العبادي يدعو إلى «ثورة عشــائرية» للتخلص من «داعش»
دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إلى «ثورة عشائرية» في مواجهة تنظيم «داعش»، الذي يسيطر على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، منذ هجوم شنّه في يونيو الماضي، وبينما أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، أمس، أن بلاده تعيد بناء جيشها، بعد كشف نقاط الضعف التي كان يعانيها، وأدت إلى انهيار قطعات واسعة منه في وجه هجوم التنظيم، قتل 23 عنصراً من القوات الأمنية العراقية، وأصيب 21 آخرون بجروح في هجوم منسق نفذه انتحاريان، وأعقبته اشتباكات في محافظة الأنبار التي يسيطر التنظيم على مساحات كبيرة منها.
والتقى العبادي المحافظ الجديد للأنبار صهيب الراوي، أول من أمس، وبحث معه الأوضاع في كبرى محافظات العراق، التي يسيطر التنظيم المتطرف على معظم أنحائها.
وقال المكتب الإعلامي للعبادي في بيان، إن رئيس الوزراء أكد خلال استقباله الراوي «الحاجة إلى ثورة عشائرية للتخلص من هذا العدو الغريب عن جسد المجتمع العراقي»، في إشارة إلى التنظيم.
وأضاف البيان أن العبادي جدد «تأكيده على أهمية أن تسهم العشائر وأبناء المحافظة في تحرير مناطقهم من التنظيمات الإرهابية التي تعيث خرابا بالمحافظة وتقتل وتهجر أبناءها».
وعلى الرغم من الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، وسع التنظيم في الفترة الأخيرة نطاق سيطرته في الأنبار ذات الأغلبية السنّية، التي تتشارك حدوداً طويلة مع سورية والأردن والسعودية.
وبات التنظيم حالياً يسيطر على أغلبية أنحاء الأنبار، لاسيما مدينة الفلوجة (60 كلم غرب بغداد)، وأحياء من الرمادي، مركز المحافظة.
وتحاول الحكومة العراقية استمالة العشائر السنّية وتدريب أبنائها لقتال التنظيم في مناطق وجوده، والحؤول دون سيطرته على مناطق إضافية. كما أكدت واشنطن مراراً على الدور المحوري لهذه العشائر في استراتيجيتها للقضاء على التنظيم الذي يسيطر كذلك على مناطق في سورية.
وعمد التنظيم خلال الأشهر الماضية إلى تنفيذ عمليات قتل جماعي بحق العشائر التي حملت السلاح ضده، لاسيما عشيرة البونمر في الأنبار.
من جهته، أعلن وزير الدفاع العراقي، أن بلاده تعيد بناء جيشها بعد كشف نقاط الضعف التي كان يعانيها، وأدت إلى انهيار قطعات واسعة منه في وجه هجوم تنظيم «داعش» قبل أشهر.
وقال العبيدي في كلمة بثتها قناة «العراقية» الحكومية، لمناسبة الذكرى الـ94 لتأسيس الجيش، «أقول بصراحة، إن ضعف الأداء وترهل القيادات وتولي العناصر غير الكفوءة سلم القيادة، وقلة الانضباط، وضعف التدريب، وسوء الأداء، وانفراط عقد الثقة الشعبية مع القوات الأمنية بشكل عام كانت اسباباً حقيقية للنكسة».
وأضاف أن الفساد كان «معولاً ثقيلاً نخر جسد المؤسسة العسكرية وبدد الكثير من ثرواتها، وأهدر فرصها في البناء السليم على شتى المستويات في التسليح والتجهيز، كما في التدريب والإدارة والدعم اللوجستي».
وأشار العبيدي إلى أنه «بعد قراءة الأسباب وتدارك عوامل الضعف واستنهاض عوامل القوة الكامنة وهكذا توكلنا، عامدين إلى بناء جيش بدءاً من قمة الجيش وقيادته، واستبدالها بعناصر وقيادات وطنية مهنية كفوءة لم يلطخها الفساد ولا تنقصها الشجاعة».
وأكد أن ما يجري «مرحلة اولى ستتلوها مراحل أخرى نزولاً إلى أدنى هرم الجيش».
وانهار العديد من قطعات الجيش العراقي في وجه الهجوم الكاسح الذي شنّه تنظيم الدولة الإسلامية في يونيو الماضي، وأدى إلى سيطرته على مناطق واسعة في البلاد، أبرزها الموصل كبرى مدن الشمال، وانسحب المئات من الضباط والجنود من مواقعهم، تاركين اسلحتهم الثقيلة صيداً سهلاً في يد عناصر التنظيم المتطرف.
وأجرى رئيس الوزراء، وهو القائد العام للقوات المسلحة، في الأشهر الماضية تعديلات في الجيش شملت عزل ضباط كبار وإحالة آخرين إلى التقاعد.
وتمكنت القوات العراقية في الأسابيع الماضية مدعومة بمسلحين من فصائل شيعية موالية وأبناء بعض العشائر السنّية، اضافة إلى ضربات جوية ينفذها تحالف دولي تقوده واشنطن، من اكتساب بعض الزخم وشنّ هجمات لاستعادة مناطق يسيطر عليها التنظيم.
من ناحية أخرى، قتل 23 عنصراً من القوات الأمنية العراقية وأصيب 21 آخرون بجروح، في هجوم منسق نفذه انتحاريان، وأعقبته اشتباكات قرب بلدة البغدادي الواقعة في محافظة الأنبار التي يسيطر «داعش» على مساحات كبيرة منها.
وقال الرائد إياد نوري، من شرطة الأنبار، إن «انتحاريين يرتديان احزمة ناسفة فجرا نفسيهما وسط تجمع من عناصر الصحوة داخل مسجد الجبة»، الواقعة إلى غرب بلدة البغدادي شمال غرب الأنبار.
وأضاف أن عناصر من التنظيم هاجموا بعد التفجير قوات الأمن العراقية، ودارت اشتباكات اسفرت عن «مقتل 23 من عناصر الأمن العراقي وإصابة 21 آخرين».
وأكد النقيب سيف العتابي من الجيش وطبيب في مستشفى البغدادي حصيلة الهجوم.
وأكدت مصادر أمنية انسحاب القوات العراقية حالياً من منطقة الجبة، التي تبعد 10 كيلومترات عن بلدة البغدادي، بعد الاشتباكات التي استمرت حتى منتصف نهار أمس. وتضم بلدة البغدادي قاعدة «عين الأسد»، وهي أكبر قاعدة عسكرية جوية في محافظة الأنبار.