100 ألف مسيحي يفرّون إلى أربيل.. ونزوح عشرات الأسر «اليزيدية» لتركيا

«داعش» تعزّز مكاسبها شمال العراق.. وتقترب من الإقليم الكردي

أحد التفجيرات التي شهدتها بغداد أمس.. وأسفرت عن مقتل 50 عراقياً. أ.ب

قال شهود إن مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) عززوا مكاسبهم في شمال العراق، أمس، واستولوا على مزيد من البلدات، وشددوا قبضتهم قرب المنطقة الكردية، في هجوم يثير قلق حكومة بغداد والقوى الإقليمية، حيث أحكم الجهاديون سيطرتهم على بلدة قرة قوش أكبر مناطق المسيحيين في محافظة نينوى، ما دفع أكثر من 100 ألف من سكان البلدات المجاورة الأخرى إلى النزوح إلى أربيل، فيما وصلت عشرات الأسر اليزيدية النازحة من سنجار إلى تركيا.

وقالت الجماعة المتشددة، في بيان على حسابها في «تويتر»، إن مقاتليها استولوا على 15 بلدة، وعلى سد الموصل الاستراتيجي، المقام على نهر دجلة وقاعدة عسكرية في هجوم بدأ مطلع الأسبوع وسيستمر. ويقول مسؤولون أكراد إن قواتهم مازالت تسيطر على السد.

وألحق المسلحون السنة هزيمة مخزية بالقوات الكردية مطلع الأسبوع، ما اضطر الآلاف من طائفة اليزيدية إلى الفرار من بلدة سنجار إلى الجبال المحيطة.

وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن آلافاً عدة من الذين يحاصرهم مقاتلو «الدولة الإسلامية» في جبل سنجار تم إنقاذهم، مضيفاً أن 200 ألف فروا من القتال. وقال المتحدث ديفيد سوانسون بالهاتف «هذه المأساة لها أبعاد هائلة تؤثر في حياة مئات آلاف الأشخاص».

وقال إن العديد من النازحين يحتاجون - على وجه السرعة - إلى مياه وغذاء ودواء. وقال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة إن العديد من الأطفال في الجبل يعانون الجفاف، وإن 40 طفلاً على الأقل ماتوا.

وأكد شهود أن المسلحين استولوا على بلدة مخمور، لكنّ مسؤولين أكرادا أبلغوا وسائل إعلام محلية بأن قواتهم لاتزال تسيطر على المنطقة، وبثت قنوات تلفزيون لقطات لمقاتلي البشمركة، وهم يطوفون في أنحاء البلدة.

وقال متحدث باسم حزب العمال الكردستاني إن مقاتليه وصلوا إلى مخمور، وهي موقع مخيم لاجئين به آلاف من المتعاطفين مع حزب العمال الكردستاني، طردوا من تركيا في التسعينات.

وقال زاجروس هيوا، وهو متحدث باسم المجموعة، إن «مقاتلي حزب العمال الكردستاني وصلوا إلى مخمور، للانضمام إلى المقاومة». وأضاف «لقد أتوا من قواعدهم في الجبال». وقال شهود إن المسلحين اجتاحوا أيضاً بلدة تلكيف، التي يغلب على سكانها المسيحيون، فضلاً عن بلدة الكوير، كما فر سكان قرة قوش، وهي أكبر بلدة مسيحية بالعراق، قبل وصول المقاتلين الإسلاميين.

وأعلن بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، وهو أبرز رجل دين مسيحي في العراق، إن «نحو 100 ألف مسيحي نزحوا بملابسهم، وبعضهم سيرا على الأقدام، للوصول إلى مدن أربيل ودهوك والسليمانية الكردية»، محذرا من أنهم يواجهون خطر الموت في حال عدم تأمين الطعام والمأوى لهم. وأضاف أن «مسلحي (داعش) قاموا خلال ليلة أمس بالهجوم على معظم قرى سهل نينوى، وقصفها بقذائف الهاون، واستولوا على بعضها، وفرضوا سلطتهم عليها، ما أرعب سكانها، ودفعهم إلى مغادرتها».

وبذلك يكون تنظيم الدولة سيطر على كل أنحاء محافظة نينوى، ثانية أكبر محافظات العراق عدديا، ولا يفصله عن تخوم محافظة أربيل غير 25 كيلومترا.

وأعلن مصدر تركي رسمي أن مئات العراقيين اليزيديين، الأقلية المهددة أمام تقدم الجهاديين في شمال العراق، لجأوا إلى تركيا، فيما قال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، لقناة «إن تي في»، إننا «لا نقوم بأي تمييز إثني أو طائفي بحق الأشخاص الذين يلجأون إلى تركيا».

تويتر