«التنظيم» يصعّد القتال على أبواب عين العرب.. والأكراد يتأهبون لحرب شوارع

الأمم المتحدة: «داعش» ارتكب جرائم مروِّعة في العراق

رتل من سيارات تنظيم «داعش» في إحدى المناطق بالعراق. أرشيفية

اتهمت الأمم المتحدة، أمس، تنظيم «داعش» بتنفيذ عمليات إعدام جماعية في العراق، وسبي النساء والفتيات، واستغلال الأطفال للقتال، في انتهاكات ممنهجة قد تصل إلى جرائم حرب. وفيما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي، و«داعش» على أطراف مدينة عين العرب (كوباني)، حيث يتأهب الأكراد لحرب شوارع، قتل 17 عنصراً من قوات الأمن العراقية و40 عنصرا من «داعش» في هجومين استهدفا مقرين أمنيين في هيت والرمادي كبرى مدن الانبار.

وتفصيلاً، قالت الأمم المتحدة، أمس، إن تنظيم «داعش» نفذ في العراق عمليات إعدام جماعية وسبى النساء والفتيات، وجند الأطفال للقتال، في انتهاكات ممنهجة قد ترقى إلى جرائم حرب تستدعي المحاكمة. وقالت المنظمة الدولية في تقرير استند إلى نحو 500 مقابلة، إن الضربات الجوية التي نفذتها الحكومة العراقية ضد متشددين أوقعت «عدداً كبيراً من القتلى بين المدنيين»، من خلال ضرب القرى والمستشفيات وإحدى المدارس في انتهاك للقانون الدولي.

وجاء في التقرير أن 9347 مدنياً على الأقل قتلوا كما أصيب 17 ألفاً و386 شخصاً حتى الآن، خلال شهر سبتمبر الماضي، وأن أكثر من نصف هذه الخسائر في الأرواح حدث منذ أن بدأ «داعش» يسيطر على مناطق شاسعة شمال العراق أوائل شهر يونيو الماضي.

وقال تقرير مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وبعثة المعاونة للأمم المتحدة في العراق، الذي وقع في 29 صفحة، إن «داعش» ارتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وأعمال عنف «ذات طبيعة طائفية متزايدة» ضد جماعات، منها المسيحيون والإيزيديون في صراع يتسع نطاقه، أجبر 1.8 مليون عراقي على ترك منازلهم.

وأضاف أن هذه الانتهاكات «تشمل هجمات استهدفت بشكل مباشر المدنيين والبنية التحتية المدنية وإعدامات، وعمليات قتل أخرى للمدنيين، وعمليات خطف واغتصاب، وأشكالاً أخرى من العنف الجنسي والبدني، ارتكبت بحق النساء والأطفال والتجنيد الإجباري للأطفال والتدمير وتدنيس أماكن عبادة أو أماكن لها قيمة ثقافية، والتدمير والنهب الغاشم للممتلكات والحرمان من الحريات الأساسية».

في الأثناء، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين من وحدات حماية الشعب الكردي، وتنظيم «داعش» على بعد مئات الأمتار من أطراف مدينة عين العرب (كوباني) الشرقية والجنوبية الشرقية. وقال المرصد، في بيان، إن اشتباكات بين الطرفين تدور على بعد نحو اثنين إلى ثلاثة كيلومترات في الجهة الغربية لمدينة عين العرب (كوباني)، وسط مخاوف جدية، من اقتحام المدينة من قبل التنظيم في أي لحظة، وتنفيذه مذبحة، بحق ما تبقى من المدنيين داخل المدينة، الذين رفضوا ترك منازلهم. وقال المرصد إن وحدات حماية الشعب ومقاتلين أكراداً آخرين يستعدون لمعارك شوارع، وسط مخاوف من أن «داعش» ربما يرتكبون مذابح إذا سيطروا على المدينة.

من جهة أخرى، قتل 17 عنصراً من قوات الأمن العراقية، بينهم ضابط برتبة عقيد في قوات النخبة و40 عنصراً من «داعش» في هجومين استهدفا مقرين أمنيين في هيت والرمادي كبرى مدن الأنبار، بحسب مصادر امنية وطبية. وهاجم مسلحون مقر اللواء الثامن الواقع على بعد خمسة كيلومترات غرب مدينة الرمادي، وقيادة شرطة مدينة هيت غرب بغداد. وقال العميد عواد الدليمي إن «مسلحين ينتمون لـ(داعش)، هاجموا مقر اللواء الثامن من ثلاثة محاور».

وأضاف أن «13 انتحارياً يرتدون أحزمة ناسفة دخلوا إلى المقر، واشتبكوا مع قوات الجيش وقوات النخبة الموجودة داخل المقر، وتم قتلهم جميعاً». وأضاف «سبعة مسلحين آخرين قتلوا خلال محاولتهم اقتحام المقر، من محورين آخرين».

وفي هيت، هاجم نحو 25 مسلحاً مقر قيادة الشرطة، وسبق ذلك هجوم انتحاري بسيارتين مفخختين فجر أمس. وقال العميد فيصل كعود الدليمي لـ«فرانس برس»، إن «المهاجمين حاولوا اقتحام مقر قيادة الشرطة، لكن قوات الشرطة اشتبكت مع المهاجمين، وأسفرت عن مقتل 20 منهم». وأكد الدليمي مقتل سبعة من عناصر الشرطة وثلاثة من قوات الجيش، خلال الاشتباكات.

 

 

 

تويتر