مسلحون ينسحبون من عرسال اللبنانية.. ومعهم أسرى
قالت مصادر لمسلحين ومصادر أمنية لبنانية، أمس، إن المسلحين الإسلاميين انسحبوا بشكل عام من بلدة عرسال الحدودية اللبنانية، التي كانوا قد احتلوها مطلع الأسبوع، وأخذوا معهم جنودا لبنانيين أسرى، في وقت قال فيه مسؤولون أمنيون إن 19 جندياً لايزالون مفقودين.
وقال رجال دين سنة، توسطوا لإنهاء القتال الذي استمر خمسة أيام في عرسال، إنهم سيتفاوضون من أجل إطلاق سراح بقية الأسرى الذين يحتجزهم المسلحون، والذين مثل توغلهم في لبنان أخطر امتداد للحرب الأهلية السورية إلى الأراضي اللبنانية. وقال أمين حتيت، وهو خبير في الشؤون العسكرية اللبنانية وضابط جيش متقاعد، إن الجيش سيطر أمس، لكن الخطر لم ينتهِ تماما، ولاسيما في ضوء أن الإرهابيين لديهم رهائن. ومن بين القتلى 17 جندياً لبنانياً. وقال طبيب سوري في عرسال إن إجمالي عدد القتلى المدنيين 42، في حين تحدثت مصادر أمنية عن سقوط عشرات القتلى في صفوف المسلحين.
وتقدمت نحو ست حاملات جنود مدرعة، تعلوها بنادق آلية صوب عرسال، أمس، رغم عدم وجود ما يشير إلى وقوع قتال. وانطلقت سيارات إسعاف على الطريق الرئيس، بعد إزالة مطبات الحد من السرعة. وقال عبدالله زغيب، من «الصليب الأحمر اللبناني»، على الطريق خارج عرسال، إن المسعفين دخلوا إلى البلدة، وأخلوا 42 جريحا، معظمهم من النساء والأطفال. وأضاف أن معظمهم مصابون بجروح خطيرة، فقد أطلقت النار عليهم وبعضهم على رأسه، كما بترت أطراف البعض بسبب القذائف. وقال إن الوضع في البلدة الآن طبيعي على ما يبدو، والناس يسيرون في الشوارع. وأفاد بأنه لم يرَ أي مسلحين، وأنه لا يعرف ما إذا كانوا مختبئين. ويقول مسؤولون أمنيون إن 19 جندياً لايزالون مفقودين، ويفترض أن المسلحين قد احتجزوهم عندما هاجموا عرسال السبت الماضي، في ما وصفه الجيش بهجوم مخطط منذ فترة طويلة، وأسر أيضا عشرات من رجال الشرطة. وقال أحد المسلحين المنسحبين «الانسحاب جرى عند الفجر مع الرهائن، قد يتم الإفراج عنهم على مراحل في ما بعد». وأكد مصدر أمني أخذ المسلحين أسرى معهم. وضمن وسطاء من هيئة العلماء المسلمين الإفراج عن ثلاثة جنود أول من أمس. وقال مصدر أمني وشاهد سوري في عرسال إن طائرات حربية سورية قصفت المنطقة الحدودية، أمس، بعد انسحاب المسلحين من عرسال.