محمد الضيف.. القائد الخفي لجناح «حماس» المسلح

ربما تركته محاولات الاغتيال الإسرائيلية مثخناً بالجراح، ودفعته للاختباء، لكن اسم محمد الضيف، القائد الخفي للجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» برز كالعقل المدبر للحرب مع إسرائيل.

ولأنه المخطط الاستراتيجي، الذي ساعد على تكوين شبكة من الأنفاق تحت حدود إسرائيل، استطاع الضيف أن يأخذ عدوه القوي على حين غرة، بهجمات مباغتة سببت خسائر فادحة في الأرواح.

ولا يعرف كثيرون شكل الضيف، الذي يعتقد أنه في الخمسينات من عمره، بعد أربع محاولات إسرائيلية على الأقل لقتله. كما أن الصور القديمة له نادرة. وأظهرت لقطات فيديو نادرة تعود لعام 2002 الضيف، وهو مضرج بالدماء، وقد جلس منتصباً، بينما كان رجل يحاول سحبه بعيداً عن حطام سيارة أصابها صاروخ أطلقته طائرة هليكوبتر إسرائيلية. وذكرت تقارير إسرائيلية أنه فقد إحدى عينيه وبعض أطرافه، ويجلس على مقعد متحرك.

وقال حمزة أبوشنب، وهو خبير في شؤون الحركات الإسلامية «لقد طور الضيف من فكرة الأنفاق»، وقال مصدر في «حماس» يعرف الضيف منذ التسعينات، إنه في قلب التطورات داخل الجناح المسلح منذ 1994.

ووفقاً لمصدر «حماس» فقد ولد الضيف في مخيم خانيونس للاجئين. كانت أسرته فقيرة، لكن والده الذي كان يعمل منجداً أصر على أن يتم أبناؤه تعليمهم. وحصل الضيف على درجة في العلوم من الجامعة الإسلامية في غزة، حيث كان يدرس الفيزياء والكيمياء والأحياء. كما أبدى الضيف ميلاً للفنون. وقال المصدر «كان رئيس اللجنة الترفيهية بالجامعة، وكان يمثل على المسرح ويؤلف عروضاً كوميدية».

ثم انضم الضيف إلى «حماس»، التي كانت وليدة آنذاك خلال الانتفاضة الأولى عام 1987، وسجنته إسرائيل في 1989. وتقول بعض الروايات إنه أمضى أكثر من عام في السجن. ومع صعوده داخل «حماس» تصدر الضيف قوائم المطلوبين في إسرائيل على مدى عقود وألقيت عليه شخصياً مسؤولية مقتل عشرات الإسرائيليين بتفجيرات انتحارية.

ووصف يورام شفايترز من معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، الدور الحالي الذي يلعبه الضيف بأنه بين رئيس أركان الجيش ووزير الدفاع، وأضاف «نظرته الشخصية وخبرته جعلت منه خصماً لا يستهان به».

في رسالة صوتية نادرة بثت يوم 29 يوليو، قال الضيف إن «حماس» ستواصل مواجهة إسرائيل حتى رفع الحصار عن غزة. وقال «لن ينعم الكيان المحتل بالأمن حتى ينعم شعبنا بالحرية والكرامة».

ويقول أبوشنب إنه رغم رسالته المسجلة فإن الضيف ليست له طموحات سياسية داخل «حماس»، ويفضل التركيز على القضايا العسكرية. لكن الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إيهود يعاري، يقول إن الجناح المسلح لـ«حماس» هو «القوة الرئيسة» في عملية اتخاذ القرار، والضيف يتمتع بحق النقض. لكنه لا يستخدمه كثيراً مضيفاً أن الضيف اعترض على قرار مشعل قبول هدنة سابقة أدت إلى محادثات غير مباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في مصر.

وتقول «حماس» إن قائد الضيف ومعلمه كان عماد عقل، الذي كان سلفه في قيادة الجناح المسلح لـ«حماس» في غزة. وقتلت القوات الإسرائيلية عقل بالرصاص عام 1993.

وتعلم الضيف صناعة القنابل على يد يحيى عياش، المعروف باسم «المهندس» وأحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام. ورغم الجهود المضنية لتفادي الاغتيال نجحت إسرائيل في قتل عياش عام 1996 في غزة، عن طريق زرع متفجرات في هاتف محمول.

الأكثر مشاركة