تزداد مأساتهم مع اقتراب السنة الدراسية داخل مراكز الإيواء
250 ألف مشرّد يجهلون مصيرهم في غزة
الحرب الإسرائيلية على غزة، سواء اتفق الطرف الفلسطيني مع الاحتلال على تهدئة ووقف لإطلاق النار، أو استمرت داخل القطاع، فإن 250 ألف مشرد، الذين هم ضحايا هذه الحرب، بات مصيرهم مجهولاً داخل مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالإضافة إلى الآلاف الذين لم يجدوا إلا المستشفيات والخيام مأوى لهم.
ومع مرور الأيام يتكشف حجم المأساة الإنسانية القاسية، التي يعيشها المشردون من بيوتهم والنازحين إلى مراكز اللجوء في مدارس «الأونروا»، حيث لا تتوافر فيها مقومات الحياة البسيطة التي فاقمت معاناتهم، فيما تنعدم الخدمات الضرورية من صرف صحي وطعام وفراش، الأمر الذي تسبب بتفشي بعض الأمراض المعدية بين أطفالهم.
«الإمارات اليوم» تجولت في مراكز الإيواء بمدارس الأونروا، حيث انعدام أدنى مظاهر الحياة في الفصول الدراسية داخل المدرسة الواحدة، التي تؤوي 4000 مشرد، فيما دفعهم الاكتظاظ الشديد لإقامة الخيام في ساحة المدرسة، في محاولة للهروب من أشعة الشمس الحارقة.
ويعيش الأطفال داخل مراكز اللجوء واقعاً أليماً لا يتناسب مع طفولتهم البريئة، التي قهرتها اعتداءات الاحتلال، حيث تبدو عليهم ملامح التعب والإرهاق من قلة التغذية الصحية، بالإضافة إلى إصابتهم بالأمراض المعدية، نتيجة عدم توافر الاحتياجات الأساسية، وهذا ما أكده عدد من المشردين في مدرسة الفلاح التابعة للأونروا، التي تؤوي آلاف النازحين من حي الشجاعية شرق غزة.
وتقول السيدة أم أدهم فريقع: «أصيب أولادي بالجدري والسخونة، نتيجة الميكروبات المنتشرة، وقلة النظافة، وعدم توافر المستلزمات الضرورية، كما أن زوجي مصاب بمرض السرطان، وقد أحضرته إلى المدرسة منذ أسبوع، بعد أن نزح أهلي من منزلهم الذي لجأنا إليه مع بداية العملية البرية، ولم أجد مكاناً أتوجه إليه، ولكن أصبحت اليوم أخشى عليه من تدهور حالته الصحية، لعدم توافر الأجواء الصحية المناسبة له».
وبينما كانت أم أدهم تشكو حالها هي وأسرتها، تعالت أصوات عدد من السيدات اللواتي وجدن بالقرب منها، وسردن معاناتهن بقول واحد: «لقد أصبحت أجساد أولادنا ممتلئة بالجدري والجرب، وهذه أمراض معدية، لذلك نحتاج إلى أدوية وأدوات تنظيف، للوقاية من الأمراض».
ويقول المواطن أبوأحمد البلبيسي إن الأمراض التي تنتشر بين الأطفال، وبعض الكبار هي ناتجة عن الأوضاع المتردية التي نعيشها داخل مراكز اللجوء، والاكتظاظ الشديد بفعل ارتفاع أعداد المشردين داخل الفصل الواحد.
ولا تكفي المستلزمات التي تتوافر للمشردين، لجميع أفراد العائلة، فقد تسلم أبوأحمد أغطية وفراشاً لفردين، بينما تتكون أسرته من ستة أفراد، ما يضطرهم للنوم على الأرض، بالإضافة إلى قلة أدوات التنظيف والأدوات الصحية، داخل مراكز الإيواء.
وتزداد مأساة آلاف المشردين قسوة مع اقتراب موعد بدء السنة الدراسية الجديدة في الأول من شهر سبتمبر المقبل، ما يتهدد مصير وجودهم داخل مدارس (الأونروا)، حيث لا يوجد أي مكان آخر يؤويهم، بعد أن تهدمت بيوتهم وفقدوا فرصة العودة إليها.
ويقول المتحدث الرسمي باسم الأونروا في غزة عدنان أبوحسنة: «إن كل القرارات المتعلقة ببقاء النازحين في مدارس (الأونروا) مرتبطة بوقف الحرب الإسرائيلية، فإذا انتهت العمليات العسكرية فإنه من الممكن أن تكون السنة الدراسية كالمعتاد».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news