الإمارات تدين الجريمة البربرية البشعة.. وتؤكد ضرورة استئصال وباء الإرهاب
أعدم تنظيم «داعش»، الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، حرقاً وهو حي. في حين أكد الأردن أن الطيار «استشهد» منذ الشهر الماضي توعد بالانتقام من القتلة، وفيما دانت الإمارات الجريمة البربرية البشعة التي اقترفها التنظيم الإرهابي بحق الشهيد الكساسبة، وأكدت ضرورة استئصال وباء الإرهاب، اعتبر الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أن طريقة الإعدام تدل على وحشية التنظيم.
وأعلن تنظيم «داعش» في شريط فيديو، تناقلته مواقع تعنى بأخبار المتطرفين على الإنترنت، أمس، أنه «أحرق حياً» الطيار الأردني الذي يحتجزه منذ 24 ديسمبر الماضي.
وتضمن الشريط مشاهد مروعة للرجل الذي ألبس لباساً برتقالياً وقدّم على أنه الطيار، وهو محتجز في قفص كبير أسود، قبل أن يقدم رجل ملثم بلباس عسكري قدِّم على أنه «أمير أحد القواطع التي قصفها التحالف الصليبي»، على غمس مشعل في مادة سائلة، هي وقود على الأرجح، قبل أن يضرم النار فيها. وتنتقل النار بسرعة نحو القفص، حيث يشتعل الرجل في ثوانٍ، يتخبط أولاً، ثم يسقط أرضا على ركبتيه، قبل أن يهوى متفحماً وسط كتلة من اللهيب.
وفي لقطات لاحقة، يمكن رؤية جرافة ضخمة ترمي كمية من الحجارة والتراب على القفص، فتنطفئ النار ويتحطم، ولا يشاهد أي اثر لجثة الرجل.
وتم التقاط المشاهد وسط ركام انتشر بينه عدد من المسلحين الملثمين بلباس عسكري واحد. كما التقطت صور للطيار معاذ الكساسبة باللباس البرتقالي إياه وهو يجول بين الركام، قبل صور الحرق.
وقال صوت مسجل في الشريط، في بدايته، بعد بث صور للملك الأردني عبدالله الثاني، إن إعدام الطيار جاء رداً على مشاركة الأردن في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد التنظيم.
وجاء في الشريط أن «داعش» خصصت «مكافأة مالية قدرها 100 دينار ذهبي لمن يقتل طياراً صليبياً».
في السياق، أعلن الأردن، أمس، أن الطيار الأردني «استشهد» منذ الشهر الماضي، ليأتي هذا الإعلان بعد قليل من عرض شريط فيديو بثه تنظيم الدولة الإسلامية يعلن فيه قتله حرقاً.
وبث التلفزيون الرسمي الأردني خبراً عاجلاً أعلن فيه «استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة منذ الثالث من الشهر الماضي، إنا لله وإنا إليه راجعون».
ووضع التلفزيون شريطاً أسود في زاوية الشاشة مع صورة للطيار القتيل، فيما يبث أغاني وطنية وبرامج تتعلق بالجيش وتضحياته.
وقال مصدر عسكري أردني إن «عائلة الطيار أبلغت من قبل الجيش باستشهاده».
وفي ديوان عشيرة الكساسبة، غرب عمان، ساد الحزن والبكاء في المكان قبل أن يهم والد الطيار، الذي رفض التصريح للصحافيين، وعائلته، بمغادرة المكان بحسب مصور «فرانس برس».
وقال التلفزيون الأردني إن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني قطع زيارته لواشنطن بعد اعلان اعدام الطيار الاردني. فيما أكد الجيش الأردني في بيان، أن قتلة الطيار «سيواجهون الانتقام».
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، العقيد ممدوح العامري، في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي، إن «القوات المسلحة تؤكد أن دم الشهيد الطاهر لن يذهب هدراً، وأن قصاصها من طواغيت الأرض الذين اغتالوا الشهيد معاذ الكساسبة ومن يشد على أياديهم سيكون انتقاماً بحجم مصيبة الأردنيين جميعاً».
ودان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، الجريمة البربرية البشعة والمقززة التي اقترفها التنظيم الإرهابي «داعش» بحق الشهيد الطيار معاذ الكساسبة.
وقال سموه، إن هذه الجريمة النكراء والفعل الفاحش يمثل تصعيداً وحشياً من جماعة إرهابية انكشفت مآربها واتضحت أهدافها الشريرة. وأضاف سموه أنها لحظة فارقة تؤكد من جديد صواب موقف الإمارات والتحالف الدولي الواضح والحاسم في التصدي للتطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله ودون تردد وبأقصى قوة وحزم.
وأكد سموه أن هذه الجماعات الإرهابية ومثيلاتها ومن خلال أفعالها الشنيعة وجرائمها الوحشية تمثل وباء يجب استئصاله من قبل المجتمعات المتحضرة من دون هوادة أو إبطاء.
وأوضح سموه أنه في هذه اللحظات الحزينة والمؤلمة علينا كمجتمع دولي متحضر أن نواصل حملتنا ضد الإرهاب، مؤكدين أن علينا كمجتمعات مسلمة على وجه الخصوص الدفاع الحازم عن ديننا الإسلامي أمام هذه الهجمات والأفعال التي تستهدف تشويهه والنيل من قيمه السامية.
وأكد سموه وقوف الإمارات إلى جانب الأردن حكومة وشعبا ومع أسرة الشهيد الطيار.
وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي إذا ثبتت صحة الفيديو الذي يزعم قيام تنظيم «داعش» بحرق الطيار الأردني الأسير حياً سيكون علامة أخرى على «شراسة ووحشية» التنظيم المتشدد.
وقال أوباما للصحافيين «أياً كان الفكر الذي ينتهجونه فهو مفلس». وأشار إلى أن الفيديو يضاعف عزم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على قتال التنظيم المتشدد في سورية والعراق.
وقال البيت الأبيض، إن أوباما أمر فريقه بتوفير كل الموارد لتحديد مواقع الرهائن لدى تنظيم «داعش».