«جبهة النصرة» تهدّد باتخاذ إجراء ضد الجنود المحتجزين لديها
عملية أمنية في أكبر سجون لبنان على خلفية تفجيري طرابلس
نفّذت قوى الأمن اللبنانية، أمس، عملية داخل سجن رومية، أكبر سجون البلاد، من أجل إخلاء مبنى يضم موقوفين إسلاميين، بعد الاشتباه في وجود صلات بين بعض هؤلاء ومنفذي التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا السبت الماضي، في طرابلس شمال لبنان. في حين هدّدت «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة، باتخاذ إجراءات ضد الجنود اللبنانيين المحتجزين لديها بعد العملية في السجن.
وقالت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان، إن قوى الأمن تنفذ «عملية أمنية» داخل سجن رومية الواقع شمال شرق بيروت، «استكمالاً لخطة أمنية عامة تُنفّذ على مختلف الأراضي اللبنانية»، و«بعد أن تبيّن أن هناك ارتباطاً لعدد من السجناء بالتفجير الإرهابي الذي وقع في منطقة جبل محسن»، في مدينة طرابلس. وفجّر شابان نفسيهما مساء السبت الماضي، في مقهى في منطقة جبل محسن ذات الأغلبية العلوية، وتبين انهما من منطقة المنكوبين ذات الأغلبية السنّية والواقعة على بعد نحو 500 متر من جبل محسن داخل طرابلس. وأوقع التفجيران تسعة قتلى و37 جريحاً. وأوضح بيان قوى الأمن أن الوحدات التي تنفذ العملية الأمنية أقدمت على نقل «عدد من السجناء من المبنى (ب) إلى المبنى (د)»، فقام «بعض السجناء بأعمال شغب، وعمدوا إلى افتعال الحرائق احتجاجاً على الإجراءات الأمنية».
لكن قوى الأمن تمكنت من السيطرة على الوضع، من دون وقوع إصابات.
ومعروف أن المبنى «ب» يضم المعتقلين الإسلاميين على خلفية عمليات تفجير أو مخططات تفجير في مناطق مختلفة من البلاد. كما ان بينهم موقوفين في مواجهات مسلحة بين مجموعات متطرفة عدة والجيش اللبناني، ويضم المبنى موقوفين لبنانيين وفلسطينيين وسوريين.
وتؤكد تقارير عدة لمنظمات غير حكومية ولشهود ولمسؤولين، ان القوى الأمنية ممنوعة عمليا من دخول المبنى المذكور حيث يفرض الإسلاميون قوانينهم. وتقول التقارير ان هؤلاء، نتيجة الفساد السائد في مؤسسات الدولة والنقص في عناصر الأمن واستخدام بعض رجال الدين والسياسة نفوذهم للضغط على القيمين على السجن، أدخلوا إلى زنزاناتهم هواتف نقالة وأجهزة كمبيوتر، وهم على اتصال متواصل مع الخارج، كما انهم يحظون بطعام مميز، وبكل ما يحتاجونه.
من جهته، أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي تابع من سجن رومية عملية الاقتحام لـ«رويترز» عبر الهاتف، أن الحملة جاءت بعد معلومات، عبر رصد اتصالات بعض السجناء بشأن التفجير المزدوج في منطقة جبل محسن، الذي تبنته «جبهة النصرة». وقال المشنوق، إن «هذه العملية هي جزء من الخطة الأمنية، لكن توقيتها جاء بعد ثبوت تورط سجناء في المبنى (ب)، الذي يضم ما يسمى بالسجناء الإسلاميين بعملية التفجير في جبل محسن».
وأضاف «تأكدنا من تورطهم في تفجيري جبل محسن، عبر رصد اتصالاتهم، ونحن مستمرون في الخطة الأمنية سلمياً حتى النهاية. وسيتم نقل مساجين من المبنى «ب» إلى سجن جديد داخل رومية. وقال «أستطيع أن أؤكد أن سجن رومية هو غرفة عمليات متصلة بـ(داعش) وتنظيمات أخرى وكتائب عبدالله عزام، وكل التنظيمات المعنية بالتكفيريين والانتحاريين، وهي موثقة ومعروفة». في السياق، هددت «جبهة النصرة»، أمس، في تغريدة على حسابها على موقع «تويتر» بـ«مفاجآت في مصير أسرى الحرب لدينا فانتظرونا»، مشيرة إلى العسكريين المخطوفين منذ معركة عرسال في منطقة القلمون السورية الحدودية مع لبنان.
وتحتجز الجبهة 16 من عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي، بينما يحتجز تنظيم «داعش» تسعة آخرين.
وقتل الخاطفون خلال الأشهر الماضية أربعة من هؤلاء العسكريين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news