عباس يسعى إلى طرح مبادرة لإنهاء الصراع.. والعدوان يحول دون بدء الدراسة في القطاع

اقتراح مصري بهدنة جديدة تشمل فتح المعابر ودخول مواد البناء إلى غزة

فلسطيني ينظف بالماء شارع عقب غارة جوية إسرائيلية على سيارة في مدينة غزة، أمس. رويترز

اقترحت مصر هدنة جديدة لوقف القتال الدائر في غزة بين إسرائيل وحركة حماس تتضمن فتح المعابر والسماح بدخول مواد الإغاثة والبناء إلى قطاع غزة، بينما أكد مسؤولون فلسطينيون أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بصدد الإعلان قريباً عن مبادرة فلسطينية مدعومة أوروبياً وعربياً لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بشكل عام، فيما قال شهود ومسؤولون إن الضربات الجوية الإسرائيلية قتلت خمسة فلسطينيين على الأقل في قطاع غزة وواصل النشطاء اطلاق الصواريخ على جنوب إسرائيل، وحال الهجوم الاسرائيلي على القطاع دون بدء العام الدراسي الذي كان مقرراً أول من أمس، حارماً نحو نصف مليون طفل فلسطيني.

وتفصيلاً، صرح مسؤول فلسطيني لوكالة «فرانس برس» بأن الفلسطينيين بمن فيهم مسؤولو حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، مستعدون لقبول الاتفاق اذا وافقت اسرائيل عليه. وأضاف أن الاقتراح ينص على تأجيل المفاوضات على النقاط الخلافية التي حالت دون التوصل إلى هدنة طويلة الأمد، إلى موعد لاحق. وأكد مسؤول مصري أن الوسطاء اتصلوا بالفلسطينيين والإسرائيليين وأبلغوهم بالاقتراح الجديد.

وقال المسؤول الفلسطيني «تدور فكرة حول التوصل إلى هدنة مؤقتة تفتح خلالها المعابر وتسمح بدخول المساعدات ومواد اعادة الإعمار، بينما تتم مناقشة النقاط الخلافية خلال شهر». وأكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، نظراً لحساسية المفاوضات «سنكون مستعدين لقبول الهدنة، ولكننا بانتظار الرد الإسرائيلي على هذا الاقتراح».

وذكر مسؤول فلسطيني آخر، ان مصر قد تدعو الوفدين المفاوضين الفلسطيني والاسرائيلي للعودة إلى القاهرة خلال 48 ساعة.

وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبوزهري «الجهود مستمرة للتوصل إلى اتفاق» من دون اعطاء مزيد من التفاصيل.

من ناحيته، أكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، أن «نجاح الاتصالات التي تجري لإعلان وقف اطلاق النار مرتبط بتحقيق المطالب الفلسطينية». وشدد شهاب على ان «المطالب الفلسطينية واضحة وثابتة».

وقال مصدر فلسطيني قريب من المفاوضات في القاهرة، إن الوفد الفلسطيني الموحد برئاسة عزام الأحمد «بانتظار الرد الإسرائيلي على الورقة التي قدمها الوفد الفلسطيني» قبل انهيار التهدئة الأخيرة الثلاثاء الماضي، مضيفاً «هذا ما ابلغناه للأخوة في مصر الذين يبذلون جهوداً مكثفة للتوصل لاتفاق في ظل التعنت الاسرائيلي».

وتركز هذه الورقة على «وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر وإعادة اعمار قطاع غزة والمجال البحري للصيد يبدأ بتسعة اميال ثم إلى 12 ميلاً» بحسب المصدر.

وأشار المصدر إلى ان «القضايا الخلافية يستأنف الوفد الموحد مناقشتها بعد شهر من التوصل لاتفاق مع الاحتلال»، ذاكراً من هذه القضايا «الميناء والمطار وجثامين الشهداء والأسرى بما في ذلك الأسرى النواب والمحررون في صفقة شاليط الذين تم اعتقالهم منذ بدء العدوان والدفعة الرابعة» من الأسرى الفلسطينيين المتفق على اطلاق سراحهم.

ورفض متحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الإدلاء بأي تعليق حول ذلك.

يأتي ذلك، في وقت نشرت وسائل اعلام فلسطينية، أمس، ما وصفته بأنه «مفاجأة» سيعلنها الرئيس محمود عباس قريباً، وتتضمن مبادرة لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية.

ولم تتضح التفاصيل الدقيقة لهذه المبادرة، غير أن مصادر فلسطينية، رفضت ذكر اسمها ، قالت لوكالة «فرانس برس» إن الرئيس عباس تردد في التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية رغم الانتقادات الفلسطينية له، خوفاً من التأثير سلباً في اطراف دولية من الممكن ان تدعم مبادرته، خصوصاً الولايات المتحدة ممثلة في وزير خارجيتها جون كيري.

وتعقد القيادة الفلسطينية اليوم اجتماعاً من المتوقع ان يوضح فيه عباس توجهاته الدولية.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل ابويوسف، ان لدى القيادة الفلسطينية الآن توجها بمطالبة المجتمع الدولي انهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعدم حصر الصراع فقط فيما يجري في غزة.

وفي حال لم يكتب لمبادرة عباس النجاح، فإن الخيار الثاني سيكون دعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد ومطالبته بفرض قرار بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، خصوصاً عقب اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين دولة غير كاملة العضوية.

ويتوقع الفلسطينيون ان تعارض واشنطن مثل هذا القرار على اعتبار انها تؤيد انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي فقط من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين.

ويقول أبويوسف «في حال استخدمت الولايات المتحدة الفيتو، لدينا حينها ورقة محكمة الجنايات الدولية».

من جهته، قال عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة أحمد مجدلاني «يتم العمل الآن لإيجاد آلية واطار دولي لعقد مؤتمر دولي ووضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال، وهذا ليس بديلاً عن التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية».

وفيما اعلنت حماس السبت الماضي موافقتها على توجه عباس للتوقيع على ميثاق روما، تمهيداً لعضوية محكمة الجنايات، رأى محللون ان توقيع حماس لن يسهم في توجه عباس لطلب العضوية في المحكمة.

ووقعت حماس الجمعة الماضية على الورقة التي اقترحها المفاوض الفلسطيني صائب عريقات على كل الفصائل قبيل توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس على اتفاقية روما.

واعتبرت حماس على لسان الناطق باسمها سامي ابوزهري ان القيادات الاسرائيلية «تعيش حالة من الهلع من الملاحقة الدولية، بعد التوافق الفلسطيني على رفع ملف الجرائم الإسرائيلية إلى محكمة الجنايات الدولية».

وفي قطاع غزة، واصلت اسرائيل غاراتها الجوية حيث استشهد خمسة فلسطينيين بينهم امرأة وطفلها، كما اعلن اشرف القدرة الناطق باسم وزارة الصحة في غزة.

واستشهد فلسطيني وأصيب ثلاثة آخرون في غارة اسرائيلية استهدفت سيارة وسط مدينة غزة. كما قتل ثلاثة فلسطينيين بينهم امرأة وطفلها في غارتين جويتين على شمال قطاع غزة. كما قتلت امرأة في غارة على منزلها في العطاطرة قرب بيت لاهيا، شمال قطاع غزة.

ويرتفع بذلك إلى 108 عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ انهيار التهدئة الأخيرة الثلاثاء الماضي، وإلى 2126 عدد الذين قتلوا منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في الثامن من يوليو الماضي.

وأعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي ان الطيران شن 16 غارة، مؤكدة عدم اطلاق اي صاروخ من قطاع غزة منذ منتصف الليلة قبل الماضية.

وأفاد شهود بأن الغارات ادت إلى تدمير مسجدين احدهما في حي الزيتون بمدينة غزة والآخر في بيت حانون شمال القطاع، فضلاً عن تدمير عدد من المنازل في جباليا شمالاً والبريج والنصيرات وسط القطاع.

تويتر