قذيفة صاروخية أطلقها تنظيم «داعش» على وحدات حماية الشعب الكردي في عين العرب. أ.ف.ب

غارات للتحالف على «داعش».. والتنظيم يقصف مخيماً للاجئين قـــرب عيــن العرب

قصفت طائرات التحالف الدولي، الليلة قبل الماضية، مواقع لتنظيم «داعش» في شمال سورية وشرقها، بينها حقل نفطي، بينما قصف التنظيم مخيماً للنازحين في مدينة عين العرب (كوباني) قرب الحدود التركية، ما أوقع قتلى وجرحى، في وقت أعلنت واشنطن أنها ستضاعف تقريباً عدد جنودها في العراق بإرسال 1500 مستشارعسكري إضافي لتدريب القوات العراقية، بما فيها قوات البشمركة الكردية، في حربها ضد «داعش».

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، في بريد إلكتروني، إن أربعة انفجارات دوّت في ريف دير الزور الشرقي، ناجمة عن ضربات نفذها التحالف العربي الدولي الليلة قبل الماضية، على منطقة حقل التنك النفطي وحاجز لتنظيم «داعش» بين بلدة غرانيج وقرية البحرة في الريف الشرقي لدير الزور، «ما أدى إلى مقتل شخصين لم يعرف ما إذا كانا مدنيين أم من عناصر التنظيم».

ويسيطر التنظيم على عدد كبير من آبار النفط في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق، وتشكل هذه الآبار مورداً مالياً أساسياً له.

إلى ذلك، نفذت طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة «ضربة على تمركزات لـ«داعش» في المنطقة الواقعة بين مسجد الحاج رشاد وسوق الهال في مدينة عين العرب (كوباني)، بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية والتنظيم وسط المدينة.

في المقابل، أفاد المرصد ان التنظيم قصف صباح أمس، «منطقة يقع فيها مخيم للنازحين بالقرب من تل شعير غرب مدينة عين العرب، ما أدى إلى استشهاد مواطنين اثنين وإصابة أربعة آخرين بجروح، بينهم طفل».

وكان التنظيم سيطر في مطلع أكتوبر على تل شعير، قبل أن يستعيده المقاتلون الأكراد، بعد تكثف غارات التحالف على المدينة.

على صعيد آخر، استمر التوتر على جبهة ريف دمشق الغربي بين مقاتلي المعارضة وبينهم «جبهة النصرة» ومقاتلين موالين للنظام السوري أغلبيتهم من الدروز، وارتفعت حصيلة قتلى المعارك التي وقعت بين الطرفين خلال الساعات الماضية إلى 45.

وقال المرصد، إن المعارك التي وقعت ليل الخميس الجمعة في منطقة جبل الشيخ الحدودية بين لبنان وسورية أوقعت، بحسب آخر حصيلة، 31 قتيلاً على الأقل في صفوف عناصر قوات الدفاع الوطني وقوات النظام، و14 قتيلاً في صفوف مقاتلين معارضين وبينهم عناصر من «جبهة النصرة».

وأفاد مصدر أمني لبناني في منطقة شبعا المتاخمة لمنطقة المعارك «فرانس برس»، بأن مقاتلي المعارضة حاولوا نقل 11 جريحاً فجر أول من أمس، إلى الجانب اللبناني عبر طريق وعر غير شرعي، إلا أن الجيش اللبناني منعهم من الدخول، تنفيذاً لقرار السلطات اللبنانية الصادر اخيراً والقاضي بإغلاق حدودها امام اللاجئين السوريين، باستثناء الحالات الإنسانية القصوى.

إلا ان المصدر الأمني اوضح في وقت لاحق ان الجيش سمح لفريق طبي بالوصول إلى المنطقة الحدودية وتقديم علاج على الأرض للجرحى الذين عادوا أدراجهم إلى داخل الأراضي السورية.

وأثارت هذه التطورات ردود فعل داخل الطائفة الدرزية في لبنان، علماً بأن هناك صلات سياسية وثيقة بين الدروز في البلدين. ودعا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، الذي يجاهر بمناهضته للنظام السوري، دروز سورية إلى «التزام الحياد»، و«التصالح مع المحيط»، في اشارة إلى الأكثرية السنّية.

في المقابل، اعتبر النائب الدرزي طلال ارسلان، القريب من النظام السوري، ان «الدروز في سورية يدفعون ثمناً لممانعتهم ووقوفهم إلى جانب سورية ومؤسساتها».

وفي واشنطن، قال البيت الأبيض في بيان، إن الرئيس باراك أوباما، وبطلب من وزير الدفاع تشاك هاغل، وتلبية لطلب من بغداد «أمر بنشر ما يصل إلى 1500 عسكري اضافي للقيام بدور غير قتالي، يتضمن التدريب وتقديم النصح ومساعدة القوات العراقية وبينها القوات الكردية».

وللمرة الاولى سيتم نشر عسكريين أميركيين خارج بغداد وأربيل حيث هم موجودون حالياً.

وينتشر حالياً في العراق نحو 1400 جندي اميركي، بينهم 600 مستشار عسكري في بغداد وأربيل، و800 جندي يتولون امن السفارة الأميركية ومطار بغداد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست، إن هذه القوات التي ستبدأ بالوصول في الأسابيع المقبلة «لن تشارك في المعارك». من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) جون كيربي، خلال مؤتمر صحافي أن هؤلاء الجنود سيكون بإمكانهم مع ذلك «الدفاع عن أنفسهم».

وذكر البيت الأبيض في بيان، أن إرسال هؤلاء المستشارين يندرج في اطار استراتيجية الولايات المتحدة لمكافحة «داعش»، والتي تهدف إلى «دعم الشركاء في عين المكان» .

وبحسب كيربي، فإن دولاً «عدة» اخرى منضوية في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ستشارك في مهمات تقديم المشورة العسكرية وتدريب القوات العراقية.

وقال مسؤول في الدفاع لـ«فرانس برس»، طالباً عدم ذكر اسمه، ان بعض المستشارين سيتمركزون في محافظة الأنبار (غرب)، حيث ارغم الجيش العراقي على الانسحاب بمواجهة تقدم «داعش»، الذي أعدم في الآونة الاخيرة اكثر من 200 من أفراد عشيرة واحدة في هذه المحافظة.

وكانت البنتاغون اعتبرت في نهاية أكتوبر انه من «الضروري» إرسال مستشارين إلى هذه المحافظة، بشرط ان تسلح بغداد العشائر السنّية فيها. وأول من أمس، اكتفى كيربي بالقول تعليقاً على هذا الشرط ان الحكومة العراقية لاتزال «راغبة في تسليح» هذه العشائر.

وللتمكن من ارسال مدربين ومستشارين عسكريين إلى العراق طلب أوباما من الكونغرس ميزانية تكميلية بقيمة 5.6 مليارات دولار، ستستخدم ايضاً في تمويل حملة الغارات الأميركية الجوية في العراق وسورية.

الأكثر مشاركة