أكثر من ربع سكان القطاع تعرضوا للتهجير عن أماكن سكناهم
استشهاد 429 طفلاً في غزة و400 ألف يعانون صدمات نفسية
قالت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في دولة فلسطين، جون كونوغي، إن النزاع الجاري هو الأطول والأكثر دموية وتدميراً بين النزاعات الثلاثة الأخيرة التي شهدتها غزة، موضحة أن الخسائر البشرية والمادية التي تسبب بها تفوق الوصف.
وقالت إن أكثر من ربع سكان غزة تعرضوا للتهجير عن أماكن سكناهم خلال النزاع الأخير، وخلال الهدنة التي أعلنت لمدة ثلاثة أيام وجدت الأسر فرصة لزيارة بيوتها، لكن العديدين اضطروا للعودة إلى مراكز الإيواء الجماعية حالما اتضح لهم المدى الكامل للأضرار التي لحقت بمنازلهم.
وأضافت كونوغي «أن الازدحام في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة، وتستضيفها مدارس في أحيان كثيرة، يجعل من الصعب تزويد هذه الأسر بالاحتياجات الأساسية وشروط النظافة لمنع انتشار الأمراض، وهذا الوضع نتج عنه ارتفاع معدلات الإصابة بالإسهال والأمراض الجلدية، كما أن الخدمات الأساسية تتعرقل بشكل شديد، إذ يجد 5.1 ملايين شخص صعوبة كبيرة في الوصول إلى المياه، في حين يؤثر نقص الكهرباء في توزيع المياه وخدمات الصرف الصحي والخدمات الصحية».
ونوهت إلى أن نحو 400 ألف طفل ظهرت عليهم أعراض الضائقة النفسية، التي تشمل التبول اللاإرادي، والتشبث بالوالدين، ورؤية الكوابيس، وهم بالتالي يحتاجون إلى دعم نفسي اجتماعي، مشيرة إلى أن الأطفال دون سن الثامنة عشرة يشكلون نصف سكان غزة البالغ عددهم 8ر1 مليون نسمة.
وقالت المسؤولة الدولية إنه منذ اليوم الأول للتصعيد الراهن، تحركت فرق التدخل النفسي ــ الاجتماعي الطارئ، التي تدعمها منظمة اليونيسف لتقديم الدعم النفسي ــ الاجتماعي الأولي للأطفال المتضررين، واستطاعت الوصول إلى 1870 طفلاً في مختلف أنحاء قطاع غزة حتى الآن.
وعلى صعيد السعي إلى تحسين الأوضاع في الملاجئ الجماعية، قامت منظمة اليونيسف، بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بتوزيع 1500 رزمة لأدوات النظافة للبالغين، و1000 رزمة للوازم العناية بالأطفال، و1388 صفيحة و4000 بطانية، ويجري التخطيط لتوفير 24 ألف قطعة من الملابس للأطفال والنساء.
وقالت كونوغي في هذا الصدد إن الكفاح الشاق من أجل شفاء الجروح الجسدية والنفسية لدى الأطفال، واستعادة البنية التحتية المدمرة في غزة، يشكل مهمة ضخمة جداً.
وحسب أحدث الأرقام التي تحققت منها اليونيسف، فقد ما لا يقل عن 429 طفلاً حياتهم في الشهر الأخير، نتيجة الضربات الجوية والقصف الإسرائيلي، وهو ما يؤكد العواقب المدمرة التي جلبها التصعيد الأخير في العنف على الفئات السكانية الأصغر سناً والأكثر عرضة للخطر في غزة. وأكدت أنه لم يتم تسجيل وفيات أخرى بين الأطفال منذ أن بدأ مفعول وقف إطلاق النار صباح يوم الاثنين الماضي. ونوهت إلى أن ما لا يقل عن 2744 طفلاً تعرضوا لإصابات، في حين يعاني بعض هؤلاء الضحايا الصغار إصابات شديدة لا يوجد علاج لها في غزة، وهم بالتالي بحاجة لأن تتم إحالتهم للعلاج خارج هذه المنطقة الساحلية المحاصرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news