الأكراد يصدون هجوماً لـ «داعـــش» على عين العرب
صد المقاتلون الأكراد السوريون، أمس، هجمات لتنظيم «داعش» على بلدة عين العرب (كوبانى) التي يسعى التنظيم لاقتحامها مع احتدام المعارك في محيط البلدة الحدودية مع تركيا، في حين وعدت تركيا ببذل «ما بوسعها» لمنع سقوط البلدة بأيدي التنظيم. وفي وقت سيطر التنظيم على مناطق عدة وسط قضاء هيت في الأنبار، تمكنت القوات العراقية من استعادة أربع قرى في محافظة صلاح الدين، وطردت عناصر التنظيم باتجاه تكريت.
واحتدمت المعارك، أمس، في محيط بلدة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا التي يدافع عنها مقاتلون سوريون أكراد أمام محاولة اقتحامها من تنظيم «داعش».
وقال متحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردي إن «مقاتلينا الأبطال نجحوا في صد ثلاث هجمات رئيسة للارهابيين على قطاعات شرق وغرب وجنوب كوباني».
وأضاف المتحدث الذي رفض الكشف عن هويته أن القتال مستمر، وأن التنظيم يقصف المدينة بمدافع الهاون منذ الساعات الأولى من صباح أمس.
وقالت صحافية في «فرانس برس» من الحدود التركية التي تبعد عن البلدة بضعة كيلومترات، إن دخاناً أسود كثيفاً تصاعد فوق البلدة، فيما سمع إطلاق قذائف هاون فيها بوتيرة منتظمة.
وعلى الرغم من تقدم التنظيم، لم تتم الإشارة إلى تكثيف غارات التحالف الذي تقوده واشنطن. وأشار آخر بيان للقيادة الأميركية إلى تنفيذ ست غارات الخميس والجمعة، إحداها قرب عين العرب.
ومنذ أيام اقترب مقاتلو التنظيم من جنوب المدينة وشرقها وغربها. ويدافع عن ثالث أكبر مدينة كردية سورية مقاتلون أكراد أقل عدداً وعدة من مقاتلي التنظيم.
بدوره، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن المعارك تواصلت طوال الليلة قبل الماضية وصباح أمس، على جبهة القتال الواقعة ما بين كيلومترين وأقل من كيلومتر من عين العرب.
وأضاف أن وحدات حماية الشعب دمرت صباح، أمس، آليتين تابعتين للتنظيم على بعد أقل من كيلومترين جنوب شرق كوباني.
وطالب المسؤول الكردي المحلي إدريس نحسان المساعدة الدولية «في هذه المعركة ضد الإرهاب»، وبأسلحة وذخائر. وقال «نحن ندافع عن كوباني (منذ 16 سبتمبر)، ونحن (نقاتل) وحدنا».
وقال برهان اتماكا الذي شهد المعارك قبل وصوله إلى المركز الحدودي التركي مرشد بينار «إنها مجزرة ترتكب أمام أعين العالم بأسره». وأضاف أن «العالم يبقى صامتاً في الوقت الذي يتعرض فيه الأكراد لمجزرة».
وتتيح السيطرة على مدينة عين العرب للتنظيم التحكم في شريط حدودي طويل وواسع محاذٍ لتركيا.
ومنذ بدء الهجوم استولى تنظيم الدولة على نحو 70 قرية في محيط مدينة عين العرب، ما أدى إلى فرار نحو 160 ألف ساكن كردي خوفاً من التعرض لفظاعات التنظيم الإسلامي المتطرف.
وجاء القتال الدائر حول كوبانى في أعقاب تعهد رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بمساعدة الأكراد في البلدة المحاصرة.
وقال داود أوغلو في مقابلة بثتها شبكة «هابر-ايه تي في» في ساعة متأخرة من، مساء أول من أمس «لا نريد سقوط كوباني، سنبذل كل ما في وسعنا حتى لا تسقط كوباني»، ويأتي تعهد رئيس الوزراء التركي بعد تفويض حصلت عليه الحكومة التركية من البرلمان بالقيام بعمل عسكري داخل سورية والعراق لحماية أمن تركيا.
وأضاف داود أوغلو أن تركيا تقدم مأوى للأكراد الفارين من الهجوم. وأشار داود أوغلو إلى أن التطورات التي تشهدها حالياً دولتا الجوار سورية والعراق، اقتضت عقد قمة أمنية، لبحث تلك التطورات والتدابير التركية اللازمة تجاهها. وأكد أن الأتراك اتخذوا جميع التدابير الممكنة لحماية ضريح «سليمان شاه» بسورية، مضيفاً «نحن لا نريد خوض أي حرب، لكننا في الوقت ذاته مستعدون لأي احتمالات، ولدينا جميع الخيارات التي توصلنا إليها نتيجة عملنا ليل نهار».
وفي العراق، سيطر تنظيم «داعش»، أمس، على مناطق عدة في قضاء هيت في محافظة الأنبار بعد معارك دامت يومين مع قوات الجيش والشرطة. ويقع قضاء هيت على بعد 150 كلم غرب مدينة بغداد.
وقال ضابط في الشرطة إن التنظيم سيطر على ثلاثة أحياء في وسط المدينة.
ولاتزال الأجزاء المهمة في المدينة وبينها الطريق الرئيس الذي يربط القضاء بمدينة تكريت، والطريق الآخر الذي يؤدي إلى القائم بيد الجيش. ولاتزال الجهة الثانية من القضاء أيضاً بيد أبناء عشائر البو نمر التي تساند القوات الأمنية.
وتعد هيت إحدى أهم المناطق التي يسعى التنظيم للسيطرة عليها، من أجل قطع الإمداد على قضاء حديثة الاستراتيجي الذي يضم أحد أكبر السدود في البلاد.
وحاول التنظيم مرات فرض سيطرته على حديثة التي تساند عشائرها قوات الجيش، لكنه فشل في ذلك، فيما تقدم طائرات التحالف الدولي دعماً جوياً لهذه المناطق.
إلى ذلك، فرضت القوات العراقية سيطرتها على أربع قرى في محافظة صلاح الدين وتمكنت من طرد عناصر التنظيم باتجاه تكريت، لكنهم قاموا بتفجير الجسر الرئيس الذي يربط تكريت بقضاء طوزخرماتو. وقال مسؤول تنظيمات حمرين للاتحاد الوطني الكردستاني ملا كريم شكر لـ«فرانس برس»، إن قوات البشمركة والجيش العراقي بمساندة الحشد الشعبي، تمكنت من تحرير أربع قرى في محافظة صلاح الدين.
وأوضح أن «القوات العراقية انطلاقاً من قضاء طوزخرماتو هاجمت عدداً من القرى التي تقع تحت سيطرة داعش باتجاه مدينة تكريت، وسيطرت على أربع قرى».
وأكد أن عناصر «داعش» فروا عبر الجسر باتجاه تكريت، لكنهم قاموا بتفجير جسر الزركة الاسترايتجي الذي يربط تكريت بقضاء طوزخرماتو «وتركوا خلفهم عشرات الجثث».
بدوره، أكد قائمقام الطوز شلال عبدول، أن القرى الاربع هي ينكيجة وانجلي وعبود وزه ركة، مشيراً إلى أن «هذه العملية تأتي ضمن الجهود التي تحققت، أول من أمس، بتحرير خمس قرى باتجاه تكريت غرب قضاء الطوز».
وبذلك فإن تنظيم «داعش» حوصر في مدينة تكريت، وليس لديه إمكانية شن هجمات على قضاء طوزخرماتو مجدداً، بحسب المسؤولين المحليين. وأكد عبدول أن «القوات تتقدم لتحرير بقية المناطق التي تحت سيطرة داعش».