أحد الطيور يقف وحيداً في قفصه بعد أن قضى معظم رفاقه في العدوان. الإمارات اليوم

الاحتلال يعدم حيوانات حدائق غزة الترفيهية

لم تعد مهمة فريد الهسي المشرف على حديقة الحيوان في مدينة بيسان الترفيهية الواقعة في مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، رعاية الحيوانات، وتنسيق المرافق والمتنزهات لاستقبال الزوار من المواطنين، فقد تحولت مهمته اليوم في ظل الحرب الإسرائيلية ضد القطاع إلى البحث عن رفات الحيوانات وجثثها المتحللة، وتفقد ما تبقى منها على قيد الحياة، بالإضافة إلى إزالة حطام الحديقة ومحتوياتها.

وتعمد الاحتلال في حربه المفتوحة استهداف حديقة الحيوان في شمال القطاع، حيث ألقت المدفعية الإسرائيلية قذائفها بشكل مباشر عليها، ما تسبب في تدمير كل محتويات الحديقة، وإعدام أكثر من 60% من أعداد الحيوانات التي كانت موجودة في السابق.

وافتتحت حديقة بيسان الترفيهية عام 2008، حيث تشكل متنفساً للغزيين وأطفالهم في ظل الحصار الخانق، فيما تم تهريب الحيوانات التي بداخلها عن طريق الأنفاق المحفورة على طول الشريط الحدودي بين غزة والجانب المصري.

«الإمارات اليوم» تواجدت في حديقة الحيوان المستهدفة، حيث المشهد الجاري بداخلها هو الدمار ورائحة الموت تنبعث من كل مكان، فيما دفن رفات الحيوانات تحت الركام، والتي لم يحالفها الحظ من النجاة من ويلات القصف، أما ما تبقى من الحيوانات فكانت تتأمل جثث من كانوا معها قبل الحرب.

ويقول المشرف على حديقة الحيوان في مدينة بيسان الترفيهية لـ«الإمارات اليوم»: «لقد خلف استهداف الاحتلال الإسرائيلي لمدينة بيسان دماراً واسعاً في جميع أنحاء المدينة البالغة مساحتها 80 دونماً، كما قتل أكثر من نصف الحيوانات، وكان أكثرها القردة، بالإضافة إلى أسد، وتمساح، وعدد من الذئاب، إلى جانب أعداد كبيرة من الطيور، خصوصاً الطاووس والنعام، والدجاج الفرعوني».

ويضيف «قدمت في اليوم الثالث للتهدئة، وفوجئت بمشهد الدمار، فلم أجد الحيوانات التي اعتدت على رعايتها وإطعامها كل يوم، فيما تحولت الحديقة إلى ساحة موت، حيث الحيوانات ملقاة على الأرض وقد تحللت جثثها، ودفنت أسفل الركام».

ويلفت إلى أن الاحتلال لم يسمح للقائمين على الحديقة بالوصول إليها أثناء استمرار الحرب، حيث كانت القوات والآليات العسكرية الإسرائيلية تتوغل في المنطقة التي تتواجد بها.

ويقول وهو يمسك بقايا جثث متحللة للقرود «إن هذا القرد ولد هنا في الحديقة، وتربى ونما فيها، وهذه أمه، وهؤلاء أشقاؤه، لكنها أعدمت جميعاً، ولم يتبق منها إلا الرفات، بعد أن كانت مصدر جذب وترفيه للناس».

وانتقل إلى مكان آخر في الحديقة حيث الأقفاص المحطمة، التي كانت مخصصة للغزال، وإلى جانبها الأرانب البرية، وقد تحولت إلى جثث متحللة.

ويؤكد تعمد إسرائيل إبادة الحيوانات وتدمير المدينة الترفيهية، وذلك في محاولة لإعدام حياة الناس الذين اعتادوا التردد عليها حتى أصبحت جزءاً من حياتهم.

ولم تقتصر الأضرار التي لحقت بحديقة الحيوان على الدمار وإبادة الحيوانات، فقد تسببت في حرمان 30 موظفاً كانوا يعملون فيها، وتالياً ينضمون إلى قافلة البطالة، فيما أصبحت عائلاتهم رقماً جديداً يضاف إلى معدلات البطالة والفقر.

ولا تعد حديقة حيوان بيسان هي الوحيدة التي استهدفها الاحتلال، فقد طال القصف والدمار حديقة جباليا الواقعة أيضاً في شمال القطاع، حيث نفق عدد من الحيوانات التي كانت توجد فيها.

الأكثر مشاركة