40 ألفاً يؤدون «الجمعة» في «الأقصى» بعد رفع إسرائيل القيود عن المسجد
رفعت السلطات الإسرائيلية، أمس، جميع القيود التي فرضتها على دخول المصلين للمسجد الأقصى على مدار شهور عدة، في ما يبدو مبادرة تهدئة غداة تعهد الطرفين بتخفيف التوتر. في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 13 طفلاً وشاباً فلسطينياً، بعد أن دهمت مناطق مختلفة في مدينة القدس، في حين اندلعت مواجهات وصفت بالعنيفة بين شبان فلسطينيين، والجيش الإسرائيلي، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
وتفصيلاً، أعلنت إسرائيل رفع كل القيود المرتبطة بأعمار الفلسطينيين لصلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، في القدس الشرقية، حيث دخل المصلون من جميع بلدات القدس الشرقية، ومدن الداخل 48 بأعداد كبيرة، رجالاً ونساء من كل الأعمار دون عوائق، من مختلف الأبواب لصلاة الجمعة، وأدى آلاف الصلاة في الباحة، بسبب الاكتظاظ الشديد في الداخل.
وبدأت جموع المصلين بالتوافد على المسجد الأقصى المبارك، منذ ساعات الفجر لأداء صلاة الجمعة ولأول مرة منذ شهور، صلى ما يزيد على 40 ألف شخص داخل الحرم القدسي الشريف. وأكدت جموع من المقدسيين ووجهاء القدس أن رفع سلطات إسرائيل القيود التي كانت مفروضة على دخول المسجد الأقصى، هي نتاج جهود المملكة الأردنية الهاشمية، ووقفتها المشرفة مع المقدسيين، ومساعي الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية، للحفاظ على المقدسات الإسلامية بالمدينة المقدسة.
وقال مدير أوقاف القدس، عزام الخطيب، لوكالة فرانس برس، إنه «صلى اليوم قرابة 40 ألف شخص كانوا مسرورين، لأن الدخول إلى المسجد تم دون عوائق ودون تحديد الأعمار». وأشاد الخطيب بالعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، الذي «أصر على أن يكون المسجد الأقصى للمسلمين جميعاً».
ويبدو أن السماح بدخول المصلين من كل الأعمار هو المبادرة الأولى، ضمن إجراءات ملموسة، حصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري على ضمانات بشأنها، خلال لقاء الخميس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وقام كيري بهذه الزيارة، من أجل التخفيف من التوتر الذي تحول إلى مواجهات عنيفة في القدس الشرقية، منذ أسابيع عدة. وأعلن كيري أنه حصل على «التزامات مؤكدة»، خلال محادثاته مع الأطراف الثلاثة.
وأضاف كيري أن نتنياهو «أعاد التأكيد رسمياً على التزامه بالحفاظ على الوضع القائم» في الحرم القدسي، الذي يسمح لليهود بزيارته في أوقات محددة، وتحت رقابة صارمة، لكن دون أن يحق لهم الصلاة فيه.
من جهة أخرى، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، 13 طفلاً وشاباً فلسطينياً، بعد ان دهمت مناطق مختلفة في مدينة القدس. وقال رئيس لجنة أهالي الأسري والمعتقلين المقدسيين، أمجد أبوعصب، في بيان صحافي، إن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة أطفال من بلدة بيت حنينا، وحولتهم للتحقيق في سجن المسكوبية، موضحاً أن هؤلاء الأطفال لا تزيد أعمارهم على 15 عاماً.
وأضاف أن قوات الاحتلال الخاصة وأجهزة مخابراتها قد اقتحمت قرية العيسوية، فجر أمس، واعتقلت خمسة مواطنين، هم: يحيى مصطفى، والأسير المحرر مجد محمد درويش، وموسى درباس، وتامر عبيد، ونديم عبيد. ولفت أيضاً إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت أربعة آخرين، هم: شريف رجبي، وإيهاب سرحان، ومحمد رازم من بلدة سلوان، بالإضافة إلى عصام سدر من حي الثوري في مدينة القدس المحتلة.
واندلعت، بعد ظهر أمس، مواجهات وصفت بالعنيفة بين شبان فلسطينيين والجيش الإسرائيلي، في مناطق مختلفة من الضفة الغربية. وحاول الشبان الفلسطينيون اختراق الحاجز الأمني الإسرائيلي، للتوجه إلى القدس وأداء صلاة الجمعة في الأقصى، وتسلق بعض الشبان الجدار الفاصل محاولين اختراقه من نقاط عدة، إلا أن الجيش الإسرائيلي سارع بإطلاق قنابل الغاز بشكل مكثف تجاه الشبان، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أصيب فيها عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق. كما اندلعت مواجهات عند حاجز قرية حزمة المؤدي إلى القدس، بعد أن حاول شبان فلسطينيون اجتياز الحاجز والتوجه إلى الأقصى.