وسط مخاوف من وصول السلاح إلى أيديهم

لبنان يبحث إقامة مخيم للاجئين السوريين خارج عرسال

صورة

أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق، أمس، أن الحكومة ستبحث اقتراحاً بإقامة مخيم للاجئين السوريين خارج بلدة عرسال الحدودية مع سورية الواقعة شرق لبنان، وتوقع المباشرة في خطوات عملية خلال أسبوعين، وسط مخاوف من وصول السلاح إلى أيدي اللاجئين السوريين، «الذين سيصبحون أقوى من الجيش اللبناني»، بحسب وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.

وقال المشنوق في تصريح للصحافيين، إنه سيناقش اقتراحاً مع مكونات الحكومة، بشأن اقامة مخيم للنازحين السوريين خارج بلدة عرسال، مشيراً إلى أن المكان الذي سيقام فيه المخيم البديل لم يتحدد بعد، لكن سيتم اختياره بعد التشاور مع الجميع، وتوقع المباشرة في خطوات عملية «خلال أسبوعين».

كما أكد المشنوق أنه «لا جديد في الوساطات والمساعي المبذولة» لإطلاق سراح العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى الجماعات المسلحة خلال الأحداث التي شهدتها بلدة عرسال في أغسطس الماضي.

من جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، إنه عمد إلى سحب اقتراح إقامة ثلاثة مخيمات في المنطقة العازلة بين لبنان وسورية، فوراً من التداول «بعدما اعترض أحد الوزراء»، وأوضح أن المطلوب موافقة كليّة، وليست على مضض.

ولفت درباس الانتباه إلى أنّه «إذا كانت إقامة المخيمات غير ممكنة في المنطقة الحدودية العازلة، فلنبحث عن منطقة غير عازلة، لكن قريبة من الحدود اللبنانية ــ السورية، كما فعل كل من الأردن وتركيا، لمنع الاختلاط».

وحول وجوب التنسيق مع الجانب الرسمي السوري، قال «أنا لا مانع لدي من التنسيق مع الجانب السوري، إذا كان لديه برنامج لاسترداد النازحين السوريين، وأنا أضع في تصرفه كل ما يحقق هذا الهدف، من دون أن أجبر أي أحد لا يريد العودة». وأسف درباس في حديث إلى تلفزيون المستقبل، لأن العقل السياسي اللبناني يعاني مرضين، «غياب موهبة التوقع، وغياب ارادة التصرف وفقاً للتوقع». وقال إن «المجتمع السياسي في لبنان ينتظر الوقت الاخير قبل وقوع الانفجار فيجد الحل، واذا كانت قراءتي السياسية صحيحة فيمكن، قبل 20 نوفمبر المقبل، اي قبل انتهاء ولاية مجلس النواب، ان يتم ايجاد حل سحري وانتخاب رئيس للجمهورية».

وتطرق إلى أزمة العسكريين المخطوفين، ورأى انه «كان الأجدر بنا وبأهالي المخطوفين ان نكون صفاً واحداً ويداً واحدة، لأن الابتلاء والمحنة واحدة، لكننا مع الأسف الشديد ننفذ ما يقوله الخاطفون، ونقيم المتاريس المتقابلة».

وأضاف «أنا أتفهم اي حركة يقوم بها أهالي المخطوفين وهم يقطعون الطرقات، فأولادهم طلبوا منهم ذلك، وبذلك يكونون يشترون لأولادهم الوقت لإبقائهم على قيد الحياة، إلا انني أرفض تماماً قيام المتاريس المتواجهة، خصوصاً انه يتم اقامة متراس لأهالي المخطوفين السنّة، وكذلك الشيعة، وكذلك الدروز».

وإذ دافع درباس عن اقتراحه بإقامة مخيمات للاجئين السوريين في لبنان، بحيث يمكن إحكام الرقابة عليها، لم ينكر أن التخوفات من إقامة مخيمات للنازحين وجيهة، ولكنه قال «هناك فرق بين وجود 1400 مخيم عشوائي، وليس لديك سلطة عليها، ولا تعرف ما يحصل في داخلها، وبين إقامة مخيمات منظمة، علماً بأن عملية نقل النازحين إلى المخيمات المستحدثة لن تكون قسرية».

وحذر درباس من أنه «من بين مليون و200 ألف لاجئ سوري، قد يكون هناك 100 ألف شاب أدوا خدمتهم العسكرية، وإذا وصل السلاح إلى أيديهم يعني أنهم سيصبحون أقوى من الجيش اللبناني». وأكد أّنه «لم يعد هناك نزوح إلى لبنان، ولن نقبل بنازحين جدد».

 

تويتر