها محمد إبراهيم المصري 15 عاماً، بالإضافة إلى ابن شقيقتها أمجد حمدان 25 عاماً، الذي حاول إنقاذ العائلة من الاستهداف الذي تعرضت له.

أما شيماء، فشظايا الصواريخ أصابت المعدة والأمعاء والطحال بإصابات خطرة، ومازالت حالتها الصحية متردية. ويسرد المصري تفاصيل المجرزة ببكاء ممزوج بالألم «حاولت حماية زوجتي وأولادي من الاستهداف الإسرائيلي لمنزلي، خصوصاً أنه يقع في منطقة قريبة من الحدود مع الاحتلال، خصوصاً بعد إبادة عائلة حمد التي تسكن بجواري، ونقلتهم إلى منزل شقيقة زوجتي الذي يعد آمناً أكثر من المنطقة التي أسكن فيها».

ويضيف «قبل وصولهم إلى المنزل عدت إلى بيتي لأنقل منه احتياجاتنا الضرورية، ولكن أثناء وجودي فيه سمعت صوت إطلاق صاروخين متتالين، وعلى الفور تلقيت اتصالاً من ابن شقيقتي يخبرني أن محمد ابني استشهد، فهرعت مسرعاً إلى المستشفى ليخبروني باستشهاد زوجتي، وإصابة ابنتي أسيل وشيماء». وفي اليوم التالي من تشييع جثماني سحر ومحمد، عاد إبراهيم إلى المستشفى ليطمئن على ابنتيه، ليتلقى خبر استشهاد أسيل. ويقول المصري ودموعه لم تجف من عينيه «ما أصاب عائلتي فجيعة لن أنساها ما دمت حياً».

تويتر