دعا إلى تضافر الجهود الإقليمية والدولية

حنيف حسن يطالب بإعلان دولي لتأهيل ورعاية ضحايا الإرهاب

صورة

أكد رئيس مركز جنيف لحقوق الإنسان والحوار العالمي، حنيف حسن القاسم، أن الشرعية والمواثيق الدولية في الأمم المتحدة، وغيرها من الأدوات الدولية لاتزال بحاجة للتطوير والتفعيل، بشأن التعامل مع ضحايا الإرهاب والفوضى المسلحة، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أن عدد ضحايا ممارسات التنظيمات الإرهابية مثل «داعش»، أو الأنظمة التي تمارس الإرهاب ضد شعوبها، يرتفع عن عدد ضحايا الهولوكوست في عصر النازية، أو ضحايا الفصل العنصري في إفريقيا بالقرن الماضي.

وقال، في بيان بعنوان «ضحايا الإرهاب.. التحدي الجديد للأمم المتحدة والمجتمع الدولي»، في إطار متابعة للمستجدات على الساحة الدولية، وآخر التطورات المتعلقة بالإرهاب، الذي تمارسه الجماعات المتطرفة، إنه «بينما كان الموقف الدولي أكثر حسماً، بتأكيده رفض معاداة السامية، وتبنيه تدابير عملية بهذا الخصوص، وإجراءات على مختلف المستويات لتجريم ذلك، وقيام عدد من الهيئات الدولية، بما فيها المجلس الأوروبي بتبني قوانين وتشريعات تحمل صفة الإعمال وسلطة الإنفاذ، وكذلك اعتبار المجتمع الدولي بمختلف هيئاته ومكوناته جرائم الفصل العنصري جرائم حرب وإبادة إنسانية، فإنه لايزال متردداً في الموقف تجاه ضحايا الإرهاب، سواء على مستوى القرارات أو الخطوات العملية، والإجراءات المطلوب اتخاذها بشكل فوري وعاجل».

وأشار إلى أنه ومع اختلاف جرائم التنظيمات الإرهابية المتطرفة، فهي تتصف كلها بالوحشية والأكثر عمقاً اجتماعياً والأوسع جغرافياً. وأضاف «نراهم في ليبيا ومصر، ونراهم في اليمن والعراق، لا يفرقون بين الأديان والمعتقدات، فتارة يضرب الإرهاب المسلمين، وتارة يوجه ضد المسيحيين والإيزيديين، كما هي الحال في إرهاب (داعش)، الأمر الذي يتطلب التعامل الفوري مع ضحايا الإرهاب، وتفعيل الاهتمام الدولي بهم بطريقة متكافئة خصوصاً النازحين، والمهجرين وأهالي الضحايا منهم»، مؤكداً في الوقت نفسه أن التعامل العاجل والإنساني مع ضحايا الإرهاب لا يعفي المجتمع الدولي، بجميع مكوناته، من مسؤولياته القانونية والأخلاقية، للتعامل مع أصول الإرهاب ومنابعه.

وقال إنه على سبيل المثال لا الحصر، بلغت أعداد القتلى في العراق، بين شهر نوفمبر 2012 وحتى شهر أكتوبر الماضي، 17 ألفاً و64 قتيلاً، وعدد النازحين حتى يناير 2014 اقترب من 1.9 مليون شخص، وفي سورية ارتفع عدد النازحين من أربعة ملايين نازح داخل الأراضي السورية، ليصل في نهاية الربع الأول من عام 2014 إلى ما لا يقل عن 6.495 ملايين نازح. أما في ليبيا فبلغ عدد النازحين 100 ألف ليبي، وخرج نحو 150 ألفاً من العمالة الأجنبية، فضلاً عن هجرة ما لا يقل عن مليوني ليبي، منذ سقوط نظام (الرئيس السابق معمر) القذافي خارج البلاد، علاوة على ذلك شهدت ليبيا ارتفاعاً غير مسبوق في معدل الاغتيال عام 2014، فخلال شهر فبراير فقط، تم اغتيال 50 قيادة عسكرية وشرطية من قوات الجيش والأمن الليبي.

وفي هذا السياق، طالب القاسم المجتمع الدولي بضرورة التحرك على المستويات الأممية، من أجل العمل على استصدار إعلان دولي وقرارات ملزمة، لتأهيل ورعاية ضحايا الإرهاب، الذي يستهدف منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مؤكداً في الوقت نفسه أن الإرهاب لا دين له، وقد يصل إلى مستويات غير مسبوقة، من حيث ازدياد أعداد الضحايا، وتنوع مواقع الاستهداف دون تمييز بين دين أو عرق أو لون.

وشدد على أن التحدي اليوم يكمن في مواجهة الإرهاب والتعامل مع ضحاياه، بما يعكس مسؤوليات المجتمع الدولي، والأهداف التي أنشئت من أجلها الآليات ذات الصلة التابعة للأمم المتحدة، وكذلك القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان.

تويتر