رفض فلسطيني للتنازل عــن أي من المطالب في مباحثــات الهدنة
أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها لن تتنازل عن أي من المطالب الفلسطينية في المفاوضات غير المباشرة، التي ترعاها مصر في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حول تهدئة دائمة في قطاع غزة، وفيما واصلت قوات الاحتلال غاراتها على مناطق عدة في القطاع أمس، حيث سقط شهداء جدد، أطلق النشطاء صواريخ عدة باتجاه إسرائيل، مع دخول العدوان شهره الثاني.
وتفصيلاً، قال الناطق باسم حركة حماس فوزي برهوم، في بيان «لا عودة إلى الوراء، والمقاومة ستستمر وبكل قوة»، مشدداً على أن «لا تنازل عن أي من مطالب شعبنا» في المفاوضات غير المباشرة التي ترعاها مصر في القاهرة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل
من جهته قال المتحدث باسم ”حماس” سامي أبوزهري، إن إسرائيل رفضت معظم المطالب الفلسطينية.
وأضاف أن الفلسطينيين يريدون موافقة إسرائيل مبدئياً على رفع الحصار عن غزة، والإفراج عن أسرى، والسماح بفتح ميناء، لكن هذه المطالب رفضت. وقال أبوزهري «رغم ذلك فنحن لم نغلق الباب أمام استمرار المفاوضات».
ولم يبدِ الإسرائيليون استعداداً يذكر لتخفيف حصارهم البحري لقطاع غزة، ولا القيود على الحركة البرية والمجال الجوي للقطاع، خوفاً من اعادة تزويد «حماس» بالأسلحة من الخارج.
وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، إن مسألة الميناء البحري يجب ان تأتي في إطار مفاوضات سلام أوسع نطاقاً للوضع النهائي مع الفلسطينيين، وألا تكافأ «حماس» على «استخدام القوة ضد الإسرائيليين».
وفي القاهرة، حثت وزارة الخارجية المصرية الطرفين على «العودة الفورية إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، وباستغلال الفرصة المتاحة لاستئناف المفاوضات».
في الأثناء، قال مسؤولون طبيون في غزة، إن فلسطينيين استشهدا بعد قصف دراجتهما النارية، كما عثر على جثث ثلاثة آخرين تحت حطام مسجد من بين ثلاثة مساجد قصفتها إسرائيل.
وأضافوا أن القصف استهدف أيضاً ثلاثة منازل، وأن المقاتلات الإسرائيلية مشطت مناطق مفتوحة.
وأعلن مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى صباح أمس، انتشال جثامين ثلاثة شهداء ارتقوا في قصف طال مسجد القسام في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وقال المصدر في تصريح لوكالة «وفا»، إن الشهداء هم: طارق جاد الله، ونضال بدران، ومعاذ زايد، والبحث جار عن آخرين تحت الأنقاض، فيما نقلت طواقم الإسعاف ثلاثة جرحى أصيبوا خلال هذه الجريمة من بينهم مواطن يعاني جروحاً بالغة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم أكثر من 20 موقعاً في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) دون أن يحدد طبيعة هذه الأهداف.
وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن نشطاء غزة أطلقوا ستة صواريخ على بلدات في جنوب إسرائيل، ما أدى إلى انطلاق صافرات الإنذار دون وقوع إصابات أو خسائر.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن القصف الإسرائيلي طال أراضي زراعية وبئراً للمياه في منطقة شرق حي التفاح بمدينة غزة، وكذلك أرضا زراعية قرب أحد مصانع الباطون شرق جباليا شمال قطاع غزة.
وأوضحت أن القصف الإسرائيلي دمر منزلاً لعائلة أبوهين في حي الشجاعية بمدينة غزة، كما استهدف أيضاً منزلين لعائلتي ضهير وماضي في منطقة شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وكذلك محيط مسجد إبراهيم المقادمة في مخيم البريج جنوب القطاع.
وأطلقت الطائرات الحربية من دون طيار صاروخاً واحداً على الأقل على منزل لعائلة شلوف بمنطقة المواصي غرب رفح، فيما دمرت منزل عائلة أبوطه شرق المدينة بشكل كامل. ودمرت طائرات الاحتلال نادي الشباب بمخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وفي السياق نفسه، عثرت طواقم الإسعاف على جثمان الطفل عثمان الجمام تحت أنقاض منزل عائلته المدمر، بسبب القصف الإسرائيلي الذي طال أخيرا حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ونقل الطفل الشهيد إلى مجمع دار الشفاء الطبي، فيما واصلت الطواقم البحث عن ضحايا آخرين تحت أنقاض البيوت المدمرة في الحي.
وبذلك يرتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 1905 شهداء معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.