سلطان الجابر يفتتح دار مارمــينا لرعاية الأيتام في الإسماعيلية

افتتح وزير دولة رئيس المكتب التنسيقي للمشروعات التنموية الإماراتية في مصر، الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر، أمس، دار مار مينا لرعاية الأيتام بالإسماعيلية بجمهورية مصر العربية، وذلك بحضور نيافة الأنبا سارافيم أسقف مطرانية الأقباط بالإسماعيلية وتوابعها.

وقام المكتب التنسيقي الإماراتي بإعادة بناء ورفع كفاءة دار مارمينا لرعاية الأيتام بالإسماعيلية، وتم تأثيثها وتجهيزها وتزويدها بكل المستلزمات، وبمواصفات تضمن توفير الإقامة، وتقديم كل صور الرعاية الاجتماعية والتعليمية للأيتام حتى التخرج في الجامعة.

وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر إن «توجيهات القيادة الرشيدة في دولة الإمارات تركز على تقديم الدعم للشعب المصري بكل أطيافه وفئاته، مع إعطاء أهمية خاصة للمبادرات الإنسانية والمواطن البسيط، ويسرنا افتتاح دار مار مينا للأيتام، بعد تطويرها وتحديثها، لتعود وتقدم خدماتها الاجتماعية وتوفر الظروف الملائمة التي تساعد أبناءها على بناء مستقبلهم ومواجهة تحديات الحياة».

وأضاف أنه «خلال اللقاءات مع قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كل من جمهورية مصر العربية ودولة الإمارات، تم الاتفاق على عدد من المشروعات التي تساند الدور المهم الذي تقوم به الكنيسة الأرثوذوكسية القبطية في خدمة المجتمع، وتمثل دور رعاية الأيتام نموذجاً لتضافر الجهود من أجل تقديم العون والدعم لمن فقدوا أهلهم، وتمكينهم من بناء حياة سعيدة ليكونوا أفراداً منتجين في وطنهم، وكلنا ثقة بأن هذه الدار الجديدة ستوفر نقلة ملموسة في تقديم الرعاية المتكاملة لأبنائها، والأخذ بيدهم ومساعدتهم على شق طريقهم في الحياة».

من جانبه، وجه نيافة الأنبا سارافيم، أسقف مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالإسماعيلية، الشكر لحكومة دولة الإمارات، مشيداً بالدور الكبير الذي تقوم به لمؤازرة مصر ومساندتها على كل الأصعدة، خصوصاً ما تنفذه من مشروعات لها طابع إنساني ورسالة راقية.

وقال: «إننا اليوم أمام مشروع ذي بعد إنساني كبير، وهو افتتاح دار مار مينا التي تقدم خدماتها للأيتام، الذين تعد رعايتهم رسالة مهمة ولها مردود عليهم بشكل مباشر وعلى المجتمع، لأنها تمد إليهم يد العون حتى يكونوا عماداً لبناء المستقبل». وأضاف أن «إدارة الدار تتم عن طريق مطرانية الأقباط الأرثوذكس بالإسماعيلية، وهي مقامة على مساحة 600 متر مربع، بمواصفات تضمن توفير الإقامة والرعاية وتقديم كل الخدمات بسهولة ويسر».

وتتكون الدار من طابق أرضي وثلاثة أدوار متكررة، وبها 35 غرفة وأربع قاعات، إضافة إلى قاعة للطعام تتسع لـ120 فرداً، وتستوعب الدار نحو 104 طلاب، تقدم إليهم الرعاية الاجتماعية والتعليمية حتى التخرج في الجامعة.

ويضم طابق «البدروم» صالات مكيفة الهواء للألعاب الترفيهية، ويشتمل الدور الأرضي على مطبخ ومطعم وصالتي استقبال وأربع غرف للعاملين، أما الأدوار الثلاثة المتكررة فتضم 10 غرف، وصالتي معيشة مكيفتين، وجناحين للمشرفين، ويعمل في الدار نحو سبعة عاملين، يتولون تقديم الرعاية إلى هؤلاء الأطفال.

وجاءت أعمال التطوير ضمن مجموعة من المشروعات التي خصصتها دولة الإمارات لدعم الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية في جمهورية مصر العربية، والتي تشمل إضافة إلى دار مار مينا إنشاء عيادات طبية ومدرسة ومركز تراثي، وبدأ العمل في المركز الطبي في أكتوبر 2014، ومن المتوقع انتهاء الأعمال في يونيو 2015، وتمت ترسية مشروع مركز التراث القبطي على المقاول، وجارٍ العمل بالمشروع المخطط الانتهاء منه في أغسطس 2015، وبدأ العمل في مدرسة أبوقرقاص بالمنيا، ويتوقع إنجازها في مايو 2015.

جدير بالذكر، أنه إلى جانب المشروعات التنموية في قطاعات الإسكان والتعليم والأمن الغذائي والرعاية الصحية والبنية التحتية والطاقة، تقوم دولة الإمارات بتقديم دعم إضافي إلى الشعب المصري، من خلال المؤسسات الثقافية والأكاديمية والاجتماعية الفاعلة، التي تخدم جميع شرائح المجتمع المصري، ومن بينها دعم مشروعات التعليم والرعاية الصحية والاجتماعية الخاصة بكل من الأزهر الشريف والكنيسة القبطية في مصر.

من جهتها، قالت مديرة الدار، ناسوني انجيل، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الدار بدأت عام 1990، أي منذ 25 عاماً، ولدينا أطفال من جميع المحافظات، مثل الإسماعلية والسويس والقاهرة، ولا يوجد عمر محدد أو شروط للطفل، فقط أن يكون هذا الطفل يتيماً ويستحق الرعاية». وأضافت ناسونى: «نحن نوفر للأطفال الرعاية المدرسية والنفسية، ونعمل لكل طفل دفتر توفير، والمبنى هنا يستوعب 90 طفلاً، لكن الموجودين بالفعل عددهم 35، ونشكر جهود دولة الإمارات الشقيقة على كل الإنجاز الذي تم من ترميم المبنى وتجهيزه بالكامل ليكون مناسباً لأطفال أيتام».

وقال سكرتير كتدرائية الإسماعيلية، القس داوود نجيب، إن «موقف الإمارات مع مصر مهم جداً، فنظرتهم ليست بها أي فروق بين دعم دار أيتام مسيحية أو مسلمة، فالدعم لديهم لمصر بجميع أطيافها، وهو موقف له أهمية معنوية قبل قيمته المالية، ونحن جميعاً نعمل من أجل عمل واحد وهو إسعاد الأيتام».

الأكثر مشاركة