فازا بالجائزة رغم قوة الأسماء المنافسة

«نوبل للسلام» للباكستانية ملالا والهــندي ساتيارثي

صورة

مُنحت جائزة نوبل للسلام للعام الجاري 2014، أمس، مناصفة بين الفتاة الباكستانية ملالا يوسفزاي والهندي كايلاش ساتيارثي، «لنضالهما ضد قمع الأطفال والمراهقين، ومن أجل حق الأطفال في التعلم»، وذهبت الجائزة للفائزين، على الرغم من قوة الأسماء المنافسة لهما، والتي ضمت إدوارد سنودن، وتشيلسي مانينغ، وبابا الفاتيكان، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال رئيس اللجنة النرويجية لنوبل، الذي كان يشغل منصب رئيس وزراء النرويج سابقاً، ثوربيورن ياجلاند، إن «الأطفال يجب أن يذهبوا إلى المدرسة، وألا يتم استغلالهم مالياً».

ساتيارثي: «ملايين الأطفال» سمع صوتهم

قال الناشط في مجال حقوق الطفل، الهندي كايلاش ساتيارثي، إن جائزة نوبل للسلام «تحترم صوت ملايين الأطفال»، وهو صوت لم يكن يسمع على الإطلاق.

ونقلت قناة تلفزيون «إن.دي.تي.في» الهندية، عن ناشط حقوق الطفل قوله، إن جائزة اليوم اعترفت بحجم مشكلة استغلال وقمع العمال الأطفال. وأضافت القناة قوله «جهدي المحدود والمتواضع جعل أيضاً من الممكن سماع صوت ملايين الأطفال، الذين يعيشون في ظل العبودية». وتابع «الجائزة مصدر سعادة كبيرة لجميع الهنود، إنها شرف لـ1.25مليار هندي». نيودلهي ـــ د.ب.أ


ملالا تضرب مثالاً للشباب

قال رئيس لجنة نوبل، ثوربيورن ياجلاند، إن الناشطة الحقوقية الباكستانية الشابة ملالا، فازت بجوائز أخرى عدة، وأظهرت نضجاً كبيراً. وأضاف «على الرغم من سنّها الصغيرة، أظهرت ملالا مثالاً يحتذى به بأن الأطفال والشباب أيضاً يمكنهم الإسهام في تحسين أوضاعهم الخاصة». وتابع «وفعلت ذلك وسط أخطر الظروف»، مستشهداً بما ذكرته اللجنة عن الفتاة التي نجت من طلق ناري في الرأس برصاص مسلح من حركة طالبان عام 2012. وأضاف قائلاً إن الباكستانية أصبحت أصغر حاصلة على نوبل في عمر الـ17، حيث أظهرت نضجاً كبيراً. أوسلو ـــ أ.ف.ب

وملالا يوسفزاي، التي استهدفتها حركة طالبان، لعملها من اجل حق تعليم البنات، ناشطة في حق التعليم للبنات في العالم، وهي في سن الـ17، وتعد أصغر حائزة على الجائزة خلال 114 عاماً من تاريخ منحها. وقد استهدفت ملالا بمحاولة قتل من قبل مسلحين من حركة طالبان باكستان، بينما كانت في حافلة مدرسية في التاسع من أكتوبر 2012، لأنها انتقدت هيمنة حركة طالبان على منطقتها وادي سوات شمال غرب باكستان من 2007 إلى 2009، ودافعت عن حق البنات في التعليم.

وقد نجت ملالا بعد ان بادرت دولة الإمارات وقدمت المساعدة من اجل علاج وإنقاذ الفتاة، حيث وجّه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بإرسال فريق طبي مكون من ستة أطباء، على متن طائرة خاصة إلى باكستان، لتقييم مدى الإصابة التي تعرضت لها الفتاة ملالا، حيث قرر الفريق نقلها إلى المملكة المتحدة لتلقي العلاج. وبعد تعافيها أصبحت سفيرة عالمية تدافع عن حق جميع الأطفال من صبيان وبنات في التعليم، وهي تعيش حالياً في بريطانيا، حيث تلقت العلاج.

وعملت على مدى سنوات لمناصرة تعليم الإناث، مواجهة بذلك بعض التقاليد الاجتماعية القاسية في مناطق نائية محافظة من بلدها باكستان، وكذلك توجهات المتشددين المتأثرين بحركة طالبان أفغانستان، التي كانت تحظر تعليم البنات في سنوات حكمها.

أما كايلاش ساتيارثي، (60 عاماً)، الأقل شهرة، فقد اختار النضال على نهج الزعيم الهندي غاندي، واختار الاحتجاج السلمي، من أجل لفت الانتباه إلى خطورة استغلال الأطفال لتحقيق أرباح مالية. وقاد تظاهرات ضد استغلال الأطفال، كانت كلها سلمية حسب «مبادئ غاندي»، كما قالت لجنة نوبل.

وأكدت اللجنة التي تشرف على الجائزة أهمية أن تخوض مسلمة باكستانية برفقة هندوسي هندي نضالاً مشتركاً من أجل التعليم ومحاربة التطرف.

وقال ناطق باسم شركة العلاقات العامة التي تروج لصورة ملالا لوكالة فرانس برس، إنها كانت «في المدرسة كالعادة»، عندما اعلن نبأ منحها الجائزة. وتقيم الشابة الباكستانية في برمنغهام وسط إنجلترا.

وفور إعلان فوزها، وجّه لها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف، رسالة نصية «لتهنئتها». وقال في بيان بثه مكتبه، إنها «مصدر فخر لباكستان والباكستانيين»، بسبب «نجاحها غير المسبوق».

كما عبر أقرباء لملالا في سوات في تصريحات لوكالة فرانس برس، عن الشعور نفسه. وقال احمد شاه، الذي كان أستاذها، إنها «مصدر فخر لولاية خيبر باختونخوا وباكستان».

وأضاف أنها «رفعت الصوت ضد الظلم في مجتمع لا تستطيع النساء فيه التعبير عن رأيهن».

أما ساتيارثي، فقال في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الهندية «تراست أوف إنديا»، انه «يشكر لجنة نوبل لاعترافها بالوضع اليائس لملايين الأطفال الذين يعانون».

وأضاف أن «هذا شرف لكل مواطني الهند، وسأواصل عملي من اجل خير الأطفال».

وساتيارثي مهندس كهرباء أسس «حركة انقاذ الطفولة» في 1980. وهو ناشط متحفظ لا يخرج عن صمته إلا للدفاع عن قضية الأطفال. كما يترأس حركة «المسيرة الشاملة ضد عمل الأطفال»، التي تضم نحو 2000 جمعية وحركة اجتماعية في نحو 140 بلداً، والتي عبرت 103 دول على طريقها الذي امتد مسافة 80 ألف كيلومتر. وكثيراً ما يشاهد ساتيارثي في الشوارع، وهو يسعى لزيادة الوعي، وكان أحد زعماء «المسيرة العالمية ضد عمالة الأطفال».

ويكتسب خيار لجنة نوبل للسلام أهمية كبيرة، في ظل ما يشهده العالم من عنف يطال الأطفال، ولاسيما قيام حركة بوكو حرام المتشددة بخطف 276 تلميذة في نيجيريا.

وأثارت هذه الحادثة صدمة كبيرة على مستوى العالم بأسره، وأطلقت مبادرة عالمية تضامناً مع المخطوفات باسم «برينغ آور غيرلز» (أعيدوا بناتنا)، وشاركت فيها ملالا إلى جانب شخصيات معروفة، منها مثلاً وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون.

وستقدم الجائزة التي تبلغ قيمتها نحو 1.1 مليون دولار في أوسلو في الـ10 من ديسمبر المقبل، الذي يوافق ذكرى وفاة السويدي ألفريد نوبل، مخترع الديناميت، الذي أوصى بمنح الجائزة في وصية كتبت عام 1895. ومن برلين هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل الناشطة الحقوقية الباكستانية الشابة ملالا يوسفزاي، والناشط في مجال حقوق الطفل الهندي كايلاش ساتيارثي، على فوزهما بجائزة نوبل للسلام.

وقالت نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية كريستيانه فيرتس، إن ميركل ترى في منح الناشطين جائزة نوبل للسلام لعام 2014، اهتماماً بجهودهما في الدفاع عن حقوق الأطفال.

حائزو «نوبل للسلام» في السنوات الـ25 الأخيرة:

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/205727.jpg

■ 2013: منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

■ 2012: الاتحاد الأوروبي.

■ 2011: الين جونسون سيرليف وليما غبوي (ليبيريا) وتوكل كرمان (اليمن).

■ 2010: ليو تشياوباو (الصين).

■ 2009: باراك أوباما (الولايات المتحدة).

■ 2008: مارتي إتيساري (فنلندا).

■ 2007: آل غور (الولايات المتحدة) والهيئة الحكومية للتغييرات المناخية التابعة للأمم المتحدة.

■ 2006: محمد يونس (بنغلاديش) ومصرف غرامين.

■ 2005: الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحمد البرادعي.

■ 2004: وانغاري ماتاي (كينيا).

■ 2003: شيرين عبادي (إيران).

■ 2002: جيمي كارتر (الولايات المتحدة).

■ 2001: الأمم المتحدة وكوفي أنان (غانا).

■ 2000: كيم داي جونغ (كوريا الجنوبية).

■ 1999: أطباء بلا حدود.

■ 1998: جون هيوم وديفيد تريمبل (إيرلندا الشمالية).

■ 1997: جودي وليامز (الولايات المتحدة) والحملة الدولية لحظر الألغام ضد الأفراد.

■ 1996: كارلوس فيليبي خيمينيس وجوزيه راموس هورتا (تيمور الشرقية).

■ 1995: جوزف روتبلات (بريطانيا) وحركة بوغواش.

■ 1994: إسحاق رابين وشيمون بيريز (إسرائيل) وياسر عرفات (منظمة التحرير الفلسطينية).

■ 1993: نيلسون مانديلا وفريديريك دوكليرك (جنوب إفريقيا).

■ 1992: ريغوبرتا مينشو (غواتيمالا).

■ 1991: أونغ سان شو تشي (بورما).

■ 1990: ميخائيل غورباتشوف (الاتحاد السوفييتي).

■ 1989: الدالاي لاما (التيبت). أوسلو ـــ أ.ف.ب

تويتر