يؤوي مئات العائلات التي هربت من الشجاعية تحت النار
مستشفى الشفاء في غزة.. مخيم للاجئين
في مستشفى الشفاء بغزة، مخيم من نوع آخر يؤوي مئات العائلات التي هربت من الشجاعية تحت النار.. قادتها أقدامها نحو المستشفى، فوجدت فيه ملاذاً آمناً فقدته في منازلها، فرفضت المغادرة.
افترشوا الأرض وأقاموا خيماً يبيتون فيها منذ أكثر من شهر، لا تقيهم حرّ الشمس الحارقة، كما لا تقيهم برد الليل. خيم من بقايا شراشف اقتنوها من هنا وهناك كأنهم يفترشون العراء.
(أم يزن حلس) التي مازالت تسكن مستشفى الشفاء، هربت وثمانية من أفرادها من حمم القذائف التي كانت تسقط على منطقة الخط الشرقي القريبة من ناحل عوز، لم تجد أمامها إلا مستشفى الشفاء ملاذها الوحيد في ظل تكدس المدارس.
وقالت (أم يزن): «لم نجد بيتاً قريباً نلوذ به غير مستشفى الشفاء، فالقصف العشوائي كان في كل مكان، ولم نتوقع أن نبقى على قيد الحياة»، مؤكدة أنهم ينامون على الأرض في ظل عدم توافر مقومات حياة، كما أنهم لم يتلقوا أي مساعدات.
سألتها وكالة «معا» لماذا لا تعود إلى الشجاعية في فترة التهدئة؟ أكدت: «إنه لا حياة في منزلها الذي تعرض للقصف والتدمير، فلا مياه ولا كهرباء والحياة معدومة في الشجاعية ولا يوجد منزل يؤوينا، كما أن كل البيوت من حولنا انهارت ودمرت، ولا نأمن العودة إلى تلك المنطقة مجدداً».
أما الفتاة محبوبة حلس، فلم تجد حليباً لتطعم به شقيقها ذا الشهرين، وتشعر بالأسى لأنها اضطرت هي وعائلتها إلى أن يسكنوا مستشفى الشفاء، في ظل عدم توافر أي مساعدات طارئة لهم، وتقول: «بيوتنا كلها راحت، وفي المدارس ما في مكان عشان يستقبلونا».
ودعت محبوبة الدول العربية إلى أن تقف مع الشعب الفلسطيني في غزة وتوفر مقومات الحياة له.
القصف من فوقها والشهداء من تحتها وشلال الدم ينزف حينما كانت تحاول (أم رباح حلس) الهرب من المنطقة على وقع القذائف، لم يتسن لها البحث عن أفراد أسرتها الـ20، إلا عندما وصلت مستشفى الشفاء وتقول: «تلقينا رسائل عدة على الجوالات والهواتف تدعونا لإخلاء المنازل، لم نجد مكاناً آمناً في الشجاعية التي كانت تتعرض لقصف عنيف إلا مستشفى الشفاء»، مؤكدة أنها وصلت إلى هنا جرياً على أقدامها.
وتتابع: «ما كنت عارفة أهرب، فالشهداء تساقطوا بالقرب منا، والقذائف من فوقنا، وأولادي لم أجدهم كلهم من حولي، فشدة القصف شردتنا وبعدها كنا نتصل على بعض لنطمئن على بعضنا والتقينا في الشفاء حيث نقيم الآن».
(أم رباح) أيضاً منزلها لا يصلح للسكن فأقام أبناؤها «عريشة» عند مدخل المنزل ينتظرون أمامه حتى ساعة غروب الشمس ويعودون للمبيت في مستشفى الشفاء، معربة عن أملها في أن يجدوا لهم حلاً قبل دخول فصل الشتاء، متسائلة: أين سأذهب وأعيش؟
ووفقًا لإحصائية أصدرها المركز الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في غزة، فإنّ عدد النازحين في القطاع وصل إلى 475 ألف نازح فلسطيني موزعين على 107 مراكز للإيواء تشرف عليها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) إضافة إلى توزعهم لدى أقاربهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news