مليونا حاج شهدوا وقفة عرفات
نفر حجاج بيت الله الحرام، بعد غروب شمس يوم أمس التاسع من شهر ذي الحجة، إلى مشعر مزدلفة، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم، وقد أدى نحو مليوني من ضيوف الرحمن، عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله علية وسلم، وتوجهوا بعد صلاة فجر اليوم أول أيام عيد الأضحى إلى منى، لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي.
وكان حجاج بيت الله الحرام قضوا يوم أمس على صعيد عرفات، ملبين متوجهين إلى الله بقلوب خاشعة. وأدوا صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً بمسجد نمرة بأذان واحد وإقامتين، واستمعوا إلى خطبة عرفة التي ألقاها مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، حيث دعا إلى ضرب تنظيم «داعش»، دون أن يذكره بالاسم «بيد من حديد». وقال في خطبة الجمعة في جبل عرفة: «دينكم مستهدف، أمنكم مستهدف، عقيدتكم مستهدفة». وأضاف «ابتلينا بأمة سفكوا الدماء، وقتلوا النفس المعصومة، وقدموا بها تمثيلاً سيئاً لا يمثل إسلاماً.. هؤلاء أعظم شأناً من الخوارج، هؤلاء إجراميون انتهكوا الأعراض، وسفكوا الدماء، ونهبوا الأموال، وباعوا الحرائر، ولا خير فيهم». ودعا «أمة الإسلام إلى حماية أمتكم، بحدودها، واستقرارها، والضرب بيد من حديد على كل الأعداء من الخارج ومن الداخل».
وسارت قوافل الحجاج في منظومة أمنية وطبية متكاملة، بعد أن أمضوا أول من أمس، يوم التروية في منى في خيام مقاومة للحريق. وواكب قوافل الحجاج إلى عرفات متابعة أمنية مباشرة يقوم بها أفراد مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت طرق المركبات ودروب المشاة، لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم.
وقال بيان رسمي وزع أمس، إن السلطات السعودية وفّرت في مختلف أنحاء المشعر الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية، وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن، الذين قطعوا المسافات وتحملوا المشقة من أنحاء المعمورة، ليؤدوا الركن الخامس من أركان الإسلام.
وتابع وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، الأمير محمد بن نايف، وأمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات.
ونظم رجال الأمن والمرور والدفاع المدني والحرس الوطني والكشافة حركة السير، فيما حلقت الطائرات العمودية فوق الطرقات التي يسلكها ضيوف الرحمن، لمتابعة رحلتهم إلى صعيد عرفات وفق خطة الحركة المرورية والترتيبات المساندة لسلامة الحجاج.
وعاد الحجاج، إلى منى صبيحة اليوم لرمي جمرة العقبة والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط)، ثم الحلق والتقصير والتوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكة لأداء طواف الوداع، وهو آخر مناسك الحج.
وتمت تغطية جميع أرجاء مشعر منى، الذي سيمكث فيه الحجاج ثلاثة أيام، بخدمات الإطفاء، من خلال 49 فرقة إطفاء موزعة على خمس مناطق، ومجهزة بكل ما يلزم للتعامل الحرائق، خوفاً من وقوع حرائق. وكان الدفاع المدني السعودي، قرر منع استخدام الغاز البترولي المسال في أغراض الطهي بمنطقة المشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام خوفاً على سلامة الحجاج من أي حريق.