حرمان 65 ألف مزارع وصياد فلسطيني من مصدر دخلهم
400 مليون دولار خسائر القطاع الزراعي بسبب العدوان
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، كان الخبر اليومي البارز في الميدان، هو قصف أرض زراعية واقعة في إحدى المناطق التي تتوغل فيها القوات والآليات العسكرية، وهو ما يؤكد أن استهداف القطاع الزراعي كان مدرجاً على أجندة العدوان، إذ كشفت التهدئة المؤقتة لوقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، عن حجم الدمار والتجريف الواسع والمتعمد للأراضي الزراعية، حيث أضحت صحراء قاحلة.
وتركز الاستهداف المباشر للأراضي الزراعية خلال الحرب في حقول الحمضيات والزيتون واللوزيات والخضراوات، إلى جانب منشآت الإنتاج الحيواني كمزارع الدجاج والأبقار والمواشي، وقوارب الصيد، فيما تعد أكثر المناطق التي شهدت دماراً كبيراً لهذه القطاعات، هي بيت لاهيا وبيت حانون شمال القطاع، وخانيونس ورفح جنوباً.
وبلغت نسبة الخسائر والأضرار التي طالت القطاع الزراعي والحيواني والثروة السمكية ما يقارب 400 مليون دولار، وذلك وفقاً لما أعلنته وزارة الزراعة في حكومة الوفاق الفلسطيني، وهو ما ينذر بكارثة اقتصادية خطيرة.
ويقول مدير عام السياسات والتخطيط بوزارة الزراعة نبيل أبوشمالة لـ«الإمارات اليوم»، إن الحرب الحالية هي الأقسى والأعنف على القطاع الزراعي، إذ تجاوزت أضرارها المباشرة 250 مليون دولار، أما الأضرار غير المباشرة، فبلغت أكثر من 150 مليون دولار.
ويوضح أن قيمة الأضرار التي سببها الاستهداف الإسرائيلي، هي أرقام هائلة مقارنة بحجم الاقتصاد الزراعي في غزة، حيث تشكل الخسائر أكثر من 150% من إجمالي إنتاج القطاع الزراعي.
وتنوعت الخسائر والأضرار في القطاعات المختلفة، بحسب أبوشمالة، ففي قطاع الإنتاج النباتي وصلت إلى 131 مليون دولار، وفي التربة والري تجاوزت قيمة خسائرها 56 مليون دولار، بالإضافة إلى الإنتاج الحيواني الذي بلغت أضراره 55 مليون دولار، أما قطاع الصيد البحري فقد تكبد خسارة بلغت ثمانية ملايين دولار. ويشير إلى أن قطاع التربة أصيب بأضرار كبيرة، حيث تغيرت خصائصها الفيزيائية والكيميائية تماماً، فقد نفذ الاحتلال 7000 غارة جوية على الأراضي، التي أحدثت حفراً عميقة، حيث تدمر الحفرة الواحدة ما يقارب دونماً زراعياً.
أما الثروة السمكية فقد تعرضت لاعتداءات مختلفة، نتيجة تدمير غرف الصيادين، ومراكب ومعدات الصيد، بالإضافة إلى عدم قدرة الصيادين على دخول مياه البحر، وعدم توافر الأسماك في السوق طوال الحرب.
ويقول مدير المركز العربي للتطوير الزراعي في غزة محسن أبورمضان، إن استهداف القطاعات الزراعية حرمت أكثر من 60 ألف عامل في قطاع الزراعة من عملهم، وبذلك تفقد عائلاتهم مصدر رزقهم الوحيد. ويضيف «إن الاستهداف الإسرائيلي طوال فترة الحرب تسبب في منع 5000 صياد من دخول مياه البحر، وصيد الأسماك».
وتسبب الاستهداف الذي طال القطاعات النباتية والحيوانية بزيادة أعداد السكان غير المؤمَّنين غذائياً، وقد ظهر ذلك على النازحين داخل مراكز الإيواء، الذين أصبحوا يعتمدون على المعونات والمساعدات الإغاثية، فيما كانت حالة انعدام الأمن الغذائي قبل الحرب قد بلغت نحو 60% من سكان القطاع.
من جهة أخرى، يقول عميد كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية في جامعة الأزهر بغزة سمير أبومدللة «إن المناطق التي تم استهدافها وتجريف أراضيها، تمثل السلة الغذائية لقطاع غزة، وهذا سيكلف غزة أكثر من التقديرات الأولية، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية للقطاع الزراعي مثل آبار المياه وغيرها، التي جرفتها الدبابات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news