محمد بن راشد يدعو إلى تضـــــافـــر الجهود الدولية والإقليميـة لمحاربة الإرهاب
دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أمس، إلى تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب، مؤكداً سموه لدى استقباله رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وقوف دولة الإمارات إلى جانب الشعب العراقي لإعادة بناء دولته المستقرة الآمنة، بعد تمكنه من دحر الإرهاب والجماعات المسلحة. في حين شدد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، خلال لقاء العبادي، على دعم دولة الإمارات جميع الجهود المخلصة التي تحقق الأمن والاستقرار للعراق ووحدة أراضيه.
واستقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في دبي مساء أمس، بحضور سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، حيدر العبادي والوفد الوزاري المرافق.
واستعرض سموه والضيف العراقي عدداً من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين الشقيقين، خصوصاً المتصل منها بتعزيز العلاقات الثنائية وتوسيع آفاقها على مختلف الصعد، لاسيما في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والإنسانية، والتعاون المثمر الذي يعود بالخير على شعبيهما الشقيقين.
ورحّب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالعبادي والوفد المرافق، مؤكداً سموه وقوف دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً إلى جانب الشعب العراقي لإعادة بناء دولته المستقرة الآمنة، بعد تمكنه من دحر الإرهاب والجماعات المسلحة التي تلحق الأذى والدمار بالبنية التحتية العراقية، والاقتصاد، والتعايش الطبيعي والأخوي بين مختلف فئات وطوائف المجتمع العراقي.
وأشار سموه إلى أهمية تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب، أينما نما وترعرع، وتفرغ حكومات وشعوب المنطقة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وخلق فرص مواتية للشباب للتعلم والعمل، والإسهام بشكل فعلي في بناء مجتمعات حديثة، منوهاً سموه بنموذج مجتمع دولة الإمارات الذي يقوم على التعايش والتناغم بين مختلف الأعراق والثقافات التي تعيش في كنف مجتمعنا العربي المسلم، على أساس التسامح والتعاضد، وخلق بيئة حاضنة للإبداع والابتكار لجميع شرائح مجتمعنا، بغض النظر عن انتمائه الجغرافي أو الديني وما إلى ذلك .
كما تطرق الحديث بين سموه والعبادي إلى الوضع الداخلي العراقي، حيث استمع سموه من محدثه العراقي إلى آخر تطورات الوضع في الداخل العراقي، وما يواجهه العراق من تحديات من قبل الجماعات المسلحة، والعمل على توحيد الصف العراقي الداخلي لمواجهة هذه الظاهرة التي تعيث في العراق خراباً.
إلى ذلك، أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على ضرورة إشراك جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق في بناء دولته العصرية القائمة على التسامح ونبذ الطائفية والعيش بسلام، في ظل حكومة قوية جامعة وقادرة على تحقيق طموحات شعبها، معرباً سموه عن ثقته بقدرة الحكومة الجديدة والشعب العراقي على تجاوز التحديات والتغلب عليها وصولا إلى تحقيق آمال وتطلعات الشعب العراقي.
من ناحية أخرى، أجرى الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أمس، في أبوظبي محادثات مع العبادي حول تعزيز العلاقات الأخوية والقضايا المشتركة التي تهم البلدين، والمستجدات الراهنة في المنطقة.
ورحب سموه في بداية اللقاء بالعبادي والوفد المرافق، وأعرب سموه عن سعادته بهذه الزيارة، متمنياً أن تسهم في تعزيز العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات والعراق.
وجرى خلال اللقاء بحث سبل دعم وتطوير علاقات التعاون بين الإمارات والعراق في مختلف المجالات التنموية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية، خدمة للمصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا التي تهم المنطقة وشعوبها، ومنها التصدي للتطرف والإرهاب، ودعم الاستقرار والأمن الإقليمي، وأهمية تفعيل الحوار والتنسيق والتعاون في الملفات الاقتصادية والتجارية والصناعية التي تعزز التنمية في البلاد العربية.
واطلع سمو ولي عهد أبوظبي من رئيس الوزراء العراقي على مساعي الحكومة العراقية، لإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق، وجهودها في محاربة الجماعات المسلحة، ومساعدة النازحين من مناطقهم.
وأكد سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تدعم جميع الجهود المخلصة التي تحقق الأمن والاستقرار للعراق، وتراعي مصالحه، وتصون وحدة أراضيه، وتلبي تطلعات شعبه في إعادة الإعمار وبناء الدولة الوطنية.
وقال سموه «نتمنى كل خير للعراق ولكل العراقيين، وأن يحفظ الله عز وجل أمنهم واستقرارهم، وأن يسود الوئام والتضامن والتفاهم كل أرجاء العراق من أجل مستقبل زاهر لأبنائه».
وأكد سمو ولي عهد أبوظبي أن إشراك جميع مكونات الطيف العراقي في بناء مستقبل العراق هو أحد الضمانات الحقيقية لنجاح العملية السياسية، مشيداً سموه بالجهود التي تبذل حالياً لتحقيق تطلعات الشعب العراقي وطموحاته الوطنية، التي من شأنها أن تلقى دعماً ومساندة وتعاوناً من الدول العربية الشقيقة. وأعرب سموه عن أمله أن ترسم السياسة العراقية الجديدة أملاً جديداً ومنطلقاً قوياً نحو التغيير إلى الأفضل والأحسن في جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما أكد سموه أن الأوضاع التي وصلت إليها المنطقة تقتضي وجود رؤية استراتيجية شاملة للتعامل مع الإرهاب بجميع أشكاله ومكوناته وأنواعه وأينما وجد، وعبر سموه عن تطلع دولة الإمارات إلى تبني نموذج يعتمد التنمية والاستقرار للمنطقة ويبعدها عن شبح التطرف والطائفية والعنف، ويخلق فرصاً لأبنائها تحقق طموحاتهم، وتضع المنطقة على مسار يضمن لها المستقبل والقدرة على المنافسة في عالم يتبنى التعليم والعلم والتكنولوجيا.
وأضاف سموه أن المنطقة بحاجة ماسة للالتفات إلى التنمية والبناء وتطوير مؤسسات الدولة الوطنية، وتفويت الفرصة على دعاة الفتن والمذهبية والطائفية البغيضة، والانطلاق إلى الأمام بخطوات واثقة وثابتة وواضحة للوصول إلى بر الأمان والتنمية والبناء.
من جانبه، أعرب العبادي عن سعادته بزيارة الإمارات، من أجل تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتنسيق بين الجانبين، خصوصاً في ما يتعلق بمواجهة التحديات الإرهابية، مشيداً بالجهود التي تقوم بها دولة الإمارات في دعم الأعمال الإنسانية، خصوصاً للنازحين في دول المنطقة.
وثمن العبادي مبادرة الإمارات بنقل عدد من المرضى والجرحى العراقيين المدنيين لتلقي العلاج في مستشفياتها، في لفتة تؤكد عمق الروابط بين البلدين والشعبين الشقيقين، وتأتي امتداداً للجهود الإنسانية التي تبذلها دولة الإمارات للحد من معاناة العراقيين وتحسين ظروفهم الإنسانية، معرباً عن شكره لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي وجه بتنفيذ هذه المبادرة.
وأقام سمو الشيخ محمد بن زايد مأدبة غداء تكريماً لرئيس الوزراء العراقي والوفد المرافق له.