اقتحامات جديدة لـ «الأقصى».. وإغلاق الحرم الإبراهيمي في الخليل.. و«السلطة» تتهم الاحتلال بشنّ حــــــرب لتهويد القدس

إسرائيل تتأهب بمناطق الـ 48 خشية انتفاضة فلسطينية

قوات الاحتلال تعتقل فلسطينياً في مواجهات قرية كفر كنا. أ.ف.ب

رفعت الشرطة الإسرائيلية مستوى التأهب في أنحاء إسرائيل إلى الدرجة (ج)، وهي ثاني أعلى درجة استعداد شرطية، بعد احتجاجات أعقبت استشهاد الشاب خيرالدين حمدان من قرية كفر كنا في فلسطين المحتلة عام 1948.

وفيما جددت الجماعات اليهودية المتطرفة، أمس، اقتحامها للمسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال الذي أغلق الحرم الإبراهيمي في الخليل، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، إسرائيل بشن «حرب شاملة» لتهويد مدينة القدس وتفريغها من سكانها الفلسطينيين.

وتفصيلاً، قرر المفتش العام لشرطة الاحتلال، الجنرال يوحنان دانينو، رفع مستوى التأهب في مختلف أنحاء اسرائيل إلى الدرجة (ج)، خصوصاً في المدن والقرى العربية والمدن المختلطة، بحسب ما أوردته الإذاعة الإسرائيلية.

ويأتي هذا الإجراء على خلفية الأحداث التي أعقبت استشهاد الشاب خيرالدين حمدان من قرية كفر كنا في فلسطين المحتلة عام 1948، والذي قتلته الشرطة الإسرائيلية، بعد أن تصدى لهم عندما جاؤوا للقبض على أحد أقاربه. وقالت الشرطة في تغريدة على حسابها الرسمي في موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي إنها قررت رفع حالة الاستنفار والتأهب إلى الدرجة الثالثة، أي درجة واحدة دون الدرجة القصوى.

وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، في بيان إن الدرجة الثالثة «تعني انتشاراً معززاً من أواسط لأطراف وضواحي البلدات الرئيسة، مع التركيز على أماكن الاحتكاكات وخطوط التماس الحدودية».

وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بأراضي 48 أعلنت عن تنظيم إضراب شامل أمس. وجاء إعلان الإضراب وسط موجة غضب كبيرة بكفر كنا، حيث أضرم عشرات الشبان العرب النيران في إطارات السيارات بعد إعلان استشهاد الشاب خيرالدين حمدان. وشيع الآلاف جنازة حمدان، وأعلن مجلس البلدة الحداد ثلاثة أيام. واستشهد حمدان (22 عاماً) بعد استهدافه بالرصاص الحي عندما كان يحاول إيقاف دورية للشرطة كانت تعتقل أحد أقاربه.

وأظهرت صور التقطتها كاميرا مراقبة أن الشرطة الإسرائيلية أطلقت النار على حمدان، بعد ابتعاده عن سيارة الشرطة وفي اللحظة التي لم يكن يشكل فيها تهديداً على حياة من فيها. واتهمت الشرطة الإسرائيلية الشهيد بمحاولة مهاجمة أفراد الشرطة بسكين بعد أن جاؤوا لاعتقال شاب آخر.

وهدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في بيان أصدره بشأن أحداث كفر كنا، بسحب الجنسية الإسرائيلية من كل عربي يدعو إلى تدمير دولة إسرائيل، كما هدد بالضرب بيد من حديد على «كل من يعبر عن احتجاجه على مثل هذه الجرائم».

في الأثناء، جددت الجماعات اليهودية المتطرفة أمس اقتحامها للمسجد الأقصى من باب المغاربة بحراسات معززة ومشددة من عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال الإسرائيلي.

ومنعت قوات الاحتلال النساء من كل الأجيال من الدخول إلى الأقصى المبارك من جميع البوابات، في الوقت الذي تحتجز فيه بطاقات المصلين على البوابات إلى حين خروج أصحابها من المسجد. من ناحية أخرى أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قرارها إغلاق الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة بالكامل في وجه المصلين اعتباراً من بعد عصر الجمعة المقبل ولغاية اليوم الذي يليه، بحجة أحد الأعياد اليهودية. واستنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية قرار الإغلاق، معتبرة تلك خطوة تصعيدية تقوم بها سلطات الاحتلال لإحكام سيطرتها على المسجد الإبراهيمي ومنع وصول المصلين إليه. وأوضحت أن اعتداء الاحتلال لا يقتصر على الإغلاق فحسب، بل إلى منع رفع الأذان لأوقات كثيرة، ومنع الترميم وأي إصلاحات أخرى، بالإضافة إلى زحفها المتواصل والسيطرة على الأرض والعقارات القريبة من المسجد.

وفي رام الله اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، إسرائيل بشن «حرب شاملة» لتهويد مدينة القدس وتفريغها من سكانها الفلسطينيين.

ودانت الوزارة، في بيان صحافي لها، قرار السلطات الإسرائيلية بمصادرة نحو 13 ألف دونم من الأراضي التابعة لقرية بيت إكسا الواقعة شمال غرب مدينة القدس. وقالت الوزارة إنه «غالباً ما تبرر السلطات الإسرائيلية قرارات مصادرة الأراضي بأنها لخدمة أغراض عسكرية وحاجات أمنية، ثم تقوم بتسليم الأراضي للمستوطنين وجمعيات الاستيطان». وحمّلت الوزارة الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن تداعيات ومخاطر هذه القرارات الاستيطانية، مطالبة مجلس الأمن الدولي بـ«وقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا المنطقة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بردع إسرائيل وإلزامها بالقانون الدولي».

تويتر