العراق يدعو إلى تحرُّك دولي ضد «داعش».. وإيران تتعهد بالتضامن
قال رئيس الوزراء العراقي المكلف، حيدر العبادي، أثناء محادثات مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أمس، إن من الضروري بذل جهود دولية، للقضاء على متشددي تنظيم «الدولة الإسلامية»، الذي استولى على مساحات واسعة من العراق وسورية، فيما أعرب وزير الداخلية الألماني عن اعتقاده أن من المحتمل أن يتسبب توريد أسلحة ألمانية إلى شمال العراق في ازدياد خطر تعرض ألمانيا للإرهاب، ودان مجلس التعاون لدول الخليج العربية مجزرة ديالى.
وتفصيلاً، جدد ظريف تأكيد طهران حماية وحدة أراضي العراق، ودعمه في حربه ضد المتشددين. ومن المرجح أن تحاول إيران، وهي قوة شيعية إقليمية، ممارسة نفوذها على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وقال مكتب العبادي، في بيان بعد المحادثات مع ظريف، إن العبادي أشار إلى ظهور الكثير من المخاطر في المنطقة، نتيجة وجود عصابة «الدولة الإسلامية» الإرهابية، التي تتطلب بذل جهود دولية وإقليمية، للقضاء على هذه المنظمة الإرهابية.
ويسعى عبادي، الآن، إلى كسب تأييد السنة والأكراد، للتصدي لهجوم «الدولة الإسلامية»، وهي سياسة أشاد بها ظريف أمس، الذي قال في مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي هوشيار زيباري، إننا «نشعر بارتياح بالغ تجاه العملية الديمقراطية في العراق، التي وصلت إلى نتيجة منطقية، باختيار رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، لتشكيل حكومة لا تقصي أحداً، وتضم كل الطوائف العراقية».
وأضاف «إيران ستظل تقف بجانبكم، إيران تدعم وحدة العراق وترسيخ الأمن، وتعتبر ذلك أولوية في سياستها الخارجية».
وردا على سؤال بشأن تقارير عن وجود جنود إيرانيين، يقاتلون إلى جانب القوات العراقية في الحرب ضد «الدولة الإسلامية»، قال ظريف «المعلومات عن وجود جنود إيرانيين في العراق غير دقيقة، ليس لدينا جندي إيراني واحد على الأراضي العراقية، لأن العراق ليس بحاجة إلى هؤلاء الجنود».
في السياق، أكد المسؤول الثاني في الفاتيكان، المونسنيور بييترو بارولين، أمس، أن النزاع القائم في العراق ليس «بأي حال مواجهة بين الإسلام والمسيحية». وقال الكاردينال، في مقابلة نشرها موقع فاتيكان إنسايدر، إن «أغلبية» المسلمين يرفضون «الوسائل الوحشية واللانسانية»، التي يعتمدها تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف، الذي سيطر على مناطق في شمال العراق، حيث يبث الرعب بين الأهالي والأقليات.
بدوره، دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، بشدة المجزرة الوحشية، التي ارتكبتها ميليشيات طائفية في جامع مصعب بن عمير بمحافظة ديالى، وأدت إلى مقتل وجرح عشرات المصلين، ووصفها بأنها جريمة إرهابية تتنافى مع جميع التعاليم والشرائع السماوية والقيم الأخلاقية والإنسانية.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون، في تصريح، إن هذه الجريمة البشعة تعكس الانحدار الأخلاقي، الذي بلغته تلك الميليشيات، التي دفعها فكرها الطائفي البغيض إلى الاعتداء على بيوت الرحمن، وقتل الآمنين، وهم يؤدون صلاتهم. وطالب الزياني بسرعة الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة النكراء، ومن يقف وراءهم، وتقديمهم للعدالة.
وفي تصريحات لصحيفة «بيلد آم زونتاج» الألمانية، أمس، قال وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، المنتمي إلى حزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي «لا أستطيع أن أستبعد بشكل نهائي ارتفاع الخطر بالنسبة لبلادنا ومواطنينا». في الوقت نفسه حذر دي ميزير من أن يؤثر هذا الأمر في سياسة بلاده الخارجية، قائلا «هذه القضية لا يمكن، ولا يجوز، أن تكون معياراً لتحركنا على مستوى السياسة الخارجية». وقال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند، أمس، إن مقتل الصحافي الأميركي، جيمس فولي، على يد رجل يتحدث بلكنة إنجليزية هو «خيانة مطلقة لبلادنا».