السبسي: تونس غير قادرة على مواجهة الإرهاب بمفردها
أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أن التونسيين غير قادرين على مواجهة مشكلة الإرهاب بمفردهم، منوهاً بالتعاون في هذا المجال مع الجزائر، وأنه لا يريد أن يكون حزبه «حركة نداء تونس» حليفاً لحركة النهضة، داعياً إلى التعامل معها بطريقة حضارية، فيما تعهد الحبيب الصيد رئيس الحكومة المكلف في تونس أمام نواب البرلمان بمكافحة الإرهاب ومقاومة الفساد وضمان الحقوق والحريات.
وتفصيلاً، صرح السبسي في حوار مع صحيفة «الوطن» باللغة الفرنسية، أمس، قبيل مغادرته إلى الجزائر، بأن «التونسيين لم يعرفوا الإرهاب في السابق، وأعتقد أنهم غير قادرين على حل هذا المشكل بفاعلية بمفردهم، لأننا لم نكن مستعدين لذلك». وبحسبه فإن التونسيين الذين واجهوا المجموعات الجهادية بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي في 2011، «أصبحوا الآن أكثر استعداداً ويحققون نتائج أفضل». وتابع «لكن القضاء على الإرهاب لا يمكن أن يتم بشكل آني، وبهذا الخصوص لدينا تعاون جيد مع الجزائر التي كانت هي نفسها ضحية للإرهاب».
وأضاف «الإسلاميون الجدد في تونس حاولوا الابتعاد عن القراءة التونسية للإسلام، وحاولوا إدخال الشريعة في الدستور في حين أن الشريعة لا توجد في الدين الإسلامي، كما حاولوا إلغاء الكثير من الأشياء. حاربناهم، لقد تخلوا عن ذلك».
وأضاف «أنا بنفسي قلت في قمة مجموعة الثماني إن النهضة حزب ديني لكنه ليس ضد الديمقراطية، ولكن هذا لم يكن صحيحاً. لقد ألقيت خطاباً واعتذرت للشعب، قلت إنني آسف. أنا لم أراهم في الميدان، ولكن يجب أن أقول الآن إنهم ابتعدوا عن هذا الطريق وغيروا الإطار، هم الآن يقولون نحن تونسيون وديننا هو الإسلام في تونس، يريدون المشاركة في الحكومة، هم يقولون إنهم مثل بقية الأحزاب لماذا تقصوننا في حين أن الشعب أعطانا 69 مقعداً في المجلس في حين أنتم الذين فزتم بالانتخابات لا تتقدمون علينا إلا بـ20 مقعداً».
وتابع «هل من الضروري أن تتعاون مع هؤلاء الناس؟ تلك قصة أخرى. ما الطريقة التي سنتعاون بها؟ بالطبع، نحن لا نريد أن نكون حلفاء، لكن النهضة موجودة ويجب أن نأخذ في الاعتبار وجودها بطريقة حضارية، وهذا هو ما نقوم به حالياً».
يأتي ذلك في وقت قدم الحبيب الصيد، أمس، برنامج حكومته التي أعلن عنها أول أمس الاثنين أمام جلسة عامة في البرلمان خصصت للتصويت على الحكومة ومنحها الثقة. وقال الصيد إن الحكومة ستعمل على تأمين العيش الكريم للمواطنين ومعالجة الملفات الاجتماعية الحادة، وتعهد باحترام حقوق الإنسان وإعلاء سلطة القانون ومحاربة الفساد. وأضاف «ستعمل الحكومة على مقاومة الفساد والمحسوبية وتفعيل الحوكمة الرشيدة والمساءلة، وستكون حكومة قوامها الكفاءة والفاعلية».
وتعهد رئيس الحكومة المكلف بمكافحة الإرهاب وتعزيز قدرات الجيش والشرطة، والعمل على الكشف عن الحقائق خلف الاغتيالات السياسية التي راح ضحيتها شكري بلعيد ومحمد البراهمي.
وكان الصيد أوضح في وقت سابق أن برنامج عمل الحكومة هو مستمد أساساً من برنامج حزب حركة نداء تونس الفائز بالأغلبية، إلى جانب مقترحات بقية الأحزاب المشاركة في الحكومة. ويواجه برنامج الحكومة تحديات هائلة ترتبط بالبدء بإصلاحات اقتصادية، وبخلق فرص للعمل وإنعاش التنمية في الجهات الفقيرة، ومراجعة الأسعار وتعزيز الاستثمارات.