الأموات «يبحثون» عن مأوى لهم في ظل العدوان
يبحث الأموات في قطاع غزة عن مأوى لهم تحت الأرض، كما يفعل الأحياء فوقها في ظل العدوان الإسرائيلي الأعنف على القطاع، والذي حصد مئات القتلى.
ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة، في الثامن من يوليو الماضي، استشهد 1766 فلسطينيا، إلا أن المقابر في هذا القطاع الأعلى كثافة سكانية في العالم لم تكن جاهزة لاستيعابهم.
ومع توالي سقوط عشرات القتلى يوميا، يضطر أهالي هؤلاء الضحايا لنبش القبور القديمة، بحثا عن قبر فارغ يدفنون فيه ضحاياهم. ووصل العشرات من عائلة رجب في سيارة نقل تحمل جثمان ابنهم، الذي استشهد في غارة إسرائيلية على سوق الشجاعية إلى مقبرة المعمداني في مدينة غزة. ومع تحليق الطائرات الإسرائيلية في قطاع غزة وقف هؤلاء المواطنون نحو ساعة يفتشون عن قبر لابنهم.
ويقول أحدهم «في غزة لسنا قادرين على أن نعيش بكرامة، ولسنا قادرين على أن نموت بكرامة، لا مكان لنا فوق الأرض ولا تحتها».
ويقول عبد كشكو، أحد المتطوعين في العمل بهذه المقبرة «هذه مقبرة قديمة، وغير مستعملة لكن ظرف الحرب هو الذي فرض الدفن بها، كل شهيد له قريب مدفون هنا من زمان يتم دفنه في قبر قريبه هذا نفسه».
وفي الجانب الآخر للمقبرة، يقوم شبان بنبش قبور عدة تباعاً، بحثاً عن قبر فارغ لدفن ابنهم. ويقول أحدهم «حفرنا أكثر من قبر، لكننا وجدنا أطفالا فيها، ومازلنا نبحث». ويتابع «أتينا لدفن أخي، لا نستطيع أن ندفنه في المقبرة الشرقية لأنها خطرة». وتعتبر المقبرة الشرقية الوحيدة في غزة التي تتسع لمقابر جديدة، إلا أنها تقع على الحدود الشرقية لغزة، والتي تشهد تقدما للدبابات الإسرائيلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news