الاحتلال يصعّد هجومه البـــري على غزة.. ونتنياهو يلوّح بتوســـــيع العمليات
صعدت إسرائيل هجومها البري على قطاع غزة، أمس، بالمدفعية والدبابات وقوات المشاة والزوارق، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن العملية البرية في غزة تهدف إلى «ضرب الأنفاق الإرهابية»، موضحاً أن الغارات الجوية وحدها لا تكفي لذلك، وأعلن أنه قد «يوسع بشكل كبير» عملية يقول مسؤولون فلسطينيون إنها تقتل أعداداً كبيرة من المدنيين، وقالت حركة حماس إن الغزو البري الإسرائيلي لغزة «أحمق»، وستكون له «عواقب مروعة»، وواصلت المقاومة الفلسطينية القصف الصاروخي على المدن والبلدات الإسرائيلية، حيث سقط أكثر من 40 صاروخاً على أسدود وعسقلان وبئر السبع وديمونا وعرا، إضافة إلى البلدات والمدن المحيطة بقطاع غزة.
وتفصيلاً، أضاء وهج النيران البرتقالي سماء شرق غزة، فيما أطلقت زوارق إسرائيلية قبالة ساحل البحر المتوسط قذائف وطلقات مضيئة، وأطلقت طائرات هليكوبتر النار عبر الحدود. كما أطلقت حماس صواريخ على إسرائيل باتجاه بلدتي أسدود وعسقلان.
واستشهد 33 فلسطينيا في قطاع غزة، منذ بدء الهجوم البري الإسرائيلي، الليلة قبل الماضية، ما يرفع عدد الشهداء في الـ11 يوما للعملية العسكرية الإسرائيلية إلى 274. ومن بين الشهداء خمسة أطفال ورضيع وامرأة في الـ70 من عمرها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للصحافيين قبل جلسة خاصة للحكومة في قاعدة عسكرية بتل أبيب «اخترنا بدء هذه العملية بعد استنفاد خيارات أخرى، وتوصلنا لنتيجة هي أنه من دون هذه (العملية) سندفع ثمنا أغلى بكثير، الهدف الأساسي هو استعادة الهدوء». وأضاف «تعليماتي للجيش الإسرائيلي، وبموافقة المجلس المصغر المعني بالشؤون الأمنية، هي الاستعداد لاحتمال توسيع العملية البرية بشكل كبير».
ولم يحدد نتنياهو الشكل المحتمل للعملية الموسعة. وتقول إسرائيل إن قواتها ركزت حتى الآن على استهداف الأنفاق التي قد يستخدمها نشطاء فلسطينيون لتنفيذ هجمات عبر الحدود. وأحبط تسلل من هذا النوع، أول من أمس، بعد أن قال الجيش الإسرائيلي إنه تصدى لـ13 مسلحاً من حماس خرجوا من نفق قرب بلدة زراعية إسرائيلية.
وقالت إسرائيل إنها استدعت 18 ألفاً من جنود الاحتياطي للانضمام إلى أكثر من 30 ألفاً آخرين، تمت تعبئتهم بالفعل لتعزيز القوات النظامية.
من جانبه، دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بدء إسرائيل عملية برية في القطاع، معتبراً ذلك تصعيداً ضد القطاع. وطالب عباس في بيان صحافي بوقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة فوراً، مشدداً على ضرورة الالتزام بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار ولوقف نزيف الدم الفلسطيني، تمهيداً لحل القضايا الأخرى.
وقال المتحدث باسم حماس سامي أبوزهري، إن الهجوم البري لا يخيف قيادة حماس ولا الشعب الفلسطيني. وحذر أبوزهري نتنياهو من عواقب مروعة «لمثل هذا العمل الأحمق».
كما اعتبرت حركة حماس إعلان الجيش الإسرائيلي بدء هجوم بري على قطاع غزة «خطوة خطرة وغير مسحوبة العواقب، وسيدفع ثمنها الاحتلال غالياً». وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم، إن حماس جاهزة لمواجهة التوغل البري الإسرائيلي. واعتبر برهوم أن العملية البرية «تأتي من أجل ترميم حكومة الاحتلال لمعنويات جنودها وقيادتها العسكرية المنهارة جراء ضربات المقاومة النوعية والمتواصلة».
وقالت إسرائيل إن أحد جنودها قتل وأصيب آخرون في اشتباكات بغزة خلال الليل. وقالت حماس إن رجالها يقصفون الدبابات بقذائف المورتر ويفجرون قنابل ضد الجنود الذين يعبرون الحدود الرملية تحت ستار من الدخان.
ويقول مسؤولون في غزة إن 274 في المجمل، معظمهم مدنيون، استشهدوا منذ بدء المعارك في الثامن من يوليو الجاري. وهربت عشرات الأسر الفلسطينية إلى الداخل، بعد أن وزعت إسرائيل منشورات وبعثت رسائل هاتفية تدعو للإخلاء.
وأظهر مقطع فيديو نشره الجيش ست دبابات تتحرك عبر الكثبان الرملية لغزة، بعد أن فتح جندي سياجاً حدودياً، إضافة لصفين طويلين من جنود المشاة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي البريجادير جنرال موتي ألموز «نستخدم مستوى متقدم للغاية من قوة النيران والمدفعية». وأضاف «يتحرك عدد كبير من الجنود في قطاع غزة، ويسيطر الجنود على أهدافهم وعلى الأنفاق، وعلى أهداف حماس، وبعض نقاط الاحتكاك مع المسلحين».
ومن بين الشهداء الذين سقطوا، أمس، ثلاثة صبية يقول مسعفون إن دبابة إسرائيلية قصفتهم داخل بيتهم في مبنى سكني ببلدة بيت لاهيا الشمالية. وتقول إسرائيل إنها لا تسعى للإطاحة بحركة حماس المهيمنة على قطاع غزة.
وأظهر بث تلفزيوني حي عمليات اعتراض نفذتها منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ، ولم ترد أنباء عن وقوع خسائر. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش يفتش فيما يبدو المناطق الشمالية والجنوبية من الحدود بحثاً عن أنفاق أو مخابئ للقيادة الفلسطينية أو للصواريخ.
والجندي هو ثاني إسرائيلي يقتل خلال 11 يوماً من القتال، إذ تسبب هجوم صاروخي في مقتل مدني قبل أيام.
وقال متحدث آخر باسم الجيش الإسرائيلي هو اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر على «تويتر» إن إسرائيل قتلت 14 فلسطينياً مسلحاً في «تبادل لإطلاق النار في أنحاء غزة». كما دمرت 20 من قاذفات الصواريخ.
وقالت حماس إن مقاتليها صدوا القوات الإسرائيلية في بلدة بيت حانون الشمالية في غزة، وأصابوا سبعة جنود. وقال مسعفون وشهود إن من بين المواقع التي استهدفتها القوات الإسرائيلية في غزة مبنى الجوهرة الذي يضم عدداً من وسائل الإعلام. وأصيب صحافي.