المالكي يرفض التخلّي عن السلطة بلا قرار من المحكمة الاتحادية
تحذير أممي من «إبادة».. وخيارات أميركية لإجلاء العالقين في العراق
حذّرت الأمم المتحدة من أن نحو 30 ألف شخص يواجهون خطر «إبادة محتملة» في جبال شمال العراق، فيما أعلنت واشنطن أنها تدرس كيفية إجلاء النازحين الذين يطوقهم جهاديو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، وإرسالها مستشارين عسكريين اضافيين، مع تكثف الجهود الدولية لإجلائهم. في حين أعلن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، أنه لن يتخلى عن السلطة من دون قرار صادر عن المحكمة الاتحادية.
وتكثفت الجهود الدولية، أمس، لإجلاء النازحين الذين طردوا من منازلهم إثر تقدم مقاتلي «داعش»، والمحاصرين في جبال شمال العراق.
وتتفاقم المعاناة الانسانية في شمال العراق، حيث يحاول الغربيون زيادة المساعدات للأقليتين المسيحية والإيزيدية، بعد فرار مئات الآلاف منهم امام تقدم مقاتلي «داعش»، الذين استولوا على مساحات شاسعة في شمال العراق وغربه وشرقه منذ التاسع من يونيو الماضي.
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين، أدريان إدواردز، للصحافيين، إن هناك قرابة 20 ألفاً إلى 30 ألف شخص عالقون في جبل سنجار، فيما حذرت خبيرة الامم المتحدة في شؤون حقوق الاقليات، ريتا إسحق، من انهم يواجهون خطر التعرض «لفظائع جماعية أو إبادة محتملة في غضون أيام أو ساعات».
وأكدت المفوضية العليا للاجئين أن 35 ألف شخص هربوا من منطقة سنجار ولجأوا خلال الـ72 ساعة الاخيرة إلى محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق مروراً بسورية، موضحة ان الوافدين الجدد يعانون الإعياء الشديد.
وقال وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، إنه يجري البحث حالياً في سبل تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية والوصول إلى المدنيين في المناطق الجبلية.
وأضاف «سوف نجري تقييماً سريعاً وحاسماً للوضع، لاننا مدركون للحاجة العاجلة إلى محاولة نقل هؤلاء الاشخاص من الجبال».
من جهته، أعلن وزير الدفاع الاميركي، تشاك هاغل، إرسال 130 مستشاراً عسكرياً إضافياً إلى أربيل، عاصمة كردستان العراق (شمال)، لتقييم حاجات السكان الإيزيديين.
وبحسب مسؤول في البنتاغون، طلب عدم ذكر اسمه، فإن مهمة هؤلاء المستشارين هي «تطبيق مشروعات مساعدة إنسانية غير عمليات إلقاء المواد الغذائية».
وأعربت أستراليا، أمس، عن نيتها المشاركة في العملية الانسانية الغربية في شمال العراق، لتقديم المساعدة إلى المدنيين.
كما أعلنت بريطانيا انها ستنقل معدات عسكرية من دول اخرى إلى القوات الكردية، كما سترسل طوافات من طراز شينوك لدعم مهمة تقديم المساعدات.
وبينما دعا مؤتمر أساقفة فرنسا إلى «استخدام القوة» في العراق لمساعدة المسيحيين والإيزيديين الذين اضطروا إلى النزوح جراء هجوم جهاديي «داعش» على مناطقهم، منتقداً «المراوحة في أوروبا» حيال هذه القضية، طلب البابا فرنسيس في رسالة بعث بها إلى الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، أن «يفعل كل شيء» لوقف أعمال العنف ضد الاقليات الدينية في شمال العراق.
وفي باريس أعلن قصر الإليزيه، أمس، أن فرنسا ستنقل «في الساعات المقبلة» أسلحة إلى العراق «لدعم القدرة العملانية للقوات الكردية التي تخوض معارك ضد الدولة الإسلامية» التي تتقدم نحو بغداد.
وفي بروكسل، أعلن ناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، أمس، أن الاتحاد يعد لاجتماع استثنائي لوزراء الخارجية حول العراق.
على الصعيد السياسي، نال حيدر العبادي، الذي كلف تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، تأييداً دولياً واسعاً.
كما رحبت قطر والكويت والأردن بتعيين رئيس جديد للوزراء في العراق، وعبرت عن أملها في أن يؤدي ذلك إلى اعادة توحيد البلاد.
وحذرت واشنطن من أي «إكراه أو تلاعب» في عملية تسليم السلطة في العراق، حيث يحاول المالكي التمسك بالسلطة، على الرغم من تعيين خلف له لتشكيل حكومة جديدة.
في السياق، أعلن المالكي، أمس، أنه لن يتخلى عن السلطة من دون قرار صادر عن المحكمة الاتحادية.
وقال في كلمته الاسبوعية التي نقلها تلفزيون العراقية الحكومي: «أؤكد أن الحكومة ستستمر ولن يكون عنها بديل من دون قرار من المحكمة الاتحادية»، وأكد أن «على الجميع أن يقبل ما تقوله المحكمة الاتحادية».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news