السيستاني يحث الكتل البرلمانية على التعاون مع رئيس الوزراء لتشكيل حكومة قوية
العبادي يدعو العراقيين للـــوحدة في مواجهة التحديات الخــــطرة
بدأ رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، أمس، اتصالاته لتشكيل الحكومة العراقية، داعياً العراقيين إلى الوحدة في مواجهة التحديات الخطرة، محذراً من أن الطريق «لن يكون سهلاً ولا معبداً بالورود»، بينما دعت المرجعية الشيعية العليا في العراق بزعامة علي السيستاني، الكتل السياسية في البرلمان العراقي إلى التعاون مع العبادي لتشكيل حكومة عراقية قوية تمتلك برنامجاً لمعالجة الاخطاء السابقة، غداة تنازل رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي عن مسعاه لتولي فترة ثالثة، ما أنهى أزمة سياسية في البلاد.
ودعا العبادي العراقيين على صفحته على موقع «فيس بوك»، أمس، إلى الوحدة في مواجهة التحديات الخطرة.
وقال «لن أقدم لكم وعوداً غير واقعية»، ودعا العراقيين إلى التكاتف والتعاون من أجل مصلحة العراق الذي يواجه حرباً أهلية طائفية. وأضاف أن الطريق «لن يكون سهلاً ولا معبداً بالورود».
وأفاد مسؤول مقرب من العبادي، أمس، بأن رئيس الوزراء الجديد، أجرى اتصالات مع أركان العملية السياسية والكتل الممثلة في البرلمان العراقي لتشكيل الحكومة الجديدة ضمن المهلة الدستورية التي تستمر شهراً واحداً من تاريخ التكليف من قبل رئيس الجمهورية فؤاد معصوم.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن العبادي بدأ بالفعل اتصالاته مع قادة الكتل الممثلة في البرلمان لتشكيل حكومة عراقية وطنية تفتح الباب للجميع من دون إقصاء أو تمييز «ونأمل أن يتمكن من تقديم التشكيل الوزاري ضمن المهلة الدستورية».
وأضاف أن انسحاب المالكي وسحب الشكوى من المحكمة الاتحادية سيمهد الطريق أمام العبادي للتفاوض بشكل مريح مع الجميع على الرغم من أنه حظي بقبول واسع من الكتل السياسية من دون استثناء، فضلاً عن المجتمع الدولي «وهذا مؤشر مهم للاسراع بتشكيل الحكومة». وذكر أن العبادي يعمل حالياً على تقديم تشكيلة وزارية تضم شخصيات مهنية وأكاديمية متخصصة بمجالات عملها مؤهلة لقيادة المرحلة المقبلة، خصوصاً أن العبادي ورث حقبة زمنية صعبة للغاية بعد سيطرة الجماعات المسلحة على مساحات واسعة من البلاد، فضلاً عن اتساع رقعة المهجرين والنازحين من جميع مكونات الشعب العراقي بعد تهديد الجماعات المسلحة.
وقال المسؤول إنه على الكتل السياسية بذل قصارى الجهود لإنجاح مهمة العبادي بعيداً عن وضع عراقيل بشأن توزيع المناصب الوزارية والمناصب الاخرى، إذ إن العبادي سيتفرغ كلياً لرئاسة مجلس الوزراء وسيترك كل المناصب لشخصيات مؤهلة لقيادة المرحلة المقبلة.
في السياق، دعا السيستاني، الكتل السياسية في البرلمان إلى التعاون مع العبادي لتشكيل حكومة عراقية قوية تمتلك برنامجاً لمعالجة الاخطاء السابقة وإحقاق الحقوق لجميع العراقيين.
وقال ممثل المرجعية الشيعية أحمد الصافي، في كربلاء، خلال خطبة صلاة الجمعة «ندعو الكتل السياسية في البرلمان إلى أن يكونوا على مستوى المسؤولية التاريخية ويتعاونوا مع رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة قوية كفؤة تمتلك برنامجاً لمعالجة الأخطاء السابقة وإحقاق حقوق جميع أفراد الشعب». وأضاف «نحن اليوم بحاجة إلى تغيير في المواقع والمناصب والتغيير مع آلية التعاطي مع الأزمات المستعصية وفق رؤية جديدة للحفاظ على العراق، وإنقاذ البلاد من مخاطر الإرهاب».
وأكد أن الترحيب الوطني الإقليمي والدولي باكتمال الاستحقاقات الدستورية الثلاثة «فرصة إيجابية نادرة للعراق من اجل استثمارها لفتح آفاق جديدة تكون باكورة خير لحل جميع المشكلات السياسية والأمنية».
وتطرق إلى الجيش، وقال «كما نؤكد على ضرورة أن يكون العلم العراقي هو الراية التي يرفعونها في قطاعاتهم ووحداتهم، وليتجنبوا استخدام أي صور أو رموز أخرى». ودعا السيستاني القوات المسلحة العراقية إلى تنحية الاختلافات الطائفية جانباً. ورحب مبعوث الأمم المتحدة إلى العراق نيكولاي ملادينوف بإعلان المالكي، مساء أول من أمس، تنحيه لمصلحة العبادي، واصفاً هذه الخطوة بأنها «تاريخية». وقال نيكولاي ملادينوف في بيان، إن «قرار المالكي السماح بتشكيل حكومة جديدة للمضي قدماً من دون مزيد من التأخير إنما يدل على الحنكة والالتزام بالعملية الديمقراطية والدستور». وأضاف أن «هذا القرار سيشكل معلماً تاريخياً آخر في الانتقال السلمي للسلطة في بلد عانى الكثير من سفك الدماء والعنف». وعبر ملادينوف عن «شكره» للمالكي «لدعمه المستمر لعمل الأمم المتحدة طوال السنوات الماضية»، مؤكداً انه «يتطلع للاستمرار في العمل معه مستقبلاً». ودعا «جميع الكتل السياسية في مجلس النواب» و«شعب العراق» إلى «العمل معاً لاستعادة وحدة البلاد ومواجهة التهديدات التي يشكلها الإرهاب والطائفية والانقسام».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news