عباس يتهم حكومة نتنياهو برعاية وتشجيع اعتداءات المتطرفين في الحرم القدسي
مواجهات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية اقتحمت «الأقصى»
اندلعت مواجهات عنيفة في باحة المسجد الأقصى، أمس، بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، التي اقتحمت المسجد لحماية زوار يهود دخلوا إلى باحات المسجد، ما أدى إلى جرح 17 فلسطينياً وثلاثة من أفراد الشرطة التي اعتقلت خمسة فلسطينيين. وفيما اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحكومة الإسرائيلية برعاية وتشجيع اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين في الأقصى، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتعزيز قوات الشرطة، مؤكداً أنه لن يسمح بتحويل الوضع الراهن إلى «أمر مقبول».
واقتحمت قوات كبيرة من الجنود والشرطة الإسرائيليين المسجد الأقصى من باب المغاربة، وشرعت بإطلاق مكثف للقنابل الصوتية الحارقة والغازية السامة المسيلة للدموع على المصلين المعتكفين برحاب الأقصى منذ الليلة قبل الماضية.
واندلعت مواجهات بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال في أعقاب اقتحام الجنود باحاته وطرد المصلين منه، تمهيداً لدخول المستوطنين.
وأفاد شهود عيان مقدسيون أن النيران اشتعلت في سجاد المصلى القبلي قرب مصلى الموتى، بسبب كثافة إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الغاز والصوت باتجاه الشبان.
وأضاف الشهود أن الشبان «ألقوا وابلاً من الزجاجات الحارقة باتجاه جنود الاحتلال».
ودعت جماعات يهودية متطرفة، أمس، إلى اقتحام الأقصى بدعوى الاحتفال بعيد «العرش اليهودي» لأداء طقوس تلمودية.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا السمري، لـ«فرانس برس»، أمس، إن «بضع عشرات من الشبان الملثمين رشقوا الحجارة والمفرقعات بشكل مباشر صوب قوات الشرطة الإسرائيلية المصطفة خارج باب المغاربة، بعدما قامت بفتح باحات الحرم أمام الزوار»، ما دفع قوات الشرطة إلى «اقتحام الباحات لدفع الراشقين إلى الوراء إلى داخل المسجد الأقصى». وأضافت أن «ثلاثة من أفراد الشرطة أصيبوا جراء الحجارة والمفرقعات وتم علاجهم بالمكان من قبل الطبيب الشرطي».
وأكدت أن الشرطة اعتقلت خمسة «من منفذي اخلال الأمن وتعتزم تنفيذ اعتقالات لاحقة للمخلين بالأمن».
وقال مدير عام أوقاف القدس الشيخ عزام الخطيب طلبت، إنه طلب أول من أمس، من الشرطة الإسرائيلية بعدم السماح للزوار اليهود بدخول الأقصى، أمس، «لوجود اعتكاف من قبل المسلمين في المسجد، وحتى لا يحدث اي احتكاكات، لكن الشرطة ضربت بعرض الحائط باقتراحنا، وأدخلت زواراً يهوداً، ما ادى إلى اندلاع مواجهات».
وقال أحد المسعفين الفلسطينيين ان «17 فلسطينياً أصيبوا بجروح جراء إصابتهم برصاص معدني مغلف بالإسفنج عولجوا في المكان».
وقال مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، ان «المسجد الأقصى تحول إلى ثكنة عسكرية وأغلقت الشرطة بوابات المسجد، ولم تسمح لدخول الموظفين وأدت قنابل الصوت إلى حرق موضعين في بعض سجاد المسجد الأقصى».
في السياق، أمر نتنياهو بتعزيز قوات الشرطة المنتشرة في المناطق التي تندلع فيها المواجهات وبالعمل بشكل صارم وحازم ضد المشاغبين. وأكد في بيان أنه «لن يسمح بتحويل الوضع الراهن إلى أمر معتاد».
وأوضح البيان ان «رئيس الوزراء طالب بتعزيز قوات الأمن في مناطق النزاع والتصرف بطريقة هجومية ضد مرتكبي أعمال الشغب».
وفي رام الله، اتهم الرئيس عباس، الحكومة الإسرائيلية برعاية وتشجيع اعتداءات المتطرفين الإسرائيليين في المسجد الأقصى.
وقال «في كل يوم نجد هؤلاء المتطرفين يحاولون بكل الوسائل الدخول إلى المسجد الأقصى من خلال فرض امر واقع وهو تقسيم الأقصى زمانياً ومكانياً بحجة ان لهم نصيباً فيه»، مؤكداً انها «حجج واهية وكاذبة، وتحريف للتاريخ».
وبحسب عباس فإن الحكومة الإسرائيلية تحاول «فتح أبواب خاصة للمستوطنين والمتطرفين، لتسهيل الدخول للمسجد الأقصى للعبث فيه»، مشدداً على أن هذا الأمر «لا يمكن السكوت عنه».
من جهتها، اتهمت الحكومة الأردنية، السلطات الإسرائيلية بإفراغ المسجد الأقصى في البلدة القديمة للقدس من المسلمين بالكامل، ودعتها إلى «تجنب اشعال المزيد من نيران التطرف والفتنة بين اتباع الديانات في العالم».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news