الاحتلال يقتل 41 من الطواقم الطبية ويدمّر 13 مستشفى

القطاع الصحي في دائرة الاستهداف الإسرائيلية

صورة

في الوقت الذي كانت فيه مستشفيات قطاع غزة تمتلئ بضحايا العدوان الإسرائيلي من جرحى وشهداء، وكان الأطباء يعملون على قدم وساق لتقديم العلاج لهم، على الرغم من قلة الإمكانات والمستلزمات الطبية، تساقطت الصواريخ والقذائف المدفعية عليها، لتعمق من جراح المصابين، وتلاحق الذين استهدفتهم في منازلهم إلى المستشفيات، وهم يصارعون الموت على أسرّة المرض.

ويعد قصف المستشفيات جزءاً من دائرة الاستهداف الإسرائيلية للقطاع الصحي في غزة، فقد كانت تمنع قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من انتشال الشهداء، وإنقاذ الجرحى في المناطق التي كانت تتوغل فيها، فيما أطلقوا النيران والقذائف عليهم، ما تسبب في إصابتهم، واستشهاد بعضهم، بالإضافة إلى تحطيم سيارات الإسعاف.

واستشهد بفعل الاستهداف الإسرائيلي للقطاع الصحي خلال العدوان، 41 من الطواقم الطبية، وأصيب 85 آخرون، فيما تضرر 13 مستشفى، و10 مراكز رعاية أولية، بالإضافة إلى تحطم 17 سيارة إسعاف، وإغلاق 34 مركزاً صحياً، وفقاً لإحصاءات وزارة الصحة الفلسطينية، والمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

ويعدّ مستشفى الوفاء للرعاية والتأهيل الطبي في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أكثر المستشفيات التي تعرضت للقصف الإسرائيلي المباشر من قبل المدفعيات، وذلك على مدار أسبوعين كاملين، ليتم تدميره بعد ذلك بشكل كامل وتسويته بالأرض.

ويقول مدير عام مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي تيسير البلتاجي، لـ«الإمارات اليوم»، بدأ الاحتلال يستهدف المستشفى منذ يوم 11 حتى 17 يوليو الماضي، وخلال هذه الفترة كانت المدفعية تطلق قذائفها بشكل متواصل، حيث أطلقت أكثر من 30 قذيفة، ما تسبب في تدمير الطابق الرابع المخصص للمرضى من فئة الرجال، واضطررنا إلى نقلهم إلى الطابق الأول، وبعد ذلك تم استهداف الطابق الثالث والثاني، ويضيف «خلال هذه الفترة كنا نحاول البقاء والصمود وتقديم العلاج، لكن في يوم 17 تلقينا اتصالاً من قبل جيش الدفاع، أخبرنا بضرورة إخلاء المستشفى بكل ما فيه من مرضى، وبينما كنا نحاول إخراج المرضى، انهالت الصواريخ على المستشفى وغرقنا في ظلام دامس.

ويتابع البلتاجي قوله «بعد ساعتين وبذل جهود شاقة بمساعدات الصليب الأحمر، تمكنا من إخلاء المرضى أصحاب الإعاقات الدائمة، والمصابين بغيبوبة دماغية من داخله تحت وقع القصف، إلى مستشفى الصحابة الطبي».

ويوضح أن المستشفى بفعل الاعتداءات السابقة أصيبت طوابقه الأربعة بأضرار بالغة، والتي طالت غرف المرضى والعلاج الطبيعي والوظيفي، بالإضافة إلى مخزن الأدوات المساعدة وكذلك خزانات المياه.

ولكن في يوم 23 يوليو كان المستشفى على موعد مع تدمير جديد، لكنه هذه المرة هو النهائي، حيث أطلقت الطائرات الحربية ما يقارب السبعة صواريخ، ما تسبب في تدمير المستشفى بشكل كامل.

ويدحض مدير مستشفى الوفاء للتأهيل الطبي ادعاءات الاحتلال بأن المستشفى القريب من الحدود قد يستخدم كغطاء للمقاومة، حيث يقول «خلال فترة استهداف المستشفى في الأسبوع الأول، كان يوجد معنا متضامنون أجانب، وشاهدوا بأعينهم الخدمات العلاجية والطبية التي نقدمها للمرضى».

ويضيف «إن الاحتلال استهداف أكثر من 10 مستشفيات، وهي ليست حدودية وتقع داخل المدن، منها مستشفى كمال عدوان، وشهداء الأقصى، لكنه يستخدم هذه الادعاءات لتبرير عدوانه ضد الأماكن التي حرّمت المواثيق الدولية وقوانين حقوق الإنسان استهدافها والمساس بها».

تويتر