السويد: إسرائيل تخطت الحدود في ردها على الاعتراف بالدولة.. و«هيومن رايتس ووتش» تدعم الانضمام إلى المحكمة

«الجنائية الدولية» تفتح تحقيقاً حول جرائم حرب في فلسطين

فلسطينيون خلال مواجهات مع قوات الاحتلال بالقرب من نابلس. إي.بي.إيه

أعلنت المحكمة الجنائية الدولية، أمس، فتح تحقيق أولي، حول جرائم محتملة على الأراضي الفلسطينية، في أول خطوة رسمية قد تؤدي إلى توجيه اتهامات للإسرائيليين. وفيما أكدت السويد، أمس، أن إسرائيل بالغت في رد فعلها على اعتراف استوكهولم بدولة فلسطين، وأن تصريحاتها في هذا الصدد «تخطت كل الحدود»، قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، إن قرار الفلسطينيين بالانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية يستوجب الدعم. في الأثناء، أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق، بعد قمع قوات الاحتلال مسيرة قرية النبي صالح الأسبوعية المناهضة للاحتلال والاستيطان.

وتفصيلاً، قالت المحكمة الجنائية الدولية، أمس، إن الادعاء سيفتح تحقيقاً أولياً في جرائم حرب محتملة على الأراضي الفلسطينية ارتكبت منذ صيف 2014، في أول خطوة رسمية قد تؤدي إلى توجيه اتهامات للإسرائيليين. وبناء على النتائج الأولية سيحدد الادعاء ما إذا كان الوضع يستحق إجراء تحقيق كامل في فظائع حرب، وهو ما قد يؤدي إلى توجيه اتهامات لأفراد متورطين في هذه الانتهاكات.

وكانت السلطة الفلسطينية أقرت، في الأول من يناير الجاري، أن من اختصاص المحكمة النظر في الدعاوى اعتباراً من 13 يونيو 2014 تاريخ حملة الاعتقالات الواسعة في الضفة الغربية المحتلة وما تلاها من حرب في غزة.

من جهة أخرى، قالت وزيرة خارجية السويد، مارجوت فالستروم، أمس، إن إسرائيل أزعجت حلفاء مقربين لها بالمبالغة في رد فعلها على اعتراف ستوكهولم بدولة فلسطين، وإن تصريحات إسرائيل في هذا الصدد «تخطت كل الحدود». وأضافت الوزيرة في مقابلة مع صحيفة داجنس نيهتر «الطريقة التي يتحدثون بها عنا وعن الآخرين غير مقبولة، لم تزعج الأميركيين فحسب، بل كل من له علاقة بهم الآن».

وقالت فالستروم في المقابلة إن السويد تدعم إسرائيل وفلسطين والسلام، لكنها وجهت انتقادات لاذعة للسياسات الإسرائيلية. وأضافت «إسرائيل عدوانية للغاية»، وتابعت «إنهم ماضون في سياسات الاستيطان، وماضون في الهدم، وماضون في سياسات الاحتلال التي تنطوي على إذلال للفلسطينيين، ما يجعل عملية (السلام) صعبة».

وكان من المقرر أن تزور فالستروم إسرائيل هذا الأسبوع، لكنها أجلت زيارتها. وقالت الحكومة السويدية إن سبب التأجيل هو ازدحام جدول أعمالها، لكن الإذاعة السويدية نقلت عن مسؤول في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن فالستروم لم تكن ستحصل على استقبال رسمي من إسرائيل.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية بول هيرشون لرويترز «قلنا إن من الصعب عقد هذه الاجتماعات.. أي اجتماعات دبلوماسية من أي نوع مع اقتراب الانتخابات».

من جهة ثانية، قال المدير التنفيذي لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، كينيث روث، إن قرار الفلسطينيين بالانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية يستوجب الدعم. وذكر روث، في تصريحات له، أنه لا يؤيد الدعوات الرافضة لانضمام الفلسطينيين إلى هذه المحكمة، معتبراً هذه الخطوة بأنها مشجعة.

ودعا إلى ضرورة التزام جميع الأطراف المعنية بالصراع بتطبيق مبادئ حقوق الإنسان. وذكر المدير التنفيذي لـ«هيومن رايتس ووتش» أن معايير تحقيق السلام معروفة من سنين، وأن المفقود هو الثقة بين الجانبين لاتخاذ القرارات المؤلمة اللازمة للوصول إلى اتفاق سلام.

على صعيد المواجهات، أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق، بعد قمع قوات الاحتلال مسيرة قرية النبي صالح الأسبوعية المناهضة للاحتلال والاستيطان. وجابه الاحتلال المسيرة بإطلاق الرصاص ووابل من القنابل الغازية، ما أدى إلى اختناق العشرات، وإصابة فلسطينية بجروح طفيفة في الساق، إثر إصابتها بالرصاص المعدني.

من جهة أخرى، فتح جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح أمس، معبر كرم أبوسالم التجاري بشكل استثنائي لإدخال كميات محدودة من غاز الطهي والسولار الصناعي لمحطة توليد كهرباء غزة.

تويتر