اغتيال «أمير جبهة النصرة» في إدلب بتفجير عبوة ناسفة في سيارته
مقتل 50 «جهادياً» بمعارك مع القوات السورية و«حزب الله» في الـــقلمون
قتل 50 جهادياً على الأقل من تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) و«جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة، في معارك مع القوات النظامية السورية وعناصر «حزب الله» في منطقة القلمون شمال دمشق عند الحدود مع لبنان، فيما قتل «أمير جبهة النصرة» في محافظة إدلب شمال غرب سورية، بتفجير عبوة ناسفة في سيارته منتصف الليلة قبل الماضية في هجوم يأتي وسط تقدم الجبهة في هذه المحافظة على حساب مقاتلي المعارضة السورية.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في اتصال مع «فرانس برس»، أمس، «إن ما لا يقل عن 50 عنصراً من الدولة الإسلامية و(جبهة النصرة) قتلوا في كمين متقدم نفذته قوات النظام السوري و(حزب الله) في منطقة الجبة في جرود القلمون».
وأوضح أن المعارك التي اندلعت أول من أمس، واستمرت حتى فجر أمس، أدت إلى مقتل سبعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين له، بينهم عنصران على الاقل من الحزب. كما أسقط المقاتلون طائرة حربية تابعة لسلاح الجو السوري، في حين نجا قائدها الذي قفز بالمظلة.
وأضاف أن المعارك اندلعت «اثر هجوم مقاتلين على حاجز للقوات السورية و(حزب الله) في القلمون، ما دفع القوات النظامية إلى قصف المنطقة بالطيران»، مؤكداً انه «مع اشتداد المعارك، نفذت قوات النظام و(حزب الله) كميناً استخدمت خلاله المدفعية وسلاح الطيران».
وأكد مصدر أمني سوري لـ«فرانس برس»، أن «مجموعات إرهابية حاولت التسلل من الأراضي اللبنانية باتجاه جرود القلمون، وتصدت وحدات من الجيش لهذا التسلل وتمكنت من قتل أعداد كبيرة منهم».
ونقل التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش «تتصدى لمحاولة مجموعات ارهابية التسلل من الحدود اللبنانية ــ جرود عرسال (وهي بلدة ذات أغلبية سنّية متعاطفة مع المعارضة السورية في شرق لبنان) إلى بلدة الجبة بالقلمون بريف دمشق، وتقضي على العشرات منهم».
وسيطرت القوات النظامية و«حزب الله» منتصف أبريل الماضي بشكل شبه كامل على منطقة القلمون، بعد معارك عنيفة استمرت أشهراً. ولجأ العديد من المقاتلين إلى تلال ومغاور وأودية في جبال القلمون بعد انسحابهم من البلدات والقرى، وهم ينطلقون من هذه المخابئ لتنفيذ عمليات مباغتة على مواقع وحواجز لقوات النظام و«حزب الله» في قرى القلمون.
ويقدر المرصد عدد المقاتلين الذين لجأوا إلى جرود القلمون بنحو 4000 مقاتل، أغلبيتهم من تنظيم «الدولة الإسلامية، وجبهة النصرة»، وبعض الكتائب الاسلامية الصغيرة.
وعلى الرغم من المعارك التي تدور في مناطق سورية أخرى بين «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة»، إلا ان الطرفين يقاتلان معاً في القلمون ضد النظام السوري و«حزب الله»، للحفاظ على مواقعهم والإبقاء على حرية التنقل والإمداد عبر المناطق الجبلية الوعرة والمعابر غير الشرعية.
من ناحية أخرى، قال المرصد في بريد إلكتروني، أمس، إن «أمير قطاع إدلب في جبهة النصرة» يعقوب العمر، لقي مصرعه قبيل منتصف الليلة قبل الماضية، إثر انفجار عبوة ناسفة بسيارته بالقرب من منزله في بلدة خان السبل شمال مدينة معرة النعمان، التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وأوضح عبدالرحمن أن التفجير ادى كذلك إلى اصابة نجلي العمر، وهو سوري في العقد الرابع من العمر.
وأشار إلى ان الأخير تولى مسؤوليات «شرعية وسياسية»، وكان مساعداً لـ«الأمير السابق للجبهة في ادلب أبومحمد الانصاري، الذي اغتالته مجموعة من تنظيم الدولة الإسلامية» في بلدة حارم في أبريل. ونعت حسابات موالية لـ«النصرة» على مواقع التواصل الاجتماعي، العمر.
وكتب مستخدم يقدم نفسه باسم «أبوعيسى الشيخ»، «استشهاد الشيخ يعقوب العمر، أمير من امراء جبهة النصرة بإدلب بعبوة ناسفة.. شل الله يد من قتله».
وقال آخر يقدم نفسه باسم «أبوسليمان المهاجر»، ان العمر «غدرته من شر العباد عصابة ملعونة من طبعها الإجرام».
وأكد عبدالرحمن أن «اغتيال العمر يأتي مع تمدد (جبهة النصرة) في محافظة إدلب على حساب الكتائب المقاتلة، وسيطرتها على مناطق واسعة اهمها ريف جسر الشغور وحارم وسرمدا».
وسيطرت الجبهة على هذه المناطق تباعاً. وكانت آخر هذه المناطق سرمدا القريبة من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، التي سيطرت عليها اثر معارك مع مقاتلي المعارضة، واندلعت منذ نحو شهر معارك هي الاولى من نوعها بين الجبهة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي اعلنت نيتها انشاء «إمارة إسلامية» خاصة بها، وكتائب من المعارضة المسلحة، بعدما قاتل الطرفان جنباً إلى جنب ضد قوات نظام الرئيس بشار الاسد وتنظيم «الدولة الإسلامية».
وسبقت المعارك بين الجبهة والكتائب المقاتلة، «اغتيالات متبادلة» بين الطرفين، بحسب عبدالرحمن. وبدأت المواجهات بين «النصرة» والكتائب المقاتلة اثر اعلان زعيم الجبهة أبومحمد الجولاني، في تسجيل صوتي في 11 يوليو، نية تنظيمه إنشاء «إمارة إسلامية» خاصة به، بعد «الخلافة» التي أعلنها تنظيم «الدولة الاسلامية» قبل اكثر من شهر في مناطق سيطرته في سورية والعراق بزعامة أبوبكر البغدادي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news