فالس: فرنسا تعاني فصلاً عنصرياً مناطقياً واجتماعياً وإثنياً
قال رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس، أمس، إن فرنسا تعاني «فصلاً عنصرياً مناطقياً واجتماعياً وإثنياً»، متحدثاً عن «العلل» التي تعانيها البلاد التي طالتها هجمات متطرفين فرنسيين، في حين أحالت السلطات الفرنسية، أمس، أربعة رجال إلى المحكمة، في إطار التحقيق في «اعتداءات باريس»، مع تركز التحقيق حول متواطئين مع منفذيها، في وقت يعرض وزير الداخلية برنار كازنوف، اليوم، سلسلة من «تدابير مكافحة الإرهاب» وعدت بها الحكومة.
وقال فالس في خطاب تمنياته إلى الصحافة «الأيام الاخيرة أبرزت الكثير من العلل التي تتآكل بلادنا، والتحديات التي علينا مواجهتها، تضاف إليها جميع التصدعات ومواقع التوتر الكامن منذ فترة طويلة، ويقل الحديث عنها، مثل الإقصاء في أطراف المدن، وأحياء الأقليات، وفصل عنصري مناطقي واجتماعي وإثني سرى في البلاد».
وأكد أن عبارة «أنا شارلي»، التي باتت رمزاً لدعم حرية التعبير بعد هجمات فرنسا، ولاسيما استهداف صحيفة «شارلي إيبدو» الساخرة، «ليست رسالة فرنسا الوحيدة الى العالم».
وأضاف بعد عدد من التظاهرات ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة في الأيام الأخيرة حول العالم، أنه «ينبغي عدم اختصار فرنسا في رسالة واحدة، ففرنسا تحمل حرية التعبير في كل مكان، لكنها تدافع ايضاً عن قيم اخرى غالية علينا، مثل السلام واحترام المعتقد وحوار الأديان».
وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قال، في حفل بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس وكالة «فرانس برس»، مساء أول من أمس، «إننا لا نهين أحداً عندما ندافع عن أفكارنا وعندما نؤكد حريتنا، بل على العكس، نحن نحترم كل الذين تتوجه افكارنا إليهم لكي نتقاسمها».
وأضاف أن «فرنسا لا تعطي دروساً لأي دولة، لكنها ترفض عدم التسامح»، مشيراً الى ان «العلم الفرنسي هو على الدوام علم الحرية».
إلى ذلك، تركز التحقيق في اعتداءات باريس، أمس، حول احتمال تواطؤ أربعة رجال اعتقلوا في فرنسا وأحيلوا، أمس، إلى المحكمة، تمهيداً لاحتمال توجيه التهمة رسمياً إليهم أمام قضاة تحقيق في قضايا الإرهاب.
والمشتبه فيهم الأربعة هم من الأشخاص الـ12 الذين تم توقيفهم ليل الخميس الجمعة في المنطقة الباريسية، للاشتباه في تقديمهم دعماً لوجستياً ولاسيما بالأسلحة والآليات لأحمدي كوليبالي، احد منفذي اعتداءات باريس التي أوقعت 17 قتيلاً.
وقتل كوليبالي، الشرطية كلاريسا جان فيليب، في مونروج بضاحية جنوب باريس في الثامن من يناير الجاري، وأربعة يهود في اليوم التالي، في هجوم على متجر يهودي قبل ان تقتله الشرطة.
ويتركز التحقيق منذ الاعتداءات على المساعدة المباشرة أو غير المباشرة التي حصل عليها كوليبالي والشقيقان شريف وسعيد كواشي، منفذا الاعتداء على «شارلي ايبدو»، الذي أسفر عن 12 قتيلاً بينهم سبعة صحافيين.
وتدور التساؤلات حول الأشخاص الذين وفروا للمهاجمين الأسلحة، والى أي مدى كانوا على علم بمخططاتهم.
وكان كوليبالي يحمل عند مهاجمة المتجر اليهودي مسدسين من طراز توكاريف، وبندقيتي كلاشينكوف ومتفجرات، كما عثر المحققون على ترسانة صغيرة من الأسلحة في موقع يشتبه في انه كان «مخبأه» في جنتيي قرب باريس.
ومن التساؤلات المطروحة ايضاً كيف وصل كوليبالي الى المتجر اليهودي؟ ومن نشر على الإنترنت فيديو له بعد مقتله يتبنى فيه الهجومين باسم تنظيم «داعش». وأفاد مصدر في الشرطة ان المحققين تعقبوا خلال الأيام الماضية العديد من الأشخاص الذين تم رصدهم انطلاقاً من عناصر من الحمض الريبي النووي (دي إن إي) وعمليات تنصت على الاتصالات الهاتفية في محيط الشقيقين كواشي خصوصاً محيط كوليبالي.