إسرائيل تُزيل جسراً خشبياً يؤدي إلى باحة «الأقصى»

الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال يُضربون عن الطعام

مواجهات بين الشباب الفلسطيني وقوات الاحتلال في مخيم الأمعري عقب استشهاد تيسير القطري أمس. أ.ف.ب

بدأ الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمس، إضراباً شاملاً حداداً على روح الأسير رائد الجعبري الذي توفي أمس في مستشفى «سوروكا»، فيما استشهد شاب فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في مخيم الأمعري جنوب رام الله بالضفة الغربية، وقامت سلطات الاحتلال بإزالة جسر خشبي يتيح لغير المسلمين الوصول إلى باحة المسجد الأقصى كانت بدأت ببنائه أخيراً، ما أثار غضب الأردن.

وتفصيلاً، أفاد الأسرى في رسالة تسربت من المعتقلات، ونشرتها وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) بأنهم «أعلنوا إضراباً شاملاً عن الطعام في كل السجون لمدة يوم واحد، تنديداً بسياسة الاحتلال العدوانية التي تنتهج بحق الأسرى من كل الجوانب».

وقال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع، أول من أمس، إن «الأسرى بعثوا برسالة إلى مدير مصلحة السجون الإسرائيلية يحمّلوه فيها المسؤولية عن استشهاد الجعبري». وأضاف أن النائب العام، عبدالغني العويوي، أصدر قراراً بتكليف مدير معهد الطب العدلي، الدكتور صابر العالول، بالمشاركة في تشريح جثمان الجعبري وعمل كل ما يلزم.

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية في بيان، أمس، أن الأسير الجعبري، وهو من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، توفي في مستشفى (سوروكا) الإسرائيلي.

وذكر البيان أن الأسير المتوفى كان موقوفاً منذ 26 يوليو الماضي في سجن «إيشل» الإسرائيلي على خلفية قضية أمنية، ولم يكن يعاني أي أمراض. وطالب البيان بتشكيل لجنة تحقيق دولية في حادثة وفاة الأسير، الذي تقول إسرائيل إنه مات منتحراً. وترصد إحصاءات فلسطينية رسمية وفاة 205 أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ عام 1967. وتعتقل إسرائيل حالياً زهاء 7000 فلسطيني.

من ناحية أخرى، أوضحت مصادر طبية فلسطينية ان الشاب تيسير القطري أصيب بالرصاص في صدره خلال صدامات وقعت اثناء قيام الجنود بعمليات توقيف في مخيم الأمعري، فيما اكدت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي مقتل فلسطيني في مواجهات.

وأوضحت المتحدثة أن الجنود دخلوا المخيم لتوقيف ناشطين من حركة حماس، مضيفة ان «مجموعة من 50 فلسطينياً هاجمت الجنود فقذفتهم بالحجارة وبالزجاجات الحارقة، وقامت بإحراق إطارات». وقالت المتحدثة إن «الجنود رصدوا فلسطينياً يحاول القاء متفجرة في اتجاههم فأطلقوا النار عليه»، مشيرة إلى انه تم نقله لمعالجته، لكنه توفي.

وشارك أكثر من 1000 فلسطيني، أمس، في جنازة تيسير القطري ورفعوا أعلاماً فلسطينية وأعلام حركتي فتح وحماس، وأطلق البعض الرصاص في الهواء. وبعد الجنازة، وقعت اشتباكات بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي قرب مستوطنة بساجوت، وقاموا بإلقاء الحجارة، بينما رد الجيش الاسرائيلي باستخدام قنابل الغاز والرصاص المطاطي، ما أدى إلى وقوع اصابات طفيفة.

يأتي ذلك في وقت باشرت إسرائيل بناء الجسر خلال العملية العسكرية ضد قطاع غزة، عند جسر باب المغاربة الذي يمتد من حائط المبكى إلى المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلة. وجسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى، هو المدخل الوحيد لغير المسلمين.

من جانبه، أكد عالم الآثار الإسرائيلي، يوناتان مزراحي، من منظمة «عيمق شافيه» غير الحكومية التي تعمل ضد استغلال الاثار من أجل خدمة الاستيطان، لوكالة «فرانس برس» أن بناء هذا الجسر تم «دون التنسيق مع الوقف أو الأردن».

وبعد احتجاجات أردنية، طالب رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بإزالته لأنه بُني بشكل «غير قانوني». ويؤدي الجسر الخشبي الذي تقررت إزالته إلى باحة المسجد الاقصى، والى حائط المبكى. وفي فبراير 2007 توقف مشروع لتحديث هذا الجسر اثر احتجاجات عمت العالم الاسلامي الذي رأى في هذا المشروع خطر اعتداء على المقدسات الإسلامية.

ورحب الأردن بقرار إسرائيل إزالة جسر خشبي، معتبراً الاجراء «خطوة جيدة»، على ما افاد مصدر مسؤول في الحكومة الأردنية الخميس. وقال المسؤول الحكومي إن «المملكة تعتبر هذا القرار خطوة جيدة».

 

تويتر