إسرائيل تستخدم «الدايم» في عدوانها على غزة
داخل مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، يتنقل البروفيسور النرويجي مادس فريدريك جيلبرت (67 عاماً) بين ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة، فيما يبدو عليه ملامح الصدمة الشديدة لمشاهد الشهداء والجرحى التي يتلقاها كل لحظة، حيث أجسادهم المحترقة والممزقة، في الوقت الذي يتزايد فيه وصول الضحايا إلى المستشفى.
ويؤكد البروفيسور جيلبرت المتخصص في الطب والجراحة، من خلال الحالات التي يجري لها العمليات الجراحية داخل المستشفى، أن إسرائيل تستخدم سلاح الدايم المحرم دولياً ضد المدنيين في قطاع غزة، بالإضافة إلى أسلحة فتاكة ومحرمة أيضاً.
ويقول البروفيسور النرويجي لـ«الإمارات اليوم» خلال وجوده وسط الطواقم الطبية الفلسطينية، «إن ما تقوم به إسرائيل خلال عدوانها على سكان غزة بمثابة قتل متعمد، وإبادة جماعية للمدنيين الآمنين خصوصاً الأطفال، وجرائم حرب يعاقب عليها، فسلاح الدايم خطير جداً، ويمنع استخدامه في الحروب ضد المدنيين العزل، حيث يخالف كل المواثيق الدولية وقوانين حقوق الإنسان».
ويتسبب سلاح الدايم، بحسب جيلبرت، بحالات بتر صعبة للأطراف، وحروق وتشوهات كبيرة في الوجه، وكل أعضاء الجسد، كما أن الإصابات التي يتسبب فيها هذا السلاح لا ترى عبر الأشعة للمرة الأولى، وبعد فترة زمنية يبدأ مكان الإصابة بالنزيف الحاد، وهو ما يؤثر في حاله المصاب بشكل كبير.
ويقول البروفيسور جيلبرت «إن أكثر الإصابات التي تلقيتها في الصدر والرأس، ولا مجال لإجراء اي عمليات تجميلية لأن نوعية الإصابات تحمل البتر، لقد تألمت كثيراً لمشاهد الجرحى والشهداء الذين يملأون كل زاوية في المستشفى».
ويوضح أن المادة التي يستخدمها الاحتلال في سلاح الدايم وجميع الأسلحة التي تعد خطيرة وغير تقليدية، خطيرة وغريبة ولها خصوصيات مختلفة عن بقية الأسلحة، حيث لا يستطيع الأطباء معالجة الجزء المصاب، ما يضطرهم للإقدام على بتر الأجزاء المصابة في بعض الأحيان نتيجة المواد المستخدمة من الاحتلال.
ويؤكد جيلبرت، أن إسرائيل تعمدت استخدام الصواريخ والأسلحة المحرمة دولياً لاستهداف وقتل الأطفال، وهذا ما لاحظه من خلال الحالات التي استقبلها، وأجرى عمليات جراحية لها، مشيراً إلى أن ما يقارب 90% من الضحايا هم من النساء والأطفال والشيوخ.
ويشدد على ضرورة وقف استخدام هذه الأسلحة ضد المدنيين في غزة، وأن يكون هناك تحرك دولي واسع النطاق تجاه ذلك، لافتاً إلى أن ما يحدث هو جرائم حرب، ومخالف للقانون.
وجيلبرت هو ناشط دولي معروف في العمل التضامني، وعضو في حزب اشتراكي نرويجي معروف باسم «الحزب الأحمر». وهو يتخصص في التخدير، ويترأس قسم طب الطوارئ في مستشفى جامعة شمال النرويج.
وكان البروفيسور النرويجي قد وصل إلى قطاع غزة قبل اسبوعين عبر معبر رفح البري، بعد أن منعه الاحتلال الإسرائيلي من دخول غزة عبر معبر بيت حانون (إيرز)، وسبق له أن زار غزة أثناء عدوان نوفمبر عام 2012.
ويقول جيلبرت «جئت إلى غزة لمعالجة المدنيين ومساعدة الأطباء الفلسطينيين في محنتهم، وكواجب أخلاقي ووطني، ولأقدم خدمة للمدنيين الذين يقصفون ويقتلون من دون أي ذنب».