القوات العراقية تسعى إلى استعـــادة الموصل.. و«داعش» تقصف أبراج الطاقة فـي بيجي
أكدت بغداد، أمس، أن القوات العراقية تعتزم شن هجوم على مدينة الموصل في الشمال على أمل استعادتها من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش)، الذي قصف وحدات الطاقة في قضاء بيجي، شمال مدينة تكريت، غداة استعادت القوات الكردية بدعم من الطائرات الحربية الأميركية السيطرة على سد الموصل أكبر سدود المياه في العراق. وفيما أكدت الولايات المتحدة وبريطانيا تعزيز دورها العسكري في البلاد قال وزير الخارجية العراقي المنتهية ولايته هوشيار زيباري إن مسؤولين أكراداً سيشاركون في المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة عراقية جديدة، في إشارة إلى احتمال تحسن العلاقات مع الإدارة المركزية.
وقال المتحدث باسم وحدة مكافحة الارهاب في العراق، صباح نوري، أمس، إن القوات العراقية تعتزم شن هجوم على مدينة الموصل في الشمال على أمل استعادتها من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية».
وأضاف لـ«رويترز» أن التكتيك الجديد بشن هجوم سريع تكتنفه السرية، أثبت نجاحه مشيراً إلى أن القوات مصرة على مواصلة هذه الطريقة بمساعدة معلومات المخابرات التي يقدمها الأميركيون. وأكد المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا، أمس، تطهير سد الموصل من عناصر «داعش» بشكل كامل، مشيراً إلى أن عملية التطهير تمت من قبل قوات مكافحة الإرهاب وقوات البشمركة الكردية وبإسناد جوي مشترك عراقي أميركي.
وقال إن قوات نخبة عراقية كردية وبمساندة الطيران الأميركي تمكنت صباح أمس، من تطهير منطقة سد الموصل من عناصر «داعش» في مدينة الموصل والسيطرة عليه في عملية عسكرية نموذجية انطلقت من محافظة دهوك احدى مدن اقليم كردستان (500 كم شمال بغداد). وأشار إلى مقتل وإصابة العشرات من المسلحين كذلك ونزع 170 عبوة ناسفة اثناء تقدم القوات لتطهير السد.
واعترف تنظيم «داعش» بانسحابه من منطقتين حدوديتين مع اقليم كردستان، وقال انه كان «قاب قوسين أو ادنى من فتح عاصمتهم (اربيل) لولا استنجادهم بسيدهم الصليبي واشنطن»، كما ورد في بيان للتنظيم بعنوان «التصدي للحلف الأميركي الكردي».
وشكلت سيطرة جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية على سد الموصل اختراقاً منذ الهجمات الشرسة التي بدأت منذ مطلع يونيو الماضي، في مناطق متفرقة شمال العراق.
كما واصلت قوات من البشمركة ومكافحة الإرهاب تطهير مناطق تقع إلى الشمال من سد الموصل، حسب ما افاد كاوه ختاري مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في القوش شمال العراق.
وأكد احد مقاتلي البشمركة لـ«فرانس برس» قرب السد أن «الطائرات مستمرة في القصف والبشمركة تواصل التقدم».
وقال مقاتل آخر ان «توازن القوى اختلف الآن. صدمنا في البداية من هجوم الدولة الاسلامية لكن الوضع الآن اختلف وحققنا تقدماً واضحاً».
وأبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما، اول من أمس، الكونغرس أن الغارات «المحدودة» التي اجاز شنها في العراق لاستعادة السيطرة على اكبر سدوده من الجهاديين تحمي المصالح الأميركية هناك.
وأكد أن «سقوط سد الموصل قد يهدد حياة أعداد كبيرة من المدنيين ويعرض للخطر الموظفين الأميركيين ومرافق الولايات المتحدة، بما في ذلك السفارة الأميركية في بغداد، ويمنع الحكومة العراقية من توفير خدمات اساسية للشعب العراقي».
من جانبها، أكدت بريطانيا تعزيز دورها لمقاتلة «داعش» في العراق. ووصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الهجمات التي يشنها التنظيم بـ«التهديد المباشر» على بريطانيا، وأشار إلى أن بلاده ستبذل كل ما بوسعها لوقف تقدمها.
وقال في افتتاحية نشرتها صحيفة «الصنداي تلغراف»، أمس، إن هذا الأمر لا يعني أن على بريطانيا ان ترسل مجدداً قوات إلى العراق، بل ان تفكر في امكانية التعاون مع ايران للقضاء على التهديد الجهادي.
وحذر كاميرون من أن الغرب يواجه «صراع اجيال»، موضحاً انه «اذا لم نتحرك لوقف هجوم هذه الجماعة الارهابية البالغة الخطورة فهي ستستمر في بناء قوتها إلى أن تتمكن من استهدافنا في شوارع المملكة المتحدة».
من جهته، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس، أن دور بريطانيا في العراق يتجاوز المهمة الإنسانية «وقد يستمر أشهراً عدة». وقال «نحن ودول أخرى في أوروبا عازمون على مساعدة الحكومة العراقية على محاربة هذا الشكل الجديد والمتطرف جداً من الارهاب».
إلى ذلك، أعلن مصدر أمني عراقي تعرض وحدات الطاقة في قضاء بيجي، شمال مدينة تكريت، أمس، لقصف من قبل عناصر تنظيم «داعش». وقال إن عناصر التنظيم فجرت سبعة أبراج لنقل الطاقة (الضغط العالي) في قضاء بيجي، شمال العراق، كما قصفت وحدات التوليد بعدد من قذائف الهاون، ما أسفر عن اندلاع النيران في إحدى الوحدات وحدوث انقطاع عام للكهرباء عن محافظة صلاح الدين.
بدوره قال وزير الخارجية العراقي المنتهية ولايته هوشيار زيباري، أمس، إن مسؤولين أكراداً سيشاركون في المفاوضات الخاصة بتشكيل حكومة عراقية جديدة. وأضاف لـ«رويترز» أن قراراً نهائياً بخصوص ما إذا كان الأكراد سينهون تعليقهم للمشاركة في الحكومة سيتخذ في وقت لاحق. وكان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي على خلاف مع الأكراد بشأن الميزانية والنفط.