بزعم وجود صواريخ داخلها.. واعتبارها أهدافاً مشروعة
الاحتلال يدمّر 100 مسجد في غزة
ينتهج الاحتلال الإسرائيلي، خلال حربه الواسعة على قطاع غزة، أساليب غير أخلاقية، تتعدى القوانين الدولية التي تنص على حماية دور العبادة للأديان السماوية كافة، وعدم المساس بها، فقد انتهك حرمة المساجد، ولم يحترم مشاعر المسلمين، وذلك باستهدافه بيوت الله خلال شهر رمضان وفي أيام عيد الفطر المبارك، ليحولها إلى كومة من الركام.
ودمر الاحتلال - منذ بدء الحرب على غزة - أكثر من 100 مسجد، فلا توجد أي منطقة - من جنوب القطاع إلى شماله - إلا وشهدت عمليات تدمير المساجد التي يؤمها الناس، من بينها مساجد أثرية تعود إلى ما قبل 600 عام، ومنها: مسجد الشمعة في حي الزيتون، ومسجد المحكمة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، والذي يعود إنشاؤه إلى القرن التاسع الميلادي.
وكان آخر مسجد استهدفه الاحتلال، السبت الماضي، هو مسجد الإمام الشافعي في حي الزيتون جنوب غزة، الذي يعد أكبر مساجد القطاع، كما تعد مئذنته الأطول، فقد أطلقت الطائرات الحربية من طراز (F16) أكثر من ثمانية صواريخ عليه، ما تسبب في تدميره بشكل كامل، إلى جانب الدمار الذي طال المنازل المجاورة له.
وتعد المساجد في غزة، في نظر الاحتلال، أهدافا مشروعة، لذلك يشملها ضمن بنك أهدافه الاستراتيجية في عمليته العسكرية الموسعة، حيث يقول المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفخاي أدرعي، في تصريحات لوسائل إعلام عبرية، إن «المساجد في غزة أهداف مشروعة لجيش الاحتلال إذا كان بداخلها صواريخ، وكل أماكن إطلاق صواريخ في القطاع أهداف مشروعة».
لكن ما خلفه هذا الاستهداف من دمار كبير في بيوت الله كشف أكاذيبهم، ومحاولتهم لتزوير الحقائق، حيث لم يظهر أي صواريخ داخل المساجد أو أسفلها كما يدعون.
وللحديث عن هذا الادعاء، يقول إمام مسجد السوسي في غزة الشيخ سعيد عابد «تعودنا على افتراء الاحتلال ومزاعمه بأن المساجد التي يستهدفها تستخدم لتخزين الصواريخ، فهذا ادعاء مسخ، وأقبح من تدمير المساجد».
وتعرض مسجد السوسي في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، والذي يعد من المساجد الكبيرة في القطاع، لهجمات صاروخية عنيفة، تسببت في تدميره بشكل كامل، كما طالت منازل المواطنين المجاورة للمسجد.
ويسرد مؤذن المسجد أبوعلي النمنم تفاصيل الاستهداف الذي طال المسجد، وتسبب في سقوط مئذنته الكبيرة على منازل المواطنين. ويقول حسونة، وتبدو عليه ملامح التأثر «لم أتخيل مشهد المسجد وهو مدمر، وبكيت بكاء شديدا، كأنني ودعت أحد أبنائي شهيدا».
من جهته، يوضح إمام وخطيب مسجد السوسي الشيخ سعيد عابد، لـ«الإمارات اليوم»، أن تدمير الاحتلال للمساجد يعد سياسة ممنهجة وغير أخلاقية، وذلك لمحاربة الدين الإسلامي، ومنع إقامة الشعائر الدينية في بيوت الله، مشيرا إلى أن هذا الاستهداف لبيوت الله هو انتهاك صارخ لحرمة المقدسات الدينية، والقوانين الدولية التي تكفل حماية بيوت العبادة للأديان السماوية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news