فلسطينيون خلال المواجهات مع قوات الاحتلال في مخيم الشعفاط ضمن الاحتجاجات على ممارساته بـ «الأقصى». أ.ف.ب

الاحتلال يحوّل القدس إلى ثـكنـة عسكرية ويحاصر «الأقصى».. ويهدّم منازل فلسطينيين

حوّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، وسط ومركز مدينة القدس، وبلدتها القديمة، إلى ثكنة عسكرية، تغيب عنها كل مظاهر الحياة الطبيعية، وتطغى عليها المشاهد العسكرية والشرطية. وفيما دارت اشتباكات في المدينة بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال، عقب انتهاء صلاة الجمعة، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهدم منازل منفذي الهجمات في القدس الشرقية. من جهة أخرى، ألغى رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمدالله، زيارة مقررة اليوم إلى قطاع غزة، بعد 10 انفجارات استهدفت منازل لقادة من حركة فتح في القطاع، اعتبرتها الحكومة الفلسطينية جريمة تستهدف جهود المصالحة.

وتفصيلاً.. قالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن الاحتلال فرض حصاراً عسكرياً مشدداً على المسجد الأقصى، ونصب متاريس حديدية وحواجز عسكرية وشرطية، للتدقيق في بطاقات المصلين، لمنع من تقل أعمارهم عن 35 عاماً من التوجه إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة.

وأضافت أن إجراءات الاحتلال شملت نشر آلاف عدة، من عناصر وحداته الخاصة وحرس حدوده، في الشوارع ومحاور الطرقات المؤدية إلى البلدة القديمة والمسجد الأقصى، ونصب الحواجز العسكرية والمتاريس الحديدة قرب بوابات البلدة القديمة، وإغلاق محيط البلدة القديمة، وإطلاق بالونات مراقبة في سماء المدينة، فضلاً عن بالونات مشابهة فوق بلدات: العيسوية وسلوان ومخيم شعفاط.

وقام آلاف المصلين، ممن سمحت لهم قوات الاحتلال بالدخول إلى المسجد الأقصى، ممن تزيد أعمارهم على 35 عاماً، بمسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة، جابت باحات وساحات الحرم القدسي، وسط هتافات نُصرة للأقصى وللقدس، وضد الاحتلال.

ودارت اشتباكات في مدينة القدس الشرقية، بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، عقب انتهاء صلاة الجمعة.

وفي السياق، حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الجديدة، فيديريكا موغيريني، في القدس من تصعيد جديد لأعمال العنف في الشرق الأوسط، في حال عدم استئناف الجهود لحل النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

في الأثناء، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بهدم منازل منفذي الهجمات في القدس الشرقية، حسب ما أعلن مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن هويته. وأوضح المصدر نفسه أن القرار الذي يتطلب موافقة وزارة العدل، اتخذ مساء الخميس، بعد مشاورات أجراها نتنياهو مع مسؤولين أمنيين. ولا يشمل هذا القرار مساكن منفذي الهجمات الثلاث، التي وقعت في الأسبوعين الأخيرين، أي الهجومان دهساً بسيارة اللذين أسفرا عن سقوط أربعة قتلى، ومحاولة اغتيال أحد قادة اليمين المتطرف. ودهمت قوات الاحتلال ، أمس، منزل عائلة الشهيد محمد جعابيص، في حي جبل المكبر، جنوب القدس، حيث قامت بأخذ قياسات للمنزل في مؤشر إلى نية الاحتلال هدمه. وفي السياق ذاته، أفاد عبد الشلودي قريب الشهيد عبدالرحمن الشلودي من سلوان، بأن قوات الاحتلال دهمت منزل عائلة الشهيد قبل ثلاثة أيام، وأخذت قياسات ورسمت خرائط.

وفي غزة، قام مجهولون بتفجير عبوات ناسفة أمام اكثر من 10 منازل لقادة في «فتح» في القطاع أمس، ما ألحق بها أضراراً مادية من دون وقوع إصابات، كما ذكر مراسلو وكالة فرانس برس وشهود عيان.ووقع انفجار آخر في منصة أقامتها حركة فتح غرب مدينة غزة لمراسم إحياء الذكرى العاشرة لوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، المقررة الأسبوع المقبل.

واستهدفت سلسلة الانفجارات منازل وسيارات قادة ومسؤولي الحركة في مدن عدة في القطاع، من بينها منزل عضو اللجنة المركزية للحركة في مدينة غزة عبدالله الإفرنجي، وعضو المجلس التشريعي فيصل أبوشهلا، إضافة إلى منزل وسيارة المتحدث باسم الحركة في غزة فايز أبوعيطة.

وبعد الانفجارات، أعلنت الحكومة الفلسطينية، في بيان، عن تأجيل ذهاب رئيس الوزراء رامي الحمدالله، وعدد من وزراء حكومة التوافق الوطني، التي كانت مقررة اليوم إلى غزة «حتى إشعار آخر».

وذكرت الحكومة أن «السبب في ذلك يعود إلى التطورات الأمنية الأخيرة في القطاع، بعد قيام مجموعات إجرامية بتفجير منازل وممتلكات عدد من قياديي حركة فتح في قطاع غزة بعبوات ناسفة».

واعتبرت الحكومة «أن هذا العمل الإجرامي يتعارض بشكل مطلق مع جهود القيادة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني في إعادة إعمار غزة». وقالت الحكومة إن التفجيرات جريمة تستهدف المصالحة الفلسطينية.

وحمّلت حركة فتح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المسؤولية. وقد دانت حركة حماس، في بيان لها، ما وصفته بالحادث الإجرامي باستهداف منازل قيادات فتح.

الأكثر مشاركة